بلومبرغ
تستعدُّ مجموعة "سوفت بنك"، أكبر مساهم في "كوبانغ"، لجني أرباح هائلة من الاكتتاب العام لشركة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية الأسبوع الجاري، مما يعطي "ماسايوشي سون" المزيد من البراهين على أنَّ رهاناته على الشركات الناشئة، التي تُنتقد عادة، تؤتي ثمارها.
وتمتلك "سوفت بنك" حوالي 35% من الشركة الناشئة، وقد تعلن عن مكاسب تصل إلى 16 مليار دولار، بعد أن رفعت "كوبانغ" نطاق السعر المستهدف للطرح الأولي للجمهور.
وستكون هذه الأرباح هي الأكبر التي يتمُّ تسجيلها على الإطلاق من استثمار "سوفت بنك" في شركة ناشئة، خلال ربع واحد، منذ أن بدأت الإعلان عن نتائج أعمالها في 2017.
وتعرَّض سون لانتقادات كثيرة بسبب أخطائه في دعم الشركات الوليدة، بما في ذلك "وي وورك"، ومؤخراً "غرينسل كابيتال"، ولكن الشركة الناشئة الكورية الجنوبية تضاف إلى سلسلة من النجاحات التي عوَّضت عن تلك الخسائر، ودفعت صندوقه "رؤية" لتحقيق أرباح قياسية في الربعين الماضيين.
وإذا نجحت "كوبانغ" في طرحها الأوَّل للعامة، فقد يتجاوز ربح "سوفت بنك" ما حققته بقيمة 11 مليار دولار من طرح "دورداش" في ديسمبر.
فوز عظيم لـ "ماسا"
وقال جاستن تانغ، مدير الأبحاث الآسيوية في "يونايتد فيرست بارتنرز" في سنغافورة: "من عدة نواحٍ يعدُّ ذلك فوزاً عظيماً لـ "ماسا"، لأنَّه يصدق على أسلوبه في رمي ثقله كله لتسجيل نقاط كبيرة، ومع ذلك يعدُّ دعم "غرينسل" خطأً مدوياً".
ورفعت "كوبانغ" ومصرفيوها نطاق سعر الطرح يوم الثلاثاء في إشارة إلى الطلب القوي على الأسهم، وتسعى حالياً الشركة الناشئة الواقعة في سول إلى جمع 4.08 مليار دولار، وتعرض 120 مليون سهم بسعر يتراوح من 32 إلى 34 دولاراً لكل سهم، وعند الطرف الأعلى لهذا النطاق، قد يصل تقييم الشركة إلى حوالي 58 مليار دولار.
السوق الأمريكي في انتظار "كوبانغ"
وسيكون الطرح واحداً من أكبر الطروحات من قبل شركة آسيوية في البورصة الأمريكية، والأكبر منذ طرح مجموعة "علي بابا" بقيمة 25 مليار دولار في 2014، وكذلك أكبر نجاح لسون حتى الآن.
وقالت أنثيا لاي، المحللة في "بلومبرغ إنتلجينس"، إنَّ "كوبانغ لن تكون على الأرجح بالنسبة لـ"سوفت بنك" مجرد استثمار لتحقيق الأموال السريعة والتخارج، وبالنظر إلى وضعها في السوق الكورية الجنوبية، وموضعها في المحفظة الكلية لـ"سوفت بنك"، فهي استثمار سيستمر لبعض الوقت".
صعود "كوبانغ"
وأسس المدير التنفيذي، بوم كيم، الذي ترك الدراسة في جامعة هارفارد، "كوبانغ" في 2010، ومنذ ذلك الحين حوَّل الشركة إلى نسخة كورية من "أمازون دوت كوم"، ووسَّعت بقوة الشركة الخاسرة عمليات التوصيل واللوجستيات، ووضعت 70% من سكان الدولة في دائرة نصف قطرها 7 ميلات من مراكز توزيعها، وفق وثائق الشركة، كما استثمرت "كوبانغ" في خطوط أعمال جديدة، مثل توصيل الطعام، وخدمات البث.
وفي نوفمبر 2018، استثمر صندوق "رؤية" ملياري دولار في الشركة في صفقة قيَّمت "كوبانغ" عند 9 مليارات دولار، بحسب ما كشفت مصادر مطَّلعة في ذلك الوقت.
وجاء هذا التمويل بعد استثمار "سوفت بنك" نفسها مليار دولار بالشركة في 2015، الذي قيَّم الشركة الناشئة عند حوالي 5 مليارات دولار.
وعزَّزت موجة الصعود العالمية في أسهم التكنولوجيا أرباح صندوق "رؤية" إلى مستوى قياسي عند 844.1 مليار ين (7.7 مليار دولار) في الربع المنتهي في ديسمبر، مما رفع قيمة ممتلكاته في أمثال "أوبر تكنولوجيز إنك"، ومهَّد الطريق لطروحات أولية للجمهور من قبل أمثال "كوبانغ".
وفي الآونة الأخيرة، ضعفت شعبية القطاع التكنولوجي، وخدمات الإنترنت بسبب توزيع الأمصال عالمياً، مما عزز توقُّعات التعافي، وقلَّص الاعتماد على العمل عن بعد، ومنتجات البث الترفيهي.
طروحات جديدة في الطرق
وقال سون، إنَّ "سوفت بنك" قد تشهد ما بين 10 إلى 20 طرحاً أولياً سنوياً من محفظتها التي تضمُّ 164 شركة ناشئة موزعة على ثلاثة صناديق منفصلة، حتى أنَّ "وي وورك"، الاستثمار الذي تسبَّب بخسارة نسبتها 90% لـ"سوفت بنك"، تلقَّى اهتماماً من شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، بحسب ما قال رئيس الشركة للمستثمرين في ديسمبر.
وقالت لاي "بلومبرغ إنتلجينس": "خلال ذروة انهيار "وي وورك"، كان الناس نوعاً ما غير عادلين تجاه الشركة من خلال التركيز كثيراً على فشلها، وقد لا يكون صندوق "رؤية" نجماً، ولكنَّ بعض رهاناته تبيِّن أنَّها جيدة للغاية، ويكمن السؤال في إذا كان بإمكانه مواصلة تحقيق أرباح هائلة من ربع إلى ربع، خاصة بالنظر إلى هدوء الأسواق في الآونة الأخيرة".