بلومبرغ
واصلت الأسهم الأميركية صعودها يوم الثلاثاء متجاهلةً تحذيرات صناع السياسة النقدية الذين يحاولون كبح توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
سجل مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أعلى مستوى له على الإطلاق، بينما صعد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 0.6%، مقترباً بسرعة من ذروته القياسية. واصلت أسعار الأسهم صعودها متجاهلةً توقعات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك بأن البنك المركزي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة مرتين فقط في 2024، أي أقل بكثير من توقعات المتداولين بخفضها خمس مرات على الأقل.
واصلت السندات الأميركية ارتفاعها، لينخفض العائد على الأوراق لأجل 10 سنوات، وهو مؤشر لمعدلات الفائدة على الرهن العقاري، إلى حوالي 3.93%، في حين استقر العائد على السندات لأجل عامين -شديدة التأثر بالسياسة النقدية- حول 4.44%.
لم يتأثر المتداولون أيضاً ببيانات أظهرت ارتفاعاً في بناء المنازل الجديدة بالولايات المتحدة في نوفمبر في ظل استمرار استفادة شركات البناء من المعروض المحدود من مبيعات المنازل القائمة. وأظهرت بيانات حكومية اليوم الثلاثاء أن عمليات البدء في بناء الوحدات السكنية قفزت 14.8% الشهر الماضي إلى معدل سنوي قدره 1.56 مليون وحدة.
كتب إيان لينجن من "بي إم او كابيتال ماركتس": "إنها بشكل عام، تعد بمثابة بيانات قوية من قطاع الإسكان تدعم توقعات الهبوط السلس".
انعكاس منحنى العائد
أثار انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة -وهو مؤشر مُراقب عن كثب للانكماش الاقتصادي المحتمل- تعليقات حذرة من إد هايمان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "إيفرسكور" (Evercore). وكتب هيمان في مذكرة للعملاء: "الحال اليوم يذكرنا بأواخر 2007 عندما زاد انعكاس منحنى العائد مع انخفاض عائدات السندات بنحو -100 نقطة أساس.. وبعدها بثلاثة أشهر، بدأ الركود الكبير".
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع أجراه "بنك أوف أميركا" اليوم الثلاثاء أن توقعات خفض أسعار الفائدة رفعت تفاؤل المستثمرين لأعلى معدلاته منذ مطلع 2022.
رسائل متضاربة
بينما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، إلى أن البنك المركزي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة إذا واصل التضخم تقهقره الحديث، فقد عارض صناع السياسات النقدية الآخرون بشكل أكثر قوة رهانات خفض أسعار الفائدة. إذ أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي، ولوريتا ميستر من الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند يوم الاثنين إلى أن التوقعات سابقة لأوانها.
أثارت رسائل الاحتياطي الفيدرالي انتقادات الاقتصادي محمد العريان الذي حذر من أن البنك المركزي يسمح للسوق بالسيطرة على توجيه أسعار الفائدة.
وقال رئيس كلية كوينز في كامبريدج وكاتب المقالات لتلفزيون بلومبرغ: "رسائل الاحتياطي الفيدرالي تربك الناس.. أعتقد أن لدينا مشكلة حقيقية.. يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي هذا لديه قابلية للانسياق".
في وقت سابق، ارتفع مؤشر "نيكاي 225" للأسهم اليابانية وانخفض الين بعد أن أبقى بنك اليابان سعر الفائدة عند -0.10% وأشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره لإلغاء أسعار الفائدة السلبية.
ويُعد البنك المركزي الياباني حالة استثنائية، بعد أن فشل حتى في البدء في تشديد سياسته النقدية، في حين يبدو أن العديد من أقرانه مستعدون لخفض دورات رفع أسعار الفائدة.
ويترقب المستثمرون الأسبوع الحالي ورود بيانات طلبيات السلع المعمرة، والتقدير النهائي للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، ونفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مؤشر التضخم الأكثر متابعةً من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفعت أسعار النفط مع عزوف المزيد من الشركات عن البحر الأحمر بعد تصاعد الهجمات على السفن على طول قناة الشحن الرئيسية. ارتفع سعر الذهب، بينما انخفض سعر "بتكوين" والدولار.
أداء أبرز المؤشرات:
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.5% في الساعة 4:01 مساءً بتوقيت نيويورك.
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6%.
- انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%.
- هبط سعر "بتكوين" 0.9% إلى 42,213.94 دولار.
- ارتفع سعر الذهب الفوري 0.6% إلى 2,040.04 دولار للأوقية.