بلومبرغ
تواصل أسعار الشحن العالمية ارتفاعها مع تزايد حدة أزمة البحر الأحمر، بعدما شنّت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة غارات جوية على المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران، رداً على هجماتهم على السفن التجارية. ومن المقرر أن تعلن شركة "ألكوا" أرباحها بعد غد، ما يشكل البداية غير الرسمية لموسم إعلان التقارير الفصلية في عالم السلع الأساسية، بينما تستمر القوة الدافعة الصعودية لأسعار الكاكاو.
نستعرض في ما يلي 5 رسوم بيانية مهمة وجديرة بالمتابعة في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول:
الشحن
تتفادى شركات الشحن بشكل متزايد عبور البحر الأحمر، في ظل الوضع المحتدم في هذا الممر الرئيسي للتجارة العالمية. قبل ضربات الحلفاء الجوية على اليمن يوم الجمعة الماضي، كانت أسعار الشحن آخذة في الارتفاع بالفعل وسط تصاعد الهجمات. ارتفع مؤشر "دروري" المركب -المتوسط المرجح لثمانية مسارات رئيسية- بنسبة 122% منذ 30 نوفمبر، إذ تضطر السفن إلى استخدام ممرات مائية بديلة والإبحار لآلاف الأميال الإضافية، ما يحد من عدد سفن نقل البضائع. وقد تعهد الحوثيون بالرد على الهجمات، وهو ما يهدد بمزيد من الارتباك في سلاسل التوريد العالمية، وبزيادة إضافية على تكاليف الشحن.
الزراعة
واصلت أسعار الكاكاو ارتفاعها القوي مع بداية العام الجديد بعدما أنهت العقود المستقبلية الأكثر نشاطاً في بورصة لندن عام 2023 بتسجيل أكبر زيادة سنوية منذ 15 عاماً، بينما صعدت العقود المستقبلية في نيويورك 61%. وارتفع كلاهما في الأيام الأخيرة جراء المخاوف المتنامية بشأن تراجع الإنتاج. وسيركز المتداولون على تقارير الطحن الرئيسية المقرر نشرها الخميس المقبل للأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والتي يُنظر إليها على أنها تعبر عن حجم الطلب. يمكن لبيانات التصنيع الضعيفة أن تُخفض الأسعار، لأنها ستشير إلى تراجع استهلاك المنتجات غير الضرورية على غرار الشوكولاته.
الغاز الطبيعي
زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي بصورة كبيرة منذ افتتاح أول منشأة تصدير في الولايات الأميركية المتجاورة الـ48 في عام 2016 مع زيادة الإنتاج، إذ باتت الولايات المتحدة الأميركية أكبر مصدر على مستوى العالم في العام الماضي للمرة الأولى. لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -وفي ظل ضغوط متنامية من جماعات الدفاع عن البيئة والمشرعين للوفاء بتعهدها التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري- تعمل على تقييم معايير المناخ التي تستخدمها للموافقة على مشروعات تصدير جديدة، والتي يمكن أن تعيق القطاع المزدهر. كتب بنيامين سالزبوري، محلل "هايت سيكيوريتيز" (Height Securities) في مذكرة للعملاء: "هناك مخاطر متنامية من أن تقود عملية المراجعة إلى تأخير رسمي أو غير رسمي أو توقف مؤقت لصدور الموافقات".
الأرباح
يرجح أن تصدر شركة "ألكوا" -أكبر منتج أميركي للألمنيوم- نتائج أعمالها عن الربع الأخير من العام الماضي يوم الأربعاء، بعد نهاية جلسة التداول. وقد هبطت أسهم الشركة بنسبة 25% خلال 2023، إذ واجهت الشركة صعوبات في التشغيل وعوائق في التصاريح في أستراليا لخام البوكسيت. وعلى الرغم من ذلك، حققت أسعار الألمنيوم العالمية مكاسب طفيفة في ظل زيادة المعروض. ذكرت "ألكوا" الأسبوع الماضي أنها تعتزم وقف الإنتاج في واحدة من المصافي الثلاث التي تملكها غرب أستراليا، إذ تبدأ بالنظر في اتخاذ تدابير لخفض التكاليف. يتطلع المستثمرون للحصول على الدليل التوجيهي الذي سيعلنه الرئيس التنفيذي ويليام أوبلنغر في ما يتعلق بأي تعديلات تشغيلية أخرى، علاوة على التأثيرات المحتملة على أساسيات السوق جراء التكدس المتواصل للإمدادات الروسية في بورصة لندن للمعادن.
معادن البطارية
أدى انهيار أسعار المواد الخام على غرار الليثيوم والكوبالت والنيكل إلى تراجع تكاليف البطاريات التي تعمل بها السيارات الكهربائية. خلال العام الماضي، هبط متوسط الأسعار إلى 139 دولاراً للكيلوواط/ساعة، ومن المنتظر أن ينخفض 6 دولارات أخرى للكيلوواط/ساعة خلال 2024، بحسب "بلومبرع إن إي إف". على الرغم من هذه الانخفاضات -تعد نعمة للمستهلكين- هناك مخاوف متنامية في السوق. فالقدرة الإنتاجية الفائضة تسفر عن تراجع معدلات تشغيل المصنع، ما سيؤثر بدوره على هوامش أرباح شركات تصنيع البطاريات، بحسب توقعات "بلومبرغ إن إي إف". من المقرر أن يجتمع القادة السياسيون والتجاريون والثقافيون اليوم في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس في سويسرا، مع إدراج المعادن المهمة والمركبات الكهربائية وتحول الطاقة، من بين أمور أخرى كثيرة، على جدول الأعمال.