الأسهم الأميركية تتراجع وسط بيانات اقتصادية قوية

قوة الإنفاق الاستهلاكي ومبيعات التجزئة تجبر متداولي السندات على إعادة تسعير رهانات خفض الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان، يوم الخميس، 4 يناير 2024.  - المصدر: بلومبرغ
لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان، يوم الخميس، 4 يناير 2024. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هبطت أسعار الأسهم وسط تراجع الأصول الخطرة مع ارتفاع عوائد السندات في ظل التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يكون في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة في وقت يُظهر الاقتصاد علامات على قوته.

وفي وقت لا تُعد الأخبار الاقتصادية القوية جيدة حقاً من منظور السياسة النقدية، غذت بيانات مبيعات التجزئة القوية المخاوف حيال رهانات وول ستريت القوية على التيسير النقدي. ومع اعتماد مسؤولي البنك المركزي مؤخراً لهجة أكثر حذراً بشأن احتمالات التيسير، باتت هذه الوصفة مثالية للمتداولين لتأجيل توقعات توقيت أول تحرك للاحتياطي الفيدرالي، مما يشير إلى احتمالات أقل لخفض سعر الفائدة في الربع الأول.

متداولو السندات الأميركية يخفضون رهانات خفض الفائدة في مارس

قال توم إيساي، المتداول السابق لدى "ميريل لينش"، والذي أسس نشرة "The Sevens Report" الإخبارية: "نحتاج إلى رؤية بيانات تتسق مع إنفاق استهلاكي لا يزال يتمتع بالقوة والصمود، ولكن ليس إلى الحد الذي يميل فيه الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة أو خفضها بشكل أقل في 2024".

بيانات اقتصادية قوية

أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في مسحه "بيج بوك" إلى أن الإنفاق الاستهلاكي المتماسك ساعد في دفع الاقتصاد في الأسابيع الأخيرة. وتظهر مقايضات الاحتياطي الفيدرالي الآن انخفاض احتمالية التيسير النقدي في وقت أقربه شهر مارس إلى حوالي 50%، مقارنة بـ80% يوم الجمعة. تعكس هذه الخطوة أيضاً انخفاضاً في السندات البريطانية بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع التضخم، مما دفع المتداولين لتقليص رهاناتهم على تيسير بنك إنجلترا سياسته النقدية.

تسارع التضخم الأميركي في ديسمبر يقلل دوافع خفض الفائدة قريباً

وصلت عائدات سندات الخزانة لمدة عامين إلى 4.3%. وارتفع سعر الدولار. ومدد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) خسائر 2024. وصل "مقياس الخوف" في وول ستريت (VIX) إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر.

من جهة أخرى، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية بأقوى وتيرة في ثلاثة أشهر في ديسمبر، لتتوج موسم عطلات قوي يشير إلى صمود الاستهلاك مع اقتراب العام الجديد. أظهرت بيانات منفصلة أن معنويات شركات بناء المنازل ارتفعت في شهر يناير بأكبر قدر خلال عام تقريباً، إذ عزز انخفاض معدلات الرهن العقاري حركة العملاء والمبيعات وتوقعات الطلب.

آفاق الهبوط السلس

يرى أندرو هانتر، من "كابيتال إيكونوميكس"، أنه في حين أن المزيد من التباطؤ يلوح في الأفق، إلا أنه لا يزال هناك القليل مما يشير إلى أن هناك انكماشاً أكثر حدة يلوح في الأفق.

من جانبه، قال ديفيد راسل من "تريد ستيشن" (TradeStation): "يبدو أن الركود غير مرجح على نحو متزايد.. ورغم الصمود في وجه العاصفة التضخمية، لا يزال المستهلكون لديهم الطلب والدولارات لإنفاقها. ربما يكون الهبوط السلس بدأ يتشكل أمام أعيننا".

مع اكتساب ثقة المستهلك زخماً، يظل المشهد الاقتصادي متماسكاً، ويشير رد فعل السوق إلى أن آمال خفض أسعار الفائدة في شهر مارس أصبحت بعيدة المنال، وفق كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial).

رسالة من دافوس: خففوا تطلعات خفض الفائدة

في الواقع، ظهر إجماع على خفض الرهانات من حشود الممولين في دافوس هذا الأسبوع مقتضاه: اكبحوا جماح توقعاتكم حيال خفض أسعار الفائدة.

توقع جميعهم، بدءاً من دانييل بينتو من "جيه بي مورغان"، إلى بيل وينترز من "ستاندرد تشارترد"، وهوارد لوتنيك من "كانتور فيتزغيرالد" (Cantor Fitzgerald)، أن يتم تيسير السياسة النقدية بشكل أبطأ مما توقعه السوق.

ومع ذلك، لا يزال المتداولون يتوقعون أن يشرع الاحتياطي الفيدرالي هذا العام في عكس حملة التشديد النقدي القوية التي رفعت الحد الأقصى لسعر فائدة التمويل لدى البنك المركزي الأميركي إلى 5.5% في يوليو 2023 من 0.25% في مطلع 2022. لكنهم يتوقعون أن يصل إجمالي تخفيضات الفائدة إلى حوالي 140 نقطة أساس، بانخفاض عن الذروة الأخيرة بالقرب من 175 نقطة أساس.

"الفيدرالي" يرى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لبعض الوقت قبل خفضها في 2024

حذر جيسون دراهو، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management) من أنه من غير المرجح أن يكون المسار سلساً للأسواق. وقال: "سوف يناقش المستثمرون نوع الهبوط السلس، ومرحلة دورة السياسة النقدية، والنظام الكلي، وقد يتطور التشتت الواسع لوجهات النظر الآن بسرعة بناءً على بيانات جديدة.. وهو ما قد يُحدث تحولات سريعة ومثيرة في السوق لتسعير وجهات نظر الإجماع المتغيرة".

ومع استمرار موسم نتائج الأعمال، سيحتاج المستثمرون إلى النظر في توقعات أسعار الفائدة إلى جانب النتائج المالية، وفق خوسيه توريس من "إنتر أكتف بروكرز" (Interactive Brokers).

قال توريس: "ومن المرجح أن تؤدي القوة التسعيرية والربحية القوية إلى ضغوط تضخمية مستمرة، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير تخفيضات أسعار الفائدة بشكل تدريجي.. ومن ناحية أخرى، فإن اتجاهات الأرباح الأضعف قد ترسي الأساس لتيسير السياسة النقدية، ولكن على حساب تدهور أساسيات الشركات".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" 0.6% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%.
  • هبط مؤشر مورغان ستانلي المجمع العالمي 0.9%.
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.1%.
  • انخفض سعر بتكوين 1.9% إلى 42614.01 دولار.
  • تراجع سعر إيثر 2.8% إلى 2534.5 دولار.
  • هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 2006.04 دولار للأوقية.
تصنيفات

قصص قد تهمك