بلومبرغ
باعت "رينو" حصَّتها في "دايملر ايه جي" مقابل 1.14 مليار يورو (1.4 مليار دولار) في إطار سعيها لتأمين التمويل اللازم لعمليات إعادة الهيكلة من أجل العودة للربحية بعد تسجيلها خسارة سنوية قياسية.
وبحسب بيان الشركة يوم الجمعة، تخارجت شركة صناعة السيارات الفرنسية من كامل حصتها البالغة 1.5% في "دايملر" بسعر 69.5 يورو للسهم.
وقالت الشركة، إنَّ عائد صفقة البيع سيسمح لها "بتقليص ديون نشاط السيارات"، وأكَّدت على استمرار الشراكة التي ترجع إلى أكثر من عقد مع "دايملر".
كانت "رينو" حذَّرت المستثمرين الشهر الماضي من عام آخر صعب، ومليء بالتحديات بعد تسجيلها صافي خسارة بلغت 8 مليارات يورو، التي جاءت أسوأ من التوقُّعات.
ويخوض لوكا دي ميو الرئيس التنفيذي لـ"رينو" معارك يومية لتأمين احتياجات الشركة من أشباه الموصلات حتى تبقى المصانع مفتوحة، وهو الأمر الذي يصعِّب مهمته للخروج بالشركة من المأزق الذي دخلته منذ القبض على رئيسها التنفيذي السابق كارلوس غصن نهاية العام 2018.
تخارج بالوقت المناسب
ارتفعت أسهم "دايملر"، وأغلقت يوم الأربعاء عند أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، لتصل قيمتها السوقية إلى 77.1 مليار يورو على خلفية إعلان الشركة المصنِّعة لـ"مرسيدس بنز" عن خططها لفصل وحدة الشاحنات الخاصة بها في شركة مستقلة.
وقال متحدِّث باسم شركة صناعة السيارات الألمانية، إنَّ "رينو" قد أبلغت "دايملر" مسبقاً عن خطتها للتخارج من الشركة. وبحسب أشخاص مطَّلعين على الأمر، يقدِّم كلٌّ من "بي إن بي باريبا"، و"إتش إس بي سي هولدنغز" الخدمات الاستشارية بشأن صفقة البيع.
وتساهم السيولة التي ستحصل عليها "رينو" من بيع حصتها في "دايملر" في سداد ديون الشركة، مما يدعم تصنيفها الائتماني الذي يحمل رؤية مستقبلية سلبية، بحسب التصنيف الائتماني الصادر من وكالتي "موديز"، و"ستاندرد آند بورز".
وقد وضع "دي ميو" في يناير الماضي خططاً لتعافي هوامش الربحية بشكل تدريجي، والعودة بها لمستويات ما قبل الجائحة، بالإضافة إلى تراكم تدريجيٍّ للسيولة حتى تصل إلى 3 مليارات يورو مع حلول العام 2023، على أن يتضاعف ذلك المبلغ بحلول العام 2025.
حقبة جديدة
بدأت الشراكة بين "رينو"، و"دايملر" في عام 2010 بإدارة الرئيسين التنفيذيين آنذاك كارلوس غصن، وديتر زيتشه.
ونظَّمت الشركتان بشكل متواصل مؤتمرات صحفية مشتركة في معارض السيارات قبل أن تعتقل الشرطة اليابانية "غصن" في أوخر العام 2018 للاشتباه في ارتكابه مخالفات مالية. في حين تنحى زيتشه عن إدارة "دايملر" في العام التالي.
وتتضاءل المبررات الاستراتيجية لاستمرار الشراكة بين الشركتين، مع إعلان أولا كالينيوس، الرئيس التنفيذي لـ"دايملر" في أكتوبر الماضي عن خطط الشركة للتركيز على سيارات "مرسيدس" الفارهة لزيادة الربحية على حساب حجم الإنتاج الواسع.
وتضمَّنت الشراكة السابقة بين الشركتين العمل معاً على تصنيع سيارات "سمارت فور تو"، و"رينو توينغو" الصغيرة. ولكن مع مطلع العام 2019، أعلنت "دايملر" عن خطط للتعاون مع مجموعة "تشيجيانغ جيلي القابضة" التي تعدُّ أكبر مساهم في "دايملر" للعمل على مشروع مشترك، وتحويل "سمارت" إلى علامة تجارية للسيارات الكهربائية بالكامل، ومقرُّها الصين.