قطاع التكنولوجيا يواصل قيادة الأسهم الأميركية لمستويات قياسية جديدة

مؤشر "إس آند بي 500" يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق للمرة الـ15 خلال العام الحالي

time reading iconدقائق القراءة - 19
لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان - المصدر: بلومبرغ
لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انتعشت سوق المال الأميركية وسط تجدد صعود أسعار أسهم شركات التكنولوجيا، كما تفحص المتداولين أحدث التصريحات الصادرة عن عدد كبير من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بحثاً عن أدلة حول آفاق أسعار الفائدة.

تخطى مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مستوى 5100 نقطة لأعلى —مسجلاً أعلى مستوياته على الإطلاق للمرة الـ15 خلال العام الحالي. قاد سهم "إنفيديا كورب" مكاسب أسهم الشركات الكبرى، كما قفز سعر سهم شركة "ديل تكنولوجيز" بنسبة 32% بفضل المبيعات القوية.

تجاهل المتداولون بيانات التصنيع الضعيفة ومعنويات المستهلكين وسط رهانات على أن البنك المركزي سيتمكن من خفض أسعار الفائدة في وقت أقربه يونيو. واصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين انخفاضها بعد أن أشار محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إلى أنه يرغب في تحول حيازات البنك المركزي نحو حصة أكبر من سندات الخزانة قصيرة الأجل.

قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "لا يزال زخم السوق قوياً، حيث يتدخل المراهنون على صعود السوق بسرعة في أي فترة ضعف مؤقتة. تراجعت فرضيات هبوط السوق خاصة أن العوامل الفنية والأساسية تدعمان فرضية الصعود، على الرغم من أن التقييمات المرتفعة والتفاؤل شبه العالمي هي أشياء يجب مراقبتها من وجهة النظر المعارضة".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" للأسبوع الثاني على التوالي، وارتفع مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بحوالي 1.5%، وقفز مؤشر شركات صناعة الرقائق بأكثر من 4%. ارتفعت سندات الخزانة عبر كافة الآجال، مع انخفاض العائد على الأوراق المالية لأجل عامين ثمان نقاط أساس إلى 4.54%. وصل سعر النفط إلى 80 دولاراً. وصعدت قيمة "بتكوين" فوق مستوى 62 ألف دولار.

نتائج أعمال "ممتازة"

ومع ظهور نتائج أعمال جميع الشركات المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" تقريباً، تبدو أرباح الربع الرابع ممتازة. إذ ارتفعت بنحو 8% مقارنة مع التوقعات بارتفاعها 1.2% قبل بدء الموسم.

هذا التفوق ساعد في تعويض حالة عدم اليقين حيال الاقتصاد الكلي. على مدار الشهرين الماضيين، تراجع المتداولون عن رهاناتهم بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. ولم يساعد تقلص الآمال في تيسير السياسة النقدية كثيراً في دعم الأسهم ببداية العام تماماً مع تحول التركيز إلى موسم الأرباح. تفوقت نتائج أعمال 76% من الشركات على التوقعات، متجاوزة متوسط ​​العشر سنوات البالغ 74%، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس- مما دفع البنوك الأميركية الكبرى إلى اختطاف الأسهم بثقة وبسرعة.

سباق لمواكبة صعود السوق

من جهة أخرى، تفاجأ محللو وول ستريت بهوس الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما أشعل سباقاً بين الاستراتيجيين لمواكبة ارتفاع سوق الأسهم الذي تجاوز بالفعل توقعاتهم في بداية 2024.

رفع خمسة بنوك استثمار أميركية كبرى بالفعل توقعاتها لمؤشر "إس آند بي 500"، الذي ارتفع 7% ببداية العام بعد صعوده 24% في 2023. وفي الأسبوع الماضي وحده، رفع كل من "يو بي إس غروب"، و"باركليز"، و"يبر ساندلر آند كو" (Piper Sandler & Co) مستهدفات المؤشر. بينما رفع بنكا "غولدمان ساكس" و"يو بي إس" توقعاتهم للمؤشر مرتين منذ ديسمبر.

نظرة تاريخية

أنهى مؤشر "إس آند بي 500" تعاملات فبراير مرتفعاً بأكثر من 5%، موسعاً سلسلة مكاسبه إلى أربعة أشهر متتالية. ومنذ 1950، كلما انهى المؤشر تعاملات يناير وفبراير مرتفعاً، بلغ متوسط ​​عوائد المؤشر على مدار العام 19.8%. كما تمكن خلال 27 من أصل 28 عاماً من تحقيق عوائد إيجابية على مدار السنة بكاملها، وفق آدم تورنكويست من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial).

قال تورنكويست: "هل يمكن أن تستمر سلسلة المكاسب؟.. اعتادت الأسهم على تحقيق عوائد جيدة في شهر مارس تاريخياً، إذ بلغ متوسط عائد المؤشر 1.1%. ومع ذلك، خلال سنوات الانتخابات، انخفض متوسط ​​عوائد شهر مارس إلى 0.4% فقط، وسط ضعف تاريخي ملحوظ في منتصف الشهر".

سجل مؤشر "إس آند بي 500" أيضاً مكاسب أسبوعية أخرى، صاعداً للأسبوع السادس عشر من بين الأسابيع الـ 18 الماضية. وهو أمر لم يحدث منذ عام 1971، وفقًا للبيانات التي جمعها "دويتشه بنك". وبفحص تلك الفترة يتضح أن سلسلة الصعود المتواصلة أعقبها خمسة أسابيع متتالية من التراجع.

ارتفع مؤشر الأسهم التابع لـ"بنك أوف أميركا" الذي يتتبع متوسط ​​توصيات التمركز في الأسهم التي أوصى بها استراتيجيو وول ستريت الشهر الماضي، مقترباً أكثر من الإشارة إلى "بيع" متناقضة، بدلاً من "شراء" للمرة الأولى منذ أبريل 2022. ومع ذلك، لا يزال المقياس في منطقة "الحياد"، وليس "البيع".

تمكنت الأسهم من الصعود يوم الجمعة رغم البيانات التي أظهرت انكماش نشاط المصانع الأميركية بوتيرة أسرع في فبراير في ظل انكماش الطلبيات والإنتاج والتوظيف.

يرى كريس لو، من "إف إتش إن فاينانشال" (FHN Financial)، أنه رغم ضعف في مؤشر التصنيع التابع لمعهد إدارة التوريد، إلا أن الناتج المحلي الإجمالي والإنفاق الاستهلاكي ظلا قويين.

وقال: "مسح معهد إدارة التوريد للتصنيع لشهر فبراير يسلط الضوء على الحركة البطيئة في الاتجاه التصاعدي خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنها ماتزال متماسكة.. وتعد التوقعات بقوة الطلبيات في المستقبل، والتي اتضحت في ردود الاستطلاع، بمثابة علامة مشجعة، كما أن انخفاض معدل الأسعار المدفوعة يوضح أن تضخم أسعار المدخلات تحت السيطرة في الوقت الحالي".

مسار الفائدة

على صعيد آخر، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، يوم الجمعة، إنه لا يريد أن يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى. بينما لفت رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، إلى أن الأسواق تتوقع تخفيضات أقل لأسعار الفائدة استجابةً للبيانات الاقتصادية. وأكد نظيره في دالاس لوري لوغان أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في إبطاء وتيرة تقليص ميزانيته العمومية.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، لشبكة "سي إن بي سي" أنه يعتقد أن سعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي مقيد للغاية، كما أنه لن يتفاجأ إذا انتهى أمر التضخم في شهر يناير إلى مجرد زوبعة في فنجان. وقالت المحافظ أدريانا كوغلر إنها "متفائلة بحذر" بأن التضخم سيستمر في التباطؤ دون حدوث ارتفاع ملحوظ في البطالة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أشار العديد من صناع السياسات النقدية إلى أن أسعار الفائدة ستظل عند أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً على الأقل حتى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في الفترة من 19 إلى 20 مارس، ومن المحتمل أن يكون الخفض الأول للفائدة في وقت لاحق من العام الجاري. ويراقب المسؤولون ليروا ما إذا كانت القفزة المفاجئة في أسعار المستهلكين في شهر يناير كانت مجرد صدفة أم أنها عقبة في مسيرة انخفاض التضخم.

يبدو أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على استعداد لتكرار تصريحات زملائه في الإشارة إلى أن خفض الفائدة من المرجح أن يبدأ "في وقت لاحق من العام الحالي" في شهادته أمام الكونغرس الأسبوع المقبل، وفق أندرو هانتر من "كابيتال إيكونوميكس". ولكنه أشار إلى أنه مع استمرار الاتجاه النزولي في التضخم الأساسي كما هو، فإن هذا لا يستبعد إجراء أول خفض للفائدة في يونيو.

تخفيضات أقل؟

يُرجح أن يرفع صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة توقعاتهم للنمو الاقتصادي والتضخم لعام 2024 في اجتماعهم المنتظر هذا الشهر، مما يزيد من فرص أن يلمح البنك المركزي الأميركي إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة لهذا العام، وفقاً لاستراتيجيي أسعار الفائدة في "بنك أوف أمريكا كورب".

من جهته، يرى تورستن سلوك، كبير اقتصاديي "أبولو مانجمنت"، إن إعادة تسارع نمو الاقتصاد الأميركي، إلى جانب ارتفاع التضخم الأساسي، سيمنع الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة في 2024.

وكتب سلوك: "خلاصة القول هي أن الاحتياطي الفيدرالي سيقضي معظم 2024 في مكافحة التضخم.. ونتيجة لذلك، ستظل مستويات عوائد أدوات الدخل الثابت مرتفعة".

يمكن أن تتجه عوائد سندات الخزانة قريباً نحو 5% إذا أدى الأداء الاقتصادي القوي إلى تأخير خطط الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وفق برامود أتلوري من "كابيتال غروب".

وينتظر أن تعلن شركات "تايغر كورب"، و"كروغر كو" و"غاب" و"فوت لوكر" عن أرباحها في وقت تتجه ثقة المستهلك نحو الأسوأ، مما يزيد من مشاكلها مع احتمال تراجع مبيعات المتاجر نفسها في جميع المجالات في الربع الأخير.

على الجانب الآخر، من المتوقع أن تحقق شركات "كويتكو هول سيل كورب" (Costco Wholesale Corp)، و"روس ستورز" (Ross Stores)، و"برلينغتون ستورز" (Burlington Stores)، و"نوردستورم راك" (Nordstrom Rack) أداءً جيداً. في إشارة أخرى إلى أن المستهلكين يتجهون إلى المتاجر التي تقدم خصومات على سلع العلامات التجارية المعروفة.

ويتوقع أن تشهد شركات "بوردكوم" و"مارفيل تكنولوجي" تحولاً في ظل الطلب على الذكاء الاصطناعي.

أداء أبرز المؤشرات:

  • صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.8% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • مؤشر "ناسداك 100" صعد بنسبة 1.4%
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 4.18%
  • ارتفع سعر "بتكوين" 2.1% إلى 62740.66 دولار
  • قيمة "إيثر" صعدت 2.6% إلى 3439.08 دولار
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.9% إلى 2083.66 دولار للأوقية
تصنيفات

قصص قد تهمك