عملات الأسواق الناشئة تهبط لأقل مستوى في 2024 بعد ضربة إيران

التوترات الجيوسياسية والبيانات الأميركية ساعدت الدولار على تمديد مكاسبه لليوم الخامس

time reading iconدقائق القراءة - 8
أوراق نقدية فئة 50 ألف وون كوري جنوبي وأخرى فئة 100 دولار أميركي - المصدر: بلومبرغ
أوراق نقدية فئة 50 ألف وون كوري جنوبي وأخرى فئة 100 دولار أميركي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجل الدولار الأميركي انتعاشاً قوياً مقابل العملات الأخرى يوم الثلاثاء، مما أدى إلى إضعاف العديد من العملات الآسيوية بشكل يتجاوز المستويات المراقبة عن كثب، وهو أمر دفع بعض المسؤولين للتدخل لوقف خسائر عملات بلدانهم.

تسبب التدخل الرئيسي من جانب الصين، التي خفضت السعر المرجعي اليومي لليوان، في زيادة الضغط على الروبية الإندونيسية والروبية الهندية والوون الكوري الجنوبي بشكل خاص. لكن تأثير الدولار كان أوسع نطاقاً، بعدما انخفض المقياس العالمي لعملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى له هذا العام. وواصلت الأسهم الآسيوية أيضاً خسائرها، حيث هبط مؤشر أسهم الأسواق الناشئة في المنطقة بحوالي 2%.

ساعدت التوترات الجيوسياسية والبيانات الأميركية التي تشير إلى تأجيل بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، العملة الأميركية على تمديد مكاسبها لليوم الخامس. وكان هجوم إيران على إسرائيل عاملاً مساهماً في تعزيز التوجه نحو شراء الملاذات الآمنة مع دخول الصراع بين البلدين مرحلة جديدة خطيرة.

قال ميتول كوتيشا، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية والأسواق الناشئة لآسيا ببنك "باركليز"، إن "معظم العملات الآسيوية ستضطر إلى الاستسلام لقوة الدولار.. التحرك في سوق العملات الآسيوية مدفوع بشكل عام بقوة الدولار الذي يغذيه ارتفاع العائدات الأميركية وتزايد النفور من مخاطر السوق. كما يعزز ضعف الين الياباني واليوان الصيني الضغط على العملات".

الدول تتدخل لدعم عملاتها

مثل هذه التحركات أجبرت بنك إندونيسيا على التدخل لدعم الروبية بعد أن تراجعت العملة إلى ما يزيد عن 16 ألفاً للدولار لأول مرة منذ أربعة أعوام، مع إعادة فتح الأسواق الداخلية بعد عطلة دامت لأكثر من أسبوع. أعرب البنك المركزي الماليزي يوم الاثنين عن استعداده لدعم الرينغيت الذي يحوم قرب أدنى مستوياته منذ 26 عاماً.

قال كريستوفر وونغ، المحلل الاستراتيجي للعملات لدى "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ" (Oversea-Chinese Banking Corp) في سنغافورة، إن "المزيج غير المرغوب فيه من العوامل الجيوسياسية وأسعار الفائدة الأميركية المرتفعة لفترات طويلة والتقلبات في اليوان والين، قد يستمر في تقويض الثقة في العملات الآسيوية باستثناء اليابان".

أدت البيانات الاقتصادية الأميركية الأقوى من المتوقع إلى إضعاف الرهانات على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مما يشير إلى أن المعركة الناشبة ضد قوة الدولار لن تنتهي قريباً. وهذا أدى إلى زيادة التدخل في عملات الأسواق الناشئة، خاصة الآسيوية، حيث تفرض قوة الدولار ضغطاً على المسؤولين لاتخاذ إجراءات.

العملات الأكثر عرضة للتهديد

في الوقت نفسه، يمكن أن يحدث أي ضعف في العملة المدارة في الصين تأثيراً كبيراً، حيث يُنظر إليها باعتبارها مرساة لنظرائها الإقليميين. وتعتبر عملات الدول الآسيوية المجاورة مثل كوريا الجنوبية وتايلاند الأكثر عرضة للتهديد، حيث تعد الصين شريكاً تجارياً أول، لكن ضعف اليوان المفاجئ قد يكون له تأثير أوسع بكثير.

تهاوت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي منخفض، بينما انخفض الوون الكوري الجنوبي إلى المستوى المراقب عن كثب عند 1400 للدولار للمرة الأولى منذ أواخر 2022. كما يقترب الرينغيت الماليزي من أدنى مستوياته منذ 1998، وهبط الدولار التايواني إلى أضعف مستوياته منذ 2016.

انخفض مؤشر "إم إس سي أي" لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 1.8% هذا العام. وفيما يتعلق بالأسهم الآسيوية، قادت كوريا وتايوان التراجعات، حيث انخفضت مؤشراتهما بنحو 2.5% لكل منهما.

تصنيفات

قصص قد تهمك