بلومبرغ
بالكاد تأثرت العقود الآجلة لأسعار النفط بهجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل، حيث عزا المتداولون حركة السعر الضعيفة إلى فكرة الإبلاغ عن الضربة مسبقاً، والتوقعات باستمرار احتواء الصراع في أعقاب ذلك، بينما تزن إسرائيل ردها على الهجوم.
إليكم فيما يلي توقعات المحللين والمراقبين لأسواق النفط:
"سيتي": إمكانية وصول النفط إلى 100 دولار
تتمثل الحجة الأساسية لشركة "سيتي غروب" (Citigroup) بارتفاع أسعار النفط، في استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وقد دفع ذلك البنك إلى رفع توقعاته للأسعار على المدى القصير، مع زيادة هدف الثلاثة أشهر لأسعار خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 8 دولارات للبرميل.
"ما لم يتم تسعيره في السوق الحالية، في رأينا، هو استمرار محتمل لصراع مباشر بين إيران وإسرائيل، والذي نقدر أنه قد يشهد تداول أسعار النفط بما يتجاوز 100 دولار للبرميل، اعتماداً على طبيعة الأحداث"، وفقاً لما كتبه المحللون بمن فيهم ماكس لايتون في مذكرة.
"غولدمان ساكس": علاوة مخاطر من 5 إلى 10 دولارات
"نقدر أن أسعار النفط تعكس بالفعل علاوة مخاطر تتراوح بين 5 و10 دولارات للبرميل بدءاً من مخاطر الهبوط وصولاً إلى الإمدادات قبل الهجمات التي شنتها إيران في نهاية الأسبوع"، حسب ما قال محللو مجموعة "غولدمان ساكس" (Goldman Group Sachs) بما في ذلك دان سترويفن في مذكرة. موضحاً "الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني غير مؤكد إلى حد كبير ويُرجح أن يحدد مدى التهديد إمدادات النفط الإقليمية".
أشار المحللون إلى ارتفاع إنتاج الخام الإيراني بأكثر من 20% خلال العامين الماضيين ليصل إلى 3.4 مليون برميل يومياً، أو ما يشكل حوالي 3.3% من الإمدادات العالمية، لذلك إذا كانت السوق ستحدد احتمالاً أكبر لتراجع الإمدادات الإيرانية، فقد يساهم ذلك في زيادة علاوة المخاطر الجيوسياسية"، وفقاً للمحللين.
مجموعة الأزمات الدولية: ترقب الاستجابة المحتملة
"تشير إيران إلى أن هذا الرد كان كل ما تريده، ولن تشن أي هجمات أخرى، لكنني لست متأكداً من أن إسرائيل ستختار عدم الرد على هذا الهجوم"، وفقاً لما قالته دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري قسم الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية (ICG) التي يقع مقرها في لندن. وأضافت: "المغير الوحيد لقواعد اللعبة هو توضيح الولايات المتحدة أنها لن تدعم انتقاماً إسرائيلياً، ما قد يقيد الإجراءات التي ستتخذها تل أبيب إلى حد ما".
"إس في بي إنرجي": الحفاظ على التوازن
"إذا توقفت الهجمات الانتقامية الأخيرة بين إيران وإسرائيل عند مستواها الحالي، أو امتنعت عن التصعيد في المنطقة دون التسبب في أضرار لمنشآت إنتاج وتصدير النفط، فيجب أن تحافظ السوق على استقرارها"، وفقاً لسارة فاخشوري، مؤسسة ورئيسة"إس في بي إنرجي إنترناشيونال" (SVB Energy International). أضافت: "تبدو أساسيات السوق مستقرة، حيث تراقب (أوبك +) عن كثب الطلب المتزايد المتوقع لموسم الصيف. إذا كان هناك أي نقص في الإمدادات في السوق، فقد يدرس تحالف أوبك خفض التخفيضات الطوعية وزيادة الإنتاج ".
"آي إن جي غرويب إن في": العقوبات الخطر الأول
"لقد سعرت السوق سابقاً الخام تأهباً للهجوم الإيراني، بينما تعني الأضرار المحدودة وعدم وجود أي خسائر بشرية إمكانية استجابة محسوبة من إسرائيل"، وفقاً لما قاله الاستراتيجيان في "آي إن جي غرويب إن في" (ING Groep NV) وارن باترسون وإيوا مانثي في مذكرة. موضحين "يتمثل عدم اليقين الرئيسي في كيفية رد إسرائيل الآن على الهجوم".
بالنسبة إلى النفط، يتمثل الخطر الأول في تشديد العقوبات النفطية ضد إيران، والتي يمكن أن تشهد ما بين 500 ألف إلى مليون برميل يومياً من إمدادات النفط، وفقاً للمحللين. كما تشمل التداعيات الأخرى المحتملة مهاجمة إسرائيل للبنية التحتية للطاقة الإيرانية أو إغلاق إيران لمضيق هرمز.
"أر بي سي كابيتال ماركيتس": حرب أوسع
سيحدد رد الحكومة الإسرائيلية على الهجوم الإيراني ما إذا كان الوضع سيؤدي إلى حرب أوسع، أو ما إذا كانت مخاطر التصعيد ستنحسر، وفقاً لمحللي "أر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets) بما في ذلك هيليما كروفت. حيث أشاروا إلى أن انتقاماً إسرائيلياً كبيراً قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
قال المحللون: "في مثل هذا السيناريو، نعتقد أن الخطر على النفط ليس ضئيلاً بالنظر إلى استيلاء إيران على السفينة في مضيق هرمز التي سبقت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة". ومع ذلك إذا تراجعت إسرائيل أو نفذت رداً ضعيفاً، يبدو أن إيران قد تنتهز الفرصة لإعادة هذه الحرب إلى الظل.
وكالة الطاقة الدولية: مخاطر أمنية نفطية متزايدة
قدمت الهجمات الجوية الإيرانية على المنشآت العسكرية الإسرائيلية تذكيراً جديداً بأهمية أمن النفط، مع زيادة خطر التقلبات في أسواق النفط، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
كما أشارت في رسالة إخبارية إلى ضيق أسواق النفط العالمية بالفعل قبل الانتقام الإيراني، مع تركيز المزيد من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط الآن على أمن الإمدادات. وأضافت الوكالة أنه سيتم تتبع التطورات عن كثب.
"إيه إن زي" (ANZ) المصرفية: التصعيد غير مرجح
قال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع في مجموعة "إيه إن زي" (ANZ) المصرفية: "حقيقة أن الهجوم دُرس جيداً تشير إلى أن أي تصعيد آخر غير مرجح"، مضيفاً أن علاوة المخاطر الجيوسياسية مرتفعة أيضاً، لذا فهي لا تضمن أي مكاسب أخرى حتى يتضح رد إسرائيل على هذا الهجوم.
أوضح أن السوق بحاجة إلى رؤية المزيد من الأدلة على أن الإمدادات معرضة لخطر أكبر قبل دفع الأسعار إلى الارتفاع.
"أغين كابيتال": "تنفس الصعداء"
يمكن لسوق النفط أن تتنفس الصعداء، على الأقل حالياً، وفقاً لما قاله جون كيلدوف، الشريك المؤسس لشركة "أغين كابيتال" Again Capital ".
أضاف: "كانت هناك موجة كبيرة من الشراء إثر التوترات الجيوسياسية الأسبوع الماضي، ولكن مع تطور الوضع، لم يحدث أي تصعيد حقيقي للتوترات".
"إيه إس غلوبال ريسك": عقوبات أكثر صرامة
قال آرني لومان راسموسن، رئيس الأبحاث في "إيه إس غلوبال ريسك مانجمنت" (A/S Global Risk Management): "الوضع غير مستقر، وإذا أشارت إسرائيل إلى أنها لن ترد، فستهدأ توترات السوق". مشيراً إلى أن السيناريو الأكثر إثارة للخوف هو إغلاق مضيق هرمز، رغم أن هذا الاحتمال لا يبدو مطروحاً.
بدلاً من ذلك، يُرجح فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، على حد قوله. مشيراً إلى أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران شاملة للغاية بالفعل، لكن إيران استمرت في زيادة إنتاج النفط وصادراتها خلال العام الماضي.