بلومبرغ
انخفضت أسعار الذهب بعدما لامست مستوى قياسياً، حيث أدت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى تكثيف زخم شراء أصول الملاذ الآمن.
وحطم الذهب مستوى 2400 دولار للأونصة للمرة الأولى في وقت مبكر من يوم الجمعة، مرتفعاً بما يصل إلى 2.5% إلى 2431.52 دولار، قبل أن يمحو مكاسبه لينخفض بما يصل إلى 0.6%.
ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 15% حتى الآن هذا العام، متجاوزاً التقدم البالغ 13% المسجل طوال العام الماضي.
أدى ارتفاع المعدن النفيس وتحركاته الضخمة في كثير من الأحيان إلى ترك بعض المتفرجين في حيرة من أمرهم، بسبب عدم وجود أي محفزات واضحة، خاصة وأن التوقعات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أكثر ضبابية في الأسابيع الأخيرة.
وتزيد التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا والمشكلات المستمرة في الاقتصاد الصيني من جاذبية السبائك كملاذ آمن. وفي الوقت نفسه، كان بعض المستثمرين يبحثون عن الأمان بسبب الرهانات على أن التضخم قد يظل مرتفعاً على المدى الطويل، مما يدعم ارتفاع الذهب. وقد أضافت عمليات شراء البنوك المركزية، بقيادة الصين، بعض الزخم الصعودي.
تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية
تستعد إسرائيل لهجوم مباشر وغير مسبوق من قبل إيران على أهداف حكومية يوم السبت، وفقاً لأشخاص مطلعين على تقييمات الاستخبارات الغربية، وهي خطوة من شأنها أن تهدد بنشوب حرب إقليمية شاملة.
كما أدى استمرار الشراء القوي من الصين إلى دعم الأسعار، مع ارتفاع العلاوة في شنغهاي، وفقاً لنيكي شيلز، رئيس استراتيجية المعادن في شركة "إم كي آس بامبا" ومقرها في جنيف. وقالت: "أصبحت الأسواق غير منظمة إلى حد ما مع بدء التحدب، وبدأ التداول من رقم كبير إلى رقم كبير".
يقوم المتداولون بشراء خيارات شراء الذهب بنحو 2500 دولار و3000 دولار، لمطاردة الارتفاع، مما يدعم الأسعار بشكل أكبر.
وانخفض السعر الفوري للذهب 0.4% إلى 2363.16 دولار للأونصة بحلول الساعة 1:10 مساءً في نيويورك، مع اتجاه المعدن لتحقيق تقدم أسبوعي رابع، وهو أطول ارتفاع من نوعه منذ أوائل عام 2023.
اقرأ أيضاً: غولدمان: تخفيض البنوك المركزية لأسعار الفائدة يرفع أسعار هذه السلع
امتد زخم شراء الذهب إلى الفضة، إذ زادت أسعار المعدن الأبيض إلى 29.797 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2021. وتحوم مؤشرات القوة النسبية لكلا المعدنين على مدى 14 يوماً بالقرب من 80 نقطة، وهو ما يتجاوز بكثير المستوى الذي يراه بعض المستثمرين في منطقة ذروة الشراء، مما قد ينذر بتوقف مؤقت.
وتقدم البلاتين والبلاديوم أيضاً، حتى مع تداول مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري عند أعلى مستوى منذ نوفمبر. عادة ما تكون العملة الأميركية القوية بمثابة رياح معاكسة للسلع المسعرة بالدولار، لأنها يمكن أن تقلل من اهتمام المشترين الأجانب.
وقالت رونا أوكونيل، رئيسة تحليل السوق في شركة "ستون إكس فاينانشيال" إن "المخاطر الجيوسياسية هي نقطة الارتكاز هنا". وفي عام شهد أكثر من 50 انتخاباً محلياً ووطنياً، فإن التوترات المستمرة في الشرق الأوسط تضيف "المزيد من الوقود إلى النار".