بلومبرغ
ارتفعت أسعار النفط الفورية في أوروبا مع تزايد المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات عبر البحر الأحمر وتوقف الخام الليبي، ما دفع شركات التكرير إلى الإسراع لتأمين الشحنات.
صعدت الأسعار الفورية لخامات بحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط أعلى كثيراً من سعر خام برنت القياسي العالمي في الأيام الأخيرة. حدث ذلك في وقت تهدد هجمات الحوثيين تدفق التجارة عبر الممر المائي الرئيسي، البحر الأحمر، كما يعاني أكبر حقل في ليبيا من إغلاق مطوّل.
يتزايد قلق مصافي التكرير الأوروبية بشأن التأخير المحتمل في التدفقات من الشرق الأوسط، وخاصة من المملكة العربية السعودية والعراق، وسط تصاعد التوترات. كما أن تحول المزيد من الناقلات بعيداً عن البحر الأحمر يرفع من تكاليف الشحن ويلقي بالمزيد من الضغوط على أسطول الشحن العالمي. إضافة إلى ذلك، هناك اختناقات في تحميلات خام أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود، كما قد تؤدي احتمالية حدوث ظروف طقس بارد في تكساس إلى تعطيل إنتاج الخام الصخري.
"فورتيس" (Forties) أحد الدرجات الست لتحديد سعر مزيج برنت المؤرخ، صعد سعره أمس إلى علاوة قدرها 1.45 دولار للبرميل على منصة التسعير التي تديرها "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، المعروفة باسم "بلاتس" (Platts)، مقارنةً بخصم قدره 20 سنتا قبل 10 أيام. فيما قفز سعر الخام الأذري الخفيف، وهو الخام الأكثر شعبية بين مصافي البحر الأبيض المتوسط، نحو دولار واحد فوق أسعار أواخر الأسبوع الماضي، ليصل إلى علاوة بنحو 6.50 دولار.
مزيد من اضطراب الإمدادات
لا يزال الإنتاج في حقل الشرارة الليبي متوقفاً نتيجة إغلاق المتظاهرين للحقل، بينما من المتوقع أن تنخفض شحنات النفط الأذري الخفيف لتصل إلى أدنى مستوى بلغته قبل 11 شهراً في فبراير الماضي. وبسببهما سيتم فقدان نحو 200 ألف برميل يومياً من الصادرات من هذين المصدرين الرئيسيين.
وفي البحر الأسود، لا تزال تسليمات مزيج خام أنابيب بحر قزوين تتأخر بشدة نتيجة سوء الأحوال الجوية. حيث لا تزال أكثر من 10 ناقلات نفط في المنطقة لم تغادر بعد تحميلها، وفقاً لتقارير وكيل الميناء.
وبحسب التجار فإن أسعار النفط الفورية من غرب أفريقيا تتلقى الدعم أيضاً من مشكلات الإمدادات من ليبيا والبحر الأحمر، فضلاً عن تحسن المبيعات إلى الهند والصين. تم بيع الخام الأنغولي، تحميل فبراير، بأسعار أعلى مما كان عليها في الأشهر الأخيرة، وفقاً لتقديرات التجار الأسبوع الماضي.
رغم ذلك، فالسوق لا تعاني شحاً في الإمدادات كما كانت قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، عندما أدى انخفاض معروض الخام الأميركي إلى ارتفاع الأسعار الفعلية العالمية بقوة. ومن المرجح أن يُشحن المزيد من الخام الأميركي إلى أوروبا في الأسابيع المقبلة مع إغلاق المراجحة إلى آسيا مؤقتاً.
كانت سوق الخام الفعلية في آسيا مستقرة نسبياً في أعقاب الارتفاع الكبير في أسعار نفط الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر نتيجة صعود أسعار الشحن. وفي حين أن التوترات في البحر الأحمر قد أثرت على الأرجح على شهية التجار تجاه الشحنات من كازاخستان، وربما الشحنات الروسية للمشترين في الهند والصين، فإن الفروق الفورية في درجات الخليج العربي لم تقفز عما كانت عليه قبل أسبوع.