بلومبرغ
هوت أسعار الأسهم الأميركية يوم الجمعة وسط تكهنات بأن الصعود الذي دفع السوق إلى تسجيل أرقام قياسية متعددة هذا العام أصبح الآن مبالغاً فيه.
بينما كان المستثمرون يتفحصون أرقام تقرير الوظائف المتبانية، أثّر الضعف الذي ظهر على أسهم المجموعة الأكثر تأثيراً على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بشكل كبير على التداول. تعرضت أسهم قطاع التكنولوجيا لضغوط بيعية ليتراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%. كما أوقف سهم "إنفيديا كورب" مكاسبه السعرية المتواصلة التي دامت ستة أيام. وعمّق سعر سهم "تسلا" خسائره للأسبوع الحالي إلى 13%، وهوى سعر سهم "برودكوم" (Broadcom) وسط مبيعات رقائق إلكترونية ضعيفة.
قال مايكل هارتنت، الخبير الاستراتيجي لدى "بنك أوف أميركا" –الذي اتخذ نبرة أكثر حيادية بشأن الأسهم هذا العام بعد أن ظل متشائماً في 2023– إن أسواق الأسهم تظهر "مكاسب غير طبيعية" في "أوقات غير عادية". وقد أدى ذلك إلى "إجهاد" المراكز قبل خفض أسعار الفائدة المتوقع في نهاية المطاف.
قال مات مالي من "ميلر تاباك+كو" (Miller Tabak+Co): "ليس هناك أي شك على الإطلاق بأن قدراً لا بأس به من "الزبد" قد انتقل إلى السوق على المدى القريب.. يجب على المستثمرين استغلال الأسبوع المقبل لجمع بعض السيولة، والتحول للدفاعية قليلاً".
بيانات التوظيف وترقب الهبوط السلس
أظهر تقرير الوظائف -الذي صدر في وقت سابق من اليوم، أن الاقتصاد واصل إضافة وظائف، دون تحفيز زيادة في الأجور. وأحيت هذه الأرقام الآمال في أن يتمكن مجلس الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق هبوط سلس، مما يسمح للمسؤولين بالبدء في تيسير السياسة النقدية هذا العام، ولكن دون المخاطرة بالقيام بذلك في وقت قريب جداً.
قال كريس لاركين من "إي*تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "التقرير لم يعط بالضرورة إشارة واضحة للاحتياطي الفيدرالي، ولكن لا يبدو أن هناك أي شيء فيه قد يعرقل خطته لخفض أسعار الفائدة".
انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين نقطتين أساس إلى 4.48%، كما يتوقع المتداولون خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة ربع نقطة في يونيو بالكامل تقريباً. وسجل سعر الدولار أطول سلسلة خسائر منذ أكتوبر. ووصل الذهب إلى ذروة جديدة. ولامس سعر "بتكوين" مستوى 70 ألف دولار.
ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ عامين في فبراير، حتى مع بقاء التوظيف في وضع جيد، مما يشير إلى سوق عمل أهدأ ولكن قوية. ارتفعت كشوف الأجور غير الزراعية بمقدار 275 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد مراجعة أرقام الشهرين السابقين بالخفض بإجمالي 167 ألف وظيفة. وارتفع معدل البطالة إلى 3.9% وتباطأت مكاسب الأجور.
أبرز 5 استنتاجات من تقرير الوظائف الأميركية في فبراير
واعتبرت سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management) والعديد من مراقبي السوق الآخرين التقرير "واسع النطاق". ومع ذلك، ترى شاه أن الأرقام العامة إيجابية إلى حد ما في السوق. وقالت: "إذا تمكن الاقتصاد من الاستمرار في إضافة وظائف، دون التسبب في عودة نمو الأجور، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيحقق الهبوط السلس الذي يستهدفه".
وبعبارة أخرى، يؤكد هذا التقرير أن سوق العمل قوية -ولكن ليست محمومة- مما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال في طريقه لخفض أسعار الفائدة هذا العام، وفق سونو فارغيز من "كارسون غروب" (Carson Group).
قال جيمي كوكس، من "هاريس فاينانشال غروب" (Harris Financial Group): "التوظيف مستمر، وتضخم الأجور يتقهقر.. الاحتياطي الفيدرالي ينفذ تفويضه المزدوج.. لم يتوقع أحد هذه النتيجة، لكنها تحدث".
تزايد احتمالات خفض الفائدة في يونيو
عقود المقايضة التي تتنبأ بقرارات الاحتياطي الفيدرالي تتوقع الآن أسعار فائدة أقل، مما يعني أن المتداولين يتوقعون تيسير الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية بما يقرب من 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بعدما كانت تتوقع في الشهر الماضي خفض الفائدة بأقل من 75 نقطة أساس هذا العام، ومقارنة بأكثر من 150 نقطة أساس في أوائل 2024.
أما جينا بولفين من "بوليفين أسيت مانجمنت غروب" (Bolvin Wealth Management Group)، فترى أن ارتفاع معدل البطالة هو أكبر استنتاج من بيانات يوم الجمعة. فهي من بين أولئك الذين يراهنون على أن احتمالات خفض أسعار الفائدة في يونيو تتزايد حيث سيشعر الاحتياطي الفيدرالي بالقلق إذا وصلت البطالة إلى 4%.
قال تشارلز هيبورث من "جي إيه إم إنفستمنتس" (GAM Investments): "إذا كنا نرى حقاً أن معدل البطالة انخفض إلى أدنى مستوياته ويتصاعد، في حين يتباطأ نمو الأجور، فمن الواضح أن ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام خفض أسعار الفائدة".
خفض الفائدة بات أقرب
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي قال يوم الجمعة إنه يتوقع أن يخفض صناع السياسة النقدية أسعار الفائدة هذا العام مع انخفاض التضخم بشكل أكبر.
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أدلى بشهادته هذا الأسبوع أمام المشرعين، إنه يعتقد أن سوق العمل "تحقق توازناً أفضل بين العرض والطلب". وأشار أيضاً إلى أن البنك المركزي يقترب من الثقة التي يحتاجها لبدء خفض أسعار الفائدة.
يرى إيان لينجن، من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets)، تقهقر أرقام الأجور كان ملحوظاً. وقال: "الشيء المؤكد هو أن هذا التحديث بشأن تضخم الأجور يعكس رسالة باول بأننا بتنا أقرب من الخفض الأول لسعر الفائدة".
أبرز 5 استنتاجات من شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي أمام مجلس الشيوخ
ضغوط بيعية على أسهم التكنولوجيا
سُحب نحو 4.4 مليار دولار من صناديق التكنولوجيا في الأسبوع المنتهي في 6 مارس، حسبما كتب استراتيجيو "بنك أوف أميركا"بقيادة هارتنت في مذكرة، نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). وجاءت التدفقات الخارجة مع دخول سهم "أبل" في تصحيح فني هذا الشهر، وسط مخاوف بشأن تراجع مبيعات "أيفون" والضغوط التنظيمية للشركة.
قال دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott): "المشكلة مرة أخرى هي أننا نشهد، عبر العديد من المستويات، ظروف ذروة الشراء/الإجهاد وسط تباين ملحوظ بين حركة الأسعار والزخم.. وهذا يجعل أسعار الأسهم إلى حد كبير عرضة للتراجع في الأسابيع/الأشهر القادمة".
صناديق التحوط تخفض حيازاتها من أسهم التكنولوجيا
فقد سهم "إنفيديا"، الطفل المدلل لجنون الذكاء الاصطناعي الذي غذّى السوق الصاعدة، زخمه يوم الجمعة. لكن صعوده الصارخ هذا العام دفعه ليتجاوز بكثير المستوى الذي اتجهت فيه الشركة إلى تجزئة القيمة الاسمية لأسهمها آخر مرة. يرى البعض أن عملاقة الذكاء الاصطناعي في وضع جيد للقيام بذلك مرة أخرى (أي تجزئة القيمة الاسمية للأسهم).
أعلنت الشركة آخر مرة عن تجزئة أسهمها 4 مرات في مايو 2021، عندما كانت أسهمها تُتداول بنحو 600 دولار للسهم الواحد. وتجاوز سعر السهم مستوى 900 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع. كان السبب الذي قدمته "إنفيديا" لتجزئة القيمة الاسمية لأسهمها في 2021 هو "جعل حيازة الأسهم في متناول المستثمرين والموظفين"، وفقاً لبيان.
تجدر الإشارة إلى أن "إنفيديا" لم تقدم أي إشارة إلى أنها ستقسم أسهمها في أي وقت قريب.
أداء أبرز المؤشرات:
- انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.7% في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك
- هبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%
- تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%
- انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.1%
- ارتفع سعر "بتكوين" 2.8% إلى 69219.41 دولار
- صعد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 2177.71 دولار للأوقية