بلومبرغ
مرت الأسهم الأميركية ببداية عام صعبة في ظل تشبث المتداولين برهاناتهم على أن خفض أسعار الفائدة في مارس لا يزال مطروحاً، بعد سلسلة من بيانات الوظائف وقطاع الخدمات المتباينة.
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 0.2%، لينهي بتعاملات الجمعة أسوأ أسبوع في سوق الأسهم منذ أواخر أكتوبر. ليوقف بذلك موجة المكاسب المتواصلة التي استمرت تسعة أسابيع. صعد أيضاً مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بشكل طفيف بعد خمسة أيام من التراجع.
الأسهم الأميركية مرشحة لالتقاط أنفاسها قبيل موسم نتائج الأعمال
تشير النغمة المتشائمة للأسبوع القصير بسبب العطلات إلى مرور الأسهم بتقلبات قاسية في النصف الأول، وفق توم لي من "فاند سترات غلوبال أدفايزرس"(Fundstrat Global Advisors)، مشيراً إلى أن بيانات الوظائف "تزيد من البؤس في أوائل تعاملات 2024".
وكتب لي في مذكرة للعملاء: "كانت أيام التداول الأربعة الأولى من 2024 بمثابة بداية صعبة للأسهم.. تميل تداولات يناير إلى أن تشكل تعاملات العام.. وهذا يعني أننا يجب علينا الاستعداد لعام مليء بالتحديات بعد الاضطراب الذي شاهدناه في الأسبوع الأول".
لا يزال الخبير الاستراتيجي، الذي كان واحداً من القلائل الذين توقعوا صعود الأسهم العام الماضي، يتوقع ارتفاعاً في النصف الأخير من 2024.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، يوم الجمعة، إن سوق العمل تتحرك في نمط تراجع مستمر. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أحجم باركين عن تقديم توقعات بشأن الموعد الذي سيخفض فيه الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة لأول مرة، بينما نصح قائلاً: "علينا الاستعداد.. هذا هو بروتوكول السلامة المناسب حتى لو كنت تتوقع هبوطاً سلساً".
سوق متقلبة وأرقام متباينة
فقدت الأسهم زخمها بعد صعود مبكر على خلفية بيانات أظهرت تباطؤ قطاع الخدمات الأميركي في ديسمبر، لكنه ظل فوق مستوى رئيسي يشير إلى التوسع.
استأنفت سندات الخزانة تراجعها في جلسة يوم الجمعة المتقلبة، مسجلة انخفاضاً أسبوعياً. وبلغ العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4.04%. انخفضت أسعار السندات الأميركية بعد أن أظهرت بيانات سابقة ارتفاع الوظائف غير الزراعية بمقدار 216 ألف وظيفة، وهي زيادة أكبر من المتوقع، واستقر معدل البطالة عند 3.7% في ديسمبر.
تسارع نمو الوظائف الأميركية في ديسمبر وسط استمرار قوة سوق العمل
أدى تقرير الوظائف في بادئ الأمر إلى تخفيف الرهانات على إجراء الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أسرع وأعمق في أسعار الفائدة. لكن تجار المقايضة قاموا في النهاية بإعادة تشكيل الرهانات على ما يقرب من 140 نقطة أساس من التيسير النقدي هذا العام، وسط احتمال بنسبة 70% تقريباً لخفض الفائدة في مارس. وتمسك البعض في وول ستريت بالثقة في قدرة البنك المركزي على تهدئة الاقتصاد مع تجنب الانكماش.
قال جيريمي ستروب، الرئيس التنفيذي لشركة "كوستال ويلث" (Coastal Wealth): "من الواضح أن الاقتصاد قوي بما يكفي حتى الآن لتحمل أسعار فائدة الاحتياطي الفيدرالي المرتفعة حالياً".
وكانت وزيرة الخزانة جانيت يلين متفائلة أيضاً بأن الاقتصاد العالمي يسير على الطريق الصحيح، بعد أن أعلنت أن الولايات المتحدة حققت هبوطاً سلساً طال انتظاره.
يلين تعلن تحقيق الاقتصاد الأميركي الهبوط السلس
لكن الكثيرين كانوا متشككين بشأن احتمال إجراء تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف، مشيرين إلى أن التحديات تكمن في التفاصيل. لم تغير التقارير آراء اقتصاديي "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان"، إذ أكدت البنوك توقعاتها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة.
البيانات تشكك في خفض مارس
قال ليندساي روزنر، مدير المحافظ في لدى "غولدمان ساكس أسيت مانجمنت": "هذه البيانات تشكك في ثقة السوق بشأن خفض الفائدة في مارس.. ولكن، ينتظرنا ثلاث قراءات للتضخم من الآن وحتى اجتماع مارس. كل رقم مهم".
سيستقبل المستثمرون بيانات جديدة يوم الخميس المقبل، ومن المتوقع أن يصل معدل التضخم الاستهلاكي لهذا العام إلى 3.2%، وفقاً للخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم. وسيراقب المستثمرون أيضاً القطاع المالي يوم الجمعة المقبل، مع بدء "جيه بي مورغان" والبنوك الأخرى إعلان أرباحها.
أبرز 5 استنتاجات من تقرير الوظائف الأميركية في ديسمبر
وقال إيان لينجن من "بي إم أو كابيتال" (BMO Capital) إن تقرير الوظائف الذي جاء أقوى من المتوقع "يمنح الاحتياطي الفيدرالي الكثير من المرونة لتأخير خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من 2024".
وكان آدم كريسافولي من "فايتال نوليدج" (Vital Knowledge) أكثر حذراً، قائلاً: "ارتفع نمو الأجور بالساعة، وانخفض معدل المشاركة، وكل ذلك يشير إلى أن الأسواق بعيدة كل البعد عن الواقع فيما بما تتوقعه من تيسير نقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في 2024".
[object Promise]أنباء الشركات:
في وقت سابق، أوصى استراتيجيو "سيتي غروب" بشراء الأسهم العالمية في أوقات الهبوط، ونصحوا بعدم مطاردة الصعود لأن العام الحالي لا يقدم فرصاً للصعود مثل 2023.
وعلى صعيد أخبار الشركات، تستدعي "تسلا" أكثر من 1.6 مليون سيارة في الصين بسبب مشكلات تتعلق بنظام مساعدة السائق.
اشتعلت محادثات الصفقات يوم الجمعة. تجري شركة "سينوبسيس" (Synopsys) محادثات متقدمة للاستحواذ على مزود البرمجيات الهندسية "أنسيس" (Ansys) مقابل نحو 35 مليار دولار، بينما تقترب شركتا "ساوثوسترن إنرجي" (Southwestern Energy)، و"تشيزبيك إنرجي" (Chesapeake Energy) من اندماج بقيمة 17 مليار دولار، وفقاً للتقارير.
وفي الصين، تقدمت شركة الظل المصرفية العملاقة "تشونغتشي إنتربرايز غروب" (Zhongzhi Enterprise Group) بطلب للحماية من الإفلاس. يمثل هذا السقوط أحد أكبر انهيارات الشركات في الصين على الإطلاق، مما يزيد من الضغط على معنويات المستهلكين والمستثمرين الهشة بالفعل.
بنك "تشونغتشي" الصيني يطلب الحماية من الإفلاس
انخفض سعر الدولار متأثراً بتقارير ديسمبر. ارتفعت أسعار النفط، معززة مكاسبها الأسبوعية، إذ طغت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على علامات ضعف الطلب الأميركي.
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.1%.
- ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.05%.
- انخفض سعر "بتكوين" 1.2% إلى 43,960.51 دولار.