بلومبرغ
تنبئ مؤشرات سوق النفط الرئيسية إلى أن تعافي أسعار الخام بعد تكبدها أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من شهر يعكس قوة السوق المادية الأساسية، ما عزز محاولة العقود الآجلة الخروج من نطاق أسعار تداولها الأخير.
انقلب الهامش الفوري لسعر الخام الأميركي القياسي، وهو مقياس حاسم للعرض والطلب، لفترة وجيزة إلى هيكل صعودي يعرف باسم "باكورديشن" (أي ارتفاع الأسعار الفورية عن الآجلة) للمرة الأولى منذ نوفمبر. وفي سوق الخيارات، يراهن بعض المتداولين على انتهاء الهبوط الكبير الذي أصاب أسعار النفط في أوائل العام، خاصة في ظل تداول العقود الآجلة التي ستستفيد من تخطي سعر الخام في عقود يونيو الآجلة مستوى 110 دولارات بكميات كبيرة.
ورغم التحركات المتقلبة في الأيام الأخيرة، تحركت عقود النفط الآجلة عالقة في نطاق 5 دولارات تقريباً منذ بداية ديسمبر. صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.1% ليستقر فوق 72 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء، عاكساً تراجعه في اليوم السابق الذي بدأه بعد خفض السعودية أسعار البيع الرسمية.
عوامل تدعم أسعار النفط
جاء هذا الصعود في ظل استمرار الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وإغلاق حقول نفط رئيسية في ليبيا. كما اقتفت أسعار النفط أيضاً مسار أسواق الأسهم التي قلصت خسائرها اليوم.
وفي الوقت نفسه، تتوقع الولايات المتحدة أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط العرض بمقدار 120 ألف برميل يومياً في 2024، إذ تؤدي تخفيضات الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+" إلى تقليص الإمدادات بالسوق. وقالت إدارة معلومات الطاقة في توقعاتها الشهرية للسوق إن هذا العجز المتواضع في الإمدادات قد يدفع سعر عقود برنت الآجلة إلى متوسط 85 دولاراً للبرميل في مارس، ارتفاعاً من 78 دولاراً في الشهر الماضي.
ارتفعت أيضاً أسعار ناقلات النفط خلال الأيام الأخيرة، بعد الاضطراب الذي أثارته إحدى شركات الشحن الآسيوية بعد استئجارها عدداً كبيراً من السفن. وأدت هذه الخطوة إلى تقليص عدد الناقلات المتاحة حول العالم، وتسجيل أكبر صعود يومي في تكلفة نقل النفط من الولايات المتحدة إلى الصين منذ نوفمبر 2022. أسعار الشحن المرتفعة قد تُسبب في بعض الأحيان صعوبةً في إرسال البضائع عبر مسافات طويلة.