تباين أداء الأسهم الآسيوية مع إغلاق أسواق بسبب العطلات

تباين أداء الأسهم الآسيوية، اليوم الجمعة، مع تراجع مؤشر بورصة هونغ كونغ لليوم الثالث، وإغلاق العديد من الأسواق في المنطقة بسبب العطلات الرسمية، بعد أن ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية إلى مستوى قياسي.

انخفض مؤشر هانغ سينغ للشركات الصينية "Hang Seng China Enterprises Index" بنسبة 2.5%، في حين انخفض مؤشر هانغ سينغ الرئيسي بنسبة 2.2%. كان التداول متقلباً في الأيام الأخيرة، حيث حاولت الصين وقف تراجع سوق الأسهم في البلاد - وكان كلا المؤشرين مرتفعين خلال الأسبوع بفضل المكاسب الكبيرة التي تحققت يوم الثلاثاء وسط تفاؤل بشأن دعم الدولة. ويحذر المستثمرون من أن الجهود السابقة لوقف تراجعات السوق، لا سيما في عام 2015، قد لا تنجح هذه المرة.

من المقرر أن تغلق الأسواق في وقت مبكر من يوم الجمعة في هونغ كونغ وسنغافورة، كما سيتم إغلاقها في البر الرئيسي للصين وتايوان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والفلبين وفيتنام.

وقال فلوريان نيتو، رئيس الأصول المتعددة في آسيا بشركة "أموندي هونغ كونغ"، لتلفزيون "بلومبرغ": "ما نحتاجه في الصين من حيث المحفزات هو تيسير مالي كبير منسق يستهدف الطلب". وأضاف: "ما لدينا هو استقرار السوق، لكنه لا يعالج القضايا الأساسية في الاقتصاد الصيني".

لم تتغير العقود الآجلة الأميركية إلا بنسبة قليلة. وأغلق مؤشر "إس آند بي 500" مرتفعاً بنسبة 0.1% يوم الخميس، أي أقل بقليل من 5000 نقطة؛ وهي عتبة وصل إليها لفترة وجيزة خلال الجلسة. وسجل مستوى الإغلاق ارتفاعاً جديداً. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.2%.

ترقب الهبوط السلس

قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "ما نزال نتوقع في السيناريو الأساسي حدوث الهبوط السلس للاقتصاد الأميركي، على أن ينهى مؤشر "إس آند بي 500" تعاملات العام بالقرب من المستويات الحالية.. ومع ذلك، سلّطت البيانات الاقتصادية الأخيرة الضوء على إمكانية استمرار النمو القوي، وترويض التضخم، وتخفيف القيود النقدية بشكل أسرع. وحال حدوث ذلك، نتوقع أن تكون لدى المؤشر القدرة على استهداف مستوى 5300 نقطة العام الحالي".

لم تشهد الأسهم الأسترالية تغيراً يذكر وتم تداول الأسهم اليابانية ضمن نطاقات ضيقة، مع تقديم الين الأضعف لبعض الدعم. واستقرت العملة بعد انخفاضها بنسبة 0.8% مقابل الدولار يوم الخميس، في أعقاب تعليقات من نائب محافظ بنك اليابان تشير إلى أن البنك المركزي لن يكون في عجلة من أمره لتغيير إعدادات سياسته المُيسرة. وكان مؤشر الدولار ثابتاً.

ارتفع سهم مجموعة "سوفت بنك" (SoftBank Group Corp) المدرجة في اليابان بما يصل إلى 10% بعد أن تجاوز صافي الدخل التوقعات في أحدث نتائج المجموعة الفصلية ومن المكاسب الإضافية لشركة "آرم هولدينغر" (Arm Holdings Plc)، التي تمتلك فيها حصة. وتراجعت أسهم شركة "نيسان" أكثر من 9% بعد أن خالفت الشركة تقديرات الأرباح.

تعديل توقعات الفائدة

لم تتغير سندات الخزانة إلا قليلاً في التعاملات الآسيوية بعد انخفاض يوم الخميس. يأتي ذلك حتى بعد أن باعت الحكومة الأميركية سندات بقيمة 25 مليار دولار لأجل 30 عاماً بعائد أقل من المتوقع، في علامة على وجود طلب صحي. ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط أساس يوم الخميس، وأضاف 13 نقطة أساس هذا الأسبوع، حيث قام المستثمرون بتعديل توقعات أسعار الفائدة على أساس بيانات اقتصادية قوية وتعليقات من صانعي السياسات في البنك المركزي.

كان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، آخر من أكد على أن صناع السياسة النقدية لديهم الوقت للتمهل حيال توقيت خفض أسعار الفائدة.

كما أكدت البيانات الجديدة الصادرة يوم الخميس على مرونة الاقتصاد الأميركي. وانخفضت طلبات إعانة البطالة بشكل طفيف عن إجماع التوقعات، في إشارة إلى أن سوق العمل لا تزال قوية.

من ناحية أخرى، ارتفعت عائدات سندات نيوزيلندا وعملتها بعد أن توقع بنك "إيه إن زي" (ANZ New Zealand Ltd) أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام.

ومن الممكن أن تتلقى توقعات أسعار الفائدة هزة أخرى في وقت لاحق من اليوم الجمعة عندما تقوم الولايات المتحدة بمراجعة بيانات التضخم الشهرية. سيراقب المستثمرون البيانات عن كثب بعد أن ألقت تحديثات العام الماضي بظلال من الشك على التقدم الذي أحرزه بنك الاحتياطي الفيدرالي في ترويض أسعار المستهلكين.

وقال أندرو برينر من "نات أليانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities): "هناك بعض الحديث عن أن مراجعات مؤشر أسعار المستهلك غداً قد تلقي شكوكاً على أرقام التضخم الجيدة الأخيرة، لكن تتسم هذه الأرقام بالتقلب.. نعتقد أن الخطوة التالية ستتوقف على رقم مؤشر أسعار المستهلك المرتقب يوم الثلاثاء".

وفي سياق آخر، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن المنظمين الأميركيين يراقبون المخاطر الناجمة عن مقرضي الرهن العقاري غير المصرفيين، وحذرت من احتمال فشل أحد هذه البنوك في حال واجهت الأسواق ضغوطاً.

وتجاوز سعر عملة بتكوين 45 ألف دولار. وارتفع سعر النفط وسط شكوك حول وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.