بلومبرغ
واصل سعر سهم "تسلا" هبوطه في 2024، مما دفع القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات الكهربائية للهبوط دون 500 مليار دولار، إذ أدت جولة تسريح الموظفين التي أعلنتها الشركة هذا الأسبوع إلى زيادة تدهور المعنويات حول الشركة.
انخفض سعر السهم 4% تقريباً إلى ما دون 154 دولاراً خلال تعاملات الثلاثاء في نيويورك، ليفقد نحو 38% خلال العام الحالي. يُعد سهم "تسلا" ثاني أكبر سهم انخفاضاً بمؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) في تعاملات العام الحالي، لتخسر الشركة أكثر من 290 مليار دولار من قيمتها منذ نهاية العام. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة لن تسجل إغلاقاً بقيمة سوقية دون 500 مليار دولار منذ أواخر أبريل من العام الماضي.
بدأت مشكلات الشركة في أكتوبر عندما حذرت من أن الطلب على السيارات الكهربائية بدأ في التباطؤ، لكن المدى الكامل لهذا الضعف لم يتضح إلا هذا الشهر عندما أعلنت "تسلا" عن مبيعات الربع الأول أقل بكثير من توقعات المحللين. أعادت هذه الأرقام إثارة مخاوف المستثمرين بشأن مسار نمو الشركة، ثم جاءت الأخبار التي تفيد بأن "تسلا" تعتزم إلغاء خططها لصنع سيارة كهربائية أرخص والتركيز على بناء ما يُسمى بسيارة الأجرة الآلية بدلاً من ذلك. وكان إعلان يوم الإثنين عن تخفيضات واسعة النطاق في الوظائف بمثابة الضربة الأخيرة.
تراجع الطلب
قال رايان برينكمان، المحلل لدى "جيه بي مورغان": "عمليات التسريح الشاملة للموظفين التي تم الإعلان عنها أمس، والتي بلغت حد انخفاض القدرة الإنتاجية للطاقم، يجب ألا تترك مجالاً للشك في أن تراجع التسليمات كان نتيجة لهبوط الطلب وليس العرض".
ويُعد هذا النقص في الطلب، الذي يعاني منه صانعو السيارات الكهربائية على مستوى العالم، سيناريو أكثر خطورة بالنسبة لأسهم "تسلا" مقارنة بأسهم شركات صناعة السيارات الأخرى. وذلك لأن الشركة التي يقودها إيلون ماسك تُتداول بعلاوة تقييم ضخمة، وتعتمد جزئياً على قدرتها على السيطرة على صناعة السيارات الكهربائية في المستقبل. حتى أن ماسك قال إن قيمة الشركة ستكون "صفراً" ما لم تتمكن من حل مشكلة السيارات ذاتية القيادة.
لكن المحللين والمستثمرين يقولون إنه في حين أن بناء سيارة ذاتية القيادة بالكامل يُعد أمراً بالغ الأهمية لآفاق الشركة، فإن صنع سيارة كهربائية بأسعار معقولة أمر مهم لدفع النمو في هذه الأثناء، خاصة وأن معظم الخبراء يتفقون على أن الأمر قد يستغرق عقوداً حتى يتم اعتماد السيارات ذاتية القيادة بشكل جماعي.
تحول استراتيجي وشكوك حيال النمو
قال دان آيفز، المحلل لدى "ويدبوش" (Wedbush): "في حين أن (تسلا) تتخذ إجراءات استباقية بشأن خفض التكاليف هذه المرة بالنظر إلى عمليات التسليم الكارثية في الربع الأول والضغط العام على الأعمال، فإن هذه مبادرة كبيرة لخفض التكاليف لشركة تقع بين موجتي نمو".
ويُنتظر أن تعلن "تسلا" عن نتائج أعمال الربع الأول في 23 أبريل، وترتفع المخاطر بسرعة بالنسبة للشركة. سوف يبحث المستثمرون عن تفسير لسبب التحول الاستراتيجي في وقت يكون فيه النمو موضع شك.
أضاف آيفز: "نحن بحاجة إلى معرفة الأساس المنطقي لخفض التكاليف، واستراتيجية المضي قدماً، وخارطة طريق المنتجات، والرؤية الشاملة من ماسك، وإلا فقد يتجه العديد من المستثمرين إلى التخارج".