الشرق
توقَّع رمزي صوما، مدير تداول السندات ومشتقات العملات لدى "ستاندرد تشارترد" في سنغافورة، ارتفاع سعر الدولار على خلفية الاجتماع الذي يعقده الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والخطاب المنتظر من جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم الأربعاء، والمتوقَّع أن يعبر عن نظرة تفاؤلية بالأسواق والتعافي الاقتصادي.
واستبعد صوما، في لقاء مع الإعلامية صبا عودة على قناة "الشرق للأخبار" أن تكون الأسعار، سواء العملات أو الأسهم حول العالم، قد استوعبت حالة التفاؤل التي تعم الأسواق، وقال:" أتوقَّع أن يكون خطاب باول أكثر من تفاؤلاً من السوق وتوقُّعاته، وننتظر تأثيراً في البداية على أسعار العائد على السندات، والانعكاس الثاني على قوة الدولار".
آثار قوة الدولار على أسواق آسيا
وبالنسبة لانعكاسات هذا التفاؤل على أسواق آسيا، قال مدير تداول السندات ومشتقات العملات لدى "ستاندرد تشارترد"، إنَّه كلَّما زادت قوة الدولار سينعكس ذلك بالإيجاب على أسواق، مثل سنغافورة وكوريا، والاقتصادات المرتبطة بالسلع أكثر مثل: النفط، والحديد كأستراليا وماليزيا، إذ ستستفيد مع تحسُّن الرؤية بالأسواق بصفة عامة والتجارة العالمية.
على الجانب الآخر، ستشهد الاقتصادات التي تعاني من ارتفاع مديونياتها الخارجية مثل أندونيسيا انعكاسات سلبية، إذ ستزيد قوة الدولار من خدمة الديون لديها، وتوقَّع صوما انعكاسات على أسعار صرف عملاتها وأصولها أيضاً.
من جهة أخرى، أكَّد صوما على زيادة الارتباط مؤخَّراً بين أسهم آسيا خارج الصين مع الأسهم الصينية، بدلاً من ارتباطها التاريخي بالأسهم الأمريكية، وهو ما تؤكِّده حركة المؤشرات.
الترابط بين العملة وأداء الأسهم
وقال مدير تداول السندات ومشتقات العملات لدى "ستاندرد تشارترد"، إنَّ أسواق الأسهم والأسواق العامة في آسيا، تراقب عن كثب تحرُّكات البنك المركزي الصيني، فقد زاد ارتباطها باقتصاد الصين، وزاد الاعتماد عليه في تحريك أكثر من قطاع من الاقتصادات المحلية لدول آسيا، كما أدَّت جائحة كورونا كثيراً إلى أن أصبحت أسواق الصين المحرِّك الأساسي للاقتصاد العالمي، وهو ما ينعكس أولاً على حركة العملات ثم الأسهم، فالترابط بين قوة العملة وأداء الأسهم أكثر من الأسواق المتطوِّرة.
وتشهد العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم فعاليات اليوم الثاني لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في العاصمة الأمريكية واشنطن، إذ من المتوقَّع أن يتمَّ من خلاله الإبقاء على أسعار الفائدة عند الحدِّ الأدنى لها على الإطلاق، ما بين الصفر و0.25%، وعلى برنامج شراء السندات بما يفوق 120 مليار دولار، وتتوزَّع بين 80 مليار لشراء سندات حكومية، و40 مليار دولار لشراء سندات رهن عقاري.
وسيعقد باول مؤتمراً صحفياً لتعقيب قرارات وتوجهات صانعي السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن يكشف أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح عن توقُّعاتهم لمعدَّلات النمو، والتضخم، والبطالة بالإضافة إلى مستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.