بلومبرغ
في جزء من أسواق النفط العالمية يتّسم عادةً بالمرونة، تنخفض أسعار خامات مشابهة لتلك التي تخفضها السعودية في أحدث علامة على ضعف أساسيات السوق.
قال متعاملون إن ما يعرف بالنفط المتوسط الحامض من الشرق الأوسط يتراجع مقابل خام دبي القياسي في المنطقة، على خلفية الطلب الصيني الضعيف وزيادة الإمدادات الفورية. وفي الأسبوع الماضي، جرى بيع خام الشاهين القطري بخصم عن خام دبي للمرة الأولى منذ أكتوبر 2020، في حين انخفضت أسعار خام عمان أيضاً.
تراجع الطلب الصيني
تلقت الخامات متوسطة الكثافة ذات المحتوى العالي من الكبريت، دعماً خلال العام الماضي من التخفيضات السعودية الطويلة للإمدادات وهوامش الديزل القوية. كما زاد الطلب عليها من مصافي التكرير الآسيوية التي تمتعت بأرباح أفضل من نظيراتها الأوروبية بسبب الظروف الاقتصادية غير المتكافئة ونمو استهلاك الوقود. وقد نجا هذا الجزء من السوق أيضاً من الارتفاع الكبير في الإنتاج الأميركي، والذي غالباً ما يكون أخف وزناً وأفضل جودةً.
أرجع متعاملون التباطؤ في شراء الصين للخام إلى تراجع الحصص التي خصصتها الحكومة للواردات. وفي الوقت ذاته، ربما يكون انخفاض أحجام التداول خلال موسم العطلات قد أسهم أيضاً في حدوث تقلبات حادة في الأسعار، بالإضافة إلى تدفقات الخام الفنزويلي وزيت الوقود إلى دول مثل الصين والهند.
فرق السعر بين النفط الخفيف والثقيل يتقلص بسبب تحولات أسواق المنطقة
قال كريستوفر هاينز، محلل النفط العالمي لدى "إنرجي أسبكتس" ( Energy Aspects): "من الواضح أن هناك بعض الضعف في المشتريات الآسيوية في الوقت الحالي، والصين في قلب الطلب الآسيوي". وأضاف أن الصيانة الممتدة لمصفاة في عُمان أدت أيضاً إلى انخفاض الاستخدام المحلي وزيادة الصادرات، مما دفع نفط دبي للدخول في حالة "كونتانغو" الهبوطية، والتي تعني تراجع العلاوات السعرية.
وفي الصين، تراجعت هوامش التكرير إلى 6.55 يوان (0.92 دولار) للطن في الأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر، مقارنة مع أكثر من 700 يوان في نهاية سبتمبر، وفقاً لشركة "ميستيل أويلكيم" (Mysteel Oilchem). كما استورد العملاق الآسيوي كميات أقل بكثير من النفط الخام في نوفمبر، وخفض معدلات التكرير إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر.
ضعف العقود الآجلة
إلى جانب الصفقات المادية، لوحظ أيضاً ضعف السوق في العقود الآجلة. وفي سوق النفط في دبي، انخفضت العقود الفورية إلى خصم عن العقود الآجلة للمرة الأولى منذ أكثر من عام فيما يعرف بحالة "كونتانغو".
وفي أوروبا، استمر تعثر الطلب على الخامات متوسطة الحموضة بعد بعض الضعف خلال الشهر الماضي. كان سعر خام حقل يوهان سفيردروب النرويجي يحوم حول خصم دولارين للبرميل عن مؤشره الإقليمي مقابل علاوة تقارب دولارين في أوائل نوفمبر. وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، إن نمو الطلب العالمي على النفط يتباطأ بشكل حاد، مما خفض تقديراتها بنحو 400 ألف برميل يومياً للربع الرابع. وأفادت في تقريرها الشهري بأن معدلات تشغيل المصافي "أضعف مادياً" من المتوقع.