عائد السندات الأمريكية يسجل أكبر فجوة مقارنة بمعدل النمو منذ 55 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 4
توقعات بمزيد من الارتفاع في عوائد السندات الأمريكية  - المصدر: بلومبرغ
توقعات بمزيد من الارتفاع في عوائد السندات الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

برغم ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.6% في الآونة الأخيرة، إلا أنَّها لم تكن بهذا المستوى المنخفض مقارنة بتقديرات النمو الاقتصادي الأمريكي منذ عام 1966، مما يشير إلى أنَّ الارتفاع في أسعار العائد ربما يتواصل.

ويرفع المحللون توقُّعاتهم الخاصة بمعدَّلات النمو الاقتصادي والتضخم، مع اقتراب حصول الأمريكيين على حزمة تحفيز مالي اقترحها الرئيس جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار.

وبلغ متوسط ​​التوقُّعات للناتج المحلي الإجمالي الاسمي أعلى مستوى له في 32 عاماً عند 7.6% في استطلاعات بلومبرغ.

وبعد أن تضاعف العائد على سندات الخزانة الأمريكية إلى 1.6% منذ نوفمبر 2020، فإنَّ أسعارها لأجل 10 سنوات، تستطيع مواكبة تحديث النمو بصعوبة، مما يجعل الفجوة بين الاثنين من المرجَّح أن تكون الأكبر منذ أن كان ليندون جونسون رئيساً للولايات المتحدة، قبل نحو 55 عاماً.

اضطراب سوق السندات العالمية

وتعرَّضت سوق السندات العالمية لضربة قوية، فقد حفَّزت آفاق التحفيز المالي وتوزيع لقاح كوفيد-19 التفاؤل بشأن حدوث التعافي الاقتصادي، وارتفاع التضخم.

وقال مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي)، إنَّ ارتفاع العوائد يعكس التوقُّعات بارتفاع معدَّل النمو، وقللوا من أهمية الحاجة إلى استجابة سياسية، مما شجع المستثمرين على دفع تكاليف الاقتراض طويلة الأجل إلى أعلى.

وقال جوليان بريجدن، رئيس شركة "ماكرو إنتليجنس تو بارتنرز"، المعنية بأبحاث الاقتصاد الكلي العالمي، "أتوقَّع هبوطاً في سوق السندات .. لدينا الكثير من الحوافز المالية المتدفِّقة إلى النظام المالي، مما يجمع النمو مع تسارع سريع للغاية في معدَّل التضخم ".

فجوة كبيرة

وفي حين أنَّ العلاقة بين أسعار السندات والاقتصاد ليست مستقرة، إلا أنَّه يندر حدوث هذا الاختلاف الكبير بينهما.

وكان معدَّل نمو إجمالي الناتج المحلي الاسمي أقل من نقطتين مئويتين فوق عوائد 10 سنوات في المتوسط ​​في العقد حتى عام 2019.

وقال بريجدين: "في السنوات الماضية، كانت العائدات على السندات مساوية للناتج المحلي الإجمالي الاسمي.. الأمور مختلفة للغاية حالياً. لكن إلى أيِّ درجة مختلفة؟ هل يمكن الحصول على عائد حقيقي سلبي بنسبة 1%، ومعدَّل نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي 10%؟".

وأشار جيفري غوندلاش، مؤسِّس شركة "دبل لاين كابيتال ال بي" من قبل إلى أنَّ عوائد سندات الخزانة يجب أن تكون قابلة للمقارنة مع متوسط ​​الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الأمريكي، وعائدات السندات الألمانية، وهي مؤشر لمستوى أسعار الفائدة في الأسواق الدولية.

ومن خلال هذا المقياس، ستكون عائدات السندات المماثلة أعلى 3%، في حال صدقت التوقُّعات.

في حين حذَّر غوندلاش من استخدام مؤشره فقط كنقطة مرجعية، بدلاً من التنبؤ الدقيق، وكان قد استخدم استعارة "الكلب المربوط بعربة" لوصف العلاقة بين العائد على السندات، ونمو الناتج المحلي الإجمالي؛ إذ لا يمكن للكلب أن يبتعد بعيداً عن العربة، في إشارة إلى أنَّ العلاقة طردية بين العائد على السندات، ونمو الناتج المحلي الإجمالي.

ورفض متحدِّث باسم "دبل لاين كابيتال" التعليق على أفكار غوندلاش إزاء العلاقة بين العائد على السندات، ونمو الناتج المحلي الإجمالي.

توقعات النمو والعائد

ويعتمد إجماع الاقتصاديين بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي الاسمي على متوسط ​​توقُّعات يبلغ 5.5% للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، و2.1% لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس التضخم المفضَّل لدى الاحتياطي الفيدرالي.

وعزَّزت بنوك من بينها بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" توقُّعاتها للنمو والعائد، ورفعت توقُّعاتها مع حلول نهاية 2021 لعائدات الخزانة لأجل 10 سنوات الأسبوع الماضي إلى 1.90% من 1.50%.

وتتوقَّع بنوك استثمارية أخرى بما في ذلك " سيتي غروب"، و"سوستيه جنرال" أن ترتفع العوائد على السندات إلى 2%.

تصنيفات

قصص قد تهمك