بلومبرغ
يهدد انهيار جسر بالتيمور بتعطيل صادرات السلع الأساسية -بما فيها جزء كبير من شحنات الفحم الأميركية- من ميناء مهم على الساحل الشرقي. فيما توشك أسعار خام الحديد على بلوغ مستويات منخفضة لم نشهدها منذ مايو الماضي في ظل ضعف طلب الصين. ويستمر إبرام الصفقات بوتيرة محتدمة في قطاع النفط والغاز، بعد تحقيقها بداية قوية للسنة الجارية.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول:
الفحم
يضيف انهيار جسر "فرانسيس سكوت كي" في بالتيمور الأسبوع الماضي بعد اصطدام سفينة شحن به عقبة أخرى لسلاسل توريد السلع الأساسية، ولا سيما الفحم. ويعد ميناء بالتيمور ثاني أكبر مركز تصدير للوقود الأحفوري في الولايات المتحدة الأميركية بـ28% من إجمالي شحنات السنة الماضية. ورغم أن إجمالي الصادرات السنوية من الميناء بلغ نحو 20 مليون طن أميركي سنوياً خلال 3 من 5 أعوام ماضية، إلا أنه ارتفع إلى 28 مليوناً خلال 2023 وحدها بفضل طلب آسيا المتنامي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
انتعاش التمويل المخصص لتعدين الفحم.. والصين في المقدمة
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن الإغلاق المؤقت لميناء بالتيمور في أثناء جهود إزالة آثار الحادث والحطام سيؤثر على أحجام الصادرات خلال العام الحالي.
خام الحديد
يبدو ثبات خام الحديد عند عتبة 100 دولار للطن محفوفاً بالمخاطر، حيث تعرضت المادة التي تدخل في تصنيع الصلب لضغط متواصل منذ أوائل العام الحالي بعدما اعتاد المستثمرون على الضرر الشديد للطلب جراء أزمة العقارات الصينية الممتدة لفترة طويلة.
تراجع سعر خام الحديد وسط القلق المتزايد من الطلب الصيني
ورغم وجود مناطق محدودة تشهد نشاطاً قوياً في سوق الصلب الصينية -خاصة الصادرات وبعض مجالات التصنيع- إلا أن الطلب سيواجه صعوبات لتسجيل نمو السنة الجارية دون اتخاذ بكين بعض إجراءات السياسيات الاقتصادية الأكثر حسماً. ولن يكون حدوث انخفاض جديد في سعر خام الحديد دون 100 دولار للطن مفاجئاً، رغم أن حجم الهبوط قد يكون محدوداً، حيث يمكن لهذه المستويات أن تكون قد أثنت بالفعل بعض المنتجين مرتفعي التكلفة عن تخفيض المعروض.
صفقات النفط والغاز
شهدت عمليات إبرام الصفقات في قطاع النفط والغاز أقوى بداية سنوية لها منذ 5 أعوام، حيث حصد القطاع أكثر من 84 مليار دولار من صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ. وتضمنت أهم الصفقات، صفقة استحواذ شركة "دايموند باك إنرجي" فبراير الماضي على شركة التنقيب في حوض بيرميان "إنديفور إنرجي ريسورسز" (Endeavour Energy Resources LP) واستحواذ شركة "إي كيو تي" على شركة "إيكويترانس ميدستريم" (Equitrans Midstream).
تأتي هذه الصفقات في أعقاب توقيع عدد من شركات إنتاج النفط والغاز على مجموعة اتفاقات في وقت متأخر من العام الماضي، من بينها صفقة "إكسون موبيل" الضخمة بقيمة 68 مليار دولار لشركة "بايونير ناتشورال ريسورسز" في أكتوبر الماضي، وتتطلع شركات الطاقة إلى البحث عن مناطق جديدة للتنقيب.
الذرة
من المتوقع أن يزرع الأميركيون مساحة ذرة أقل بنسبة 5% خلال العام الجاري، حيث بدأوا في تحويل جزء من مساحاتهم لزراعة فول الصويا مرتفع الأسعار، وفق تقرير وزارة الزراعة الأميركية الذي يستند لاستطلاع رأي شمل مزارعين.
يتزامن تراجع المساحة المزروعة بالذرة مع تعرض أسعار الحبوب التي هيمنت على الزراعة الأميركية لأكثر من قرن لضغوط في ظل وفرة الإمدادات العالمية وتباطؤ الطلب على الصادرات الأميركية.
تطوير خصائص فول الصويا يمكنه تغيير وقود المستقبل
في هذه الأثناء، برز فول الصويا بوصفه بديلاً أكثر جاذبية وسط ازدهار الطلب على الزيت الناتج من المحصول، الذي يعد مكوناً رئيسياً لإنتاج وقود الديزل المتجدد.
موسم الأعاصير
يثير موسم الأعاصير القوي للغاية المتوقع بمنطقة المحيط الأطلسي أخباراً سيئة لسوق السلع الأساسية. وتتوقع شركة "أكيو ويذر" (AccuWeather). موسماً قوياً، إذ يتشكل ما يصل إلى 25 عاصفة محددة بالاسم من يونيو إلى نوفمبر المقبل، ما يعد أعلى بكثير من المستويات الطبيعية للسنة.
وتقع غالبية البنية التحتية لإنتاج وتصدير النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأميركية بمنطقة خليج المكسيك وولاية تكساس، وغالباً ما كانت تعاني في الماضي من العواصف المدمرة.
وحتى العواصف الاستوائية الضعيفة من المعروف أنها تقوض في كل مرة ما يصل إلى 30% من إنتاج الحقول البحرية لعدة أيام. ويمكن أن تهدد العواصف أيضاً المحاصيل الزراعية الرئيسية في جنوب الولايات المتحدة الأميركية، بما فيها بساتين الحمضيات بولاية فلوريدا، وحقول القطن بولاية تكساس، وهي الولاية الأميركية الأعلى إنتاجية.