بلومبرغ
تبعث المستويات القياسية لسعري "بتكوين" والذهب رسائل متباينة عن الإقبال على المخاطر في أرجاء الأسواق العالمية.
يمثل هذا الارتفاع المرة الأولى التي يسجل فيها كل من العملة المشفرة والمعدن الثمين مستويين قياسيين متزامنين، منذ ظهور "بتكوين" على الساحة قبل أكثر من عقد. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن هناك اختلافات في الدوافع وراء زيادة أسعار كل منهما، حيث ينُظر إلى الذهب كملاذ آمن قد ثبتت قيمته لأكثر من ألف عام، بينما ما يزال دور "بتكوين" -باستثناء كونه أداة للمضاربة- موضوع جدل واسع.
دوافع مختلفة
قفز سعر "بتكوين" بنحو 50% خلال العام الجاري، بفضل الأموال الداخلة إلى الصناديق المتداولة بالبورصة الأميركية، التي أُطلقت في الآونة الأخيرة، والتي تمتلك حيازات مباشرة من العملة الرقمية. أما ارتفاع سعر الذهب، فقد يُعد إشارة إلى استثمار دفاعي نتيجة المخاوف المتعلقة بمخاطر التوترات الجيوسياسية أو تراجع محتمل في الأسهم العالمية في أعقاب الارتفاع الذي حطم المستويات القياسية السابقة.
اقرأ أيضاً: سعر بتكوين يتراجع بعد بلوغ قمة قياسية تجاوزت 69 ألف دولار
إحدى الطرق لتفسير هذا الحدث هي النظر في سلوك المتعاملين الذين يسعون للحاق بالزخم قصير الأجل في أسعار فئات الأصول المختلفة، وفق كريس وستون، مدير البحوث في "بيبرستون غروب" (Pepperstone Group).
وقال وستون: "تم تداول الذهب بشكل كبير ليلاً، وكان حجم التداولات هائلاً. وتلقيت اتصالات كثيرة من العملاء يستفسرون عمّا يحدث"، كما أن المستثمرين الباحثين عن الربح السريع يشترون "استناداً إلى الزخم وهذا ما نشهده أيضاً في (بتكوين)".
ينظر إلى "بتكوين" والذهب-على حد سواء- على أنهما مستفيدان من التوقعات بخفض سعر الفائدة. حيث تشير أسواق عقود المقايضة إلى احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يونيو بنسبة 62%، مقابل توقع بنسبة 58% في نهاية فبراير.
مستويات قياسية جديدة
ارتفع سعر "بتكوين" أمس الثلاثاء إلى مستوى قياسي عند 69191.95 دولار في الولايات المتحدة، متجاوزاً أعلى مستوى وصلته العملة المشفرة في نوفمبر 2021 إبان جائحة كورونا، قبل تراجعه إلى نحو 63300 دولار ظهر اليوم الأربعاء في سنغافورة.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب تتماسك بعد صعود قياسي وسط الرهان على خفض الفائدة
وبلغ سعر الذهب ذروته عند 2141.79 دولار للأونصة أمس الثلاثاء، ليتخطى أعلى مستوياته السابقة التي سجلها في مطلع ديسمبر. وارتفع سعر المعدن النفيس بنحو 5% على مدى الجلسات الخمس الماضية.
وقال كايل رودا، كبير محللي السوق في "كابيتال دوت كوم": "يمكن ربط قصة ارتفاع أسعار العملات المشفرة بما يحدث في أسواق الأسهم وزيادة الإقبال على تحمل المخاطر. نرى أن عودة ارتفاع أسعار عملات الميم تشير إلى سلوك غير منطقي متقبل للمخاطر، ويتسق ذلك مع ما يحدث في بعض قطاعات سوق الأسهم".