بلومبرغ
حقق مؤسسو شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص– الشيكات على بياض– مكاسب بملايين الدولارات من رسوم الصفقات الخاصة، بدعم من عدد من بنوك وول ستريت التي ساهمت في الترويج للاندماجات وجعلتها أكثر العمليات زخماً في العام الماضي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه بنكان تغيير فكرة منح مكافآت ضخمة لمؤسسي تلك الشركات والتي لاقت رواجاً في السوق في الآونة الأخيرة.
حيث يقوم البنكان وهما مورغان ستانلي وإيفركور بإجراء تغييرات على طريقة العمل مع شركات الاستحواذ الخاصة بهدف سد الفجوة بين العوائد التي يحصل عليها المؤسسون مقارنة بباقي المساهمين.
تركز تلك البنوك على إعادة هيكلة ما يسمى برسوم التحفيز، والمتمثلة في مدفوعات الأسهم التي يحصل عليها مؤسسو شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص مقابل إبرام صفقات اندماج ناجحة.
وتأمل البنوك في الوصول لنموذج يساعدهم في جذب المزيد من العملاء مرة أخرى للاستثمار في شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص، وهو الاتجاه الذي تقوده بنوك سيتي غروب وكريدي سويس وغولدمان ساكس والتي غالباً ما تتعامل مع شركات استحواذ ذات غرض خاص من الحجم الكبير.
وتحتل البنوك الثلاثة صدارة إدارة الاكتتاب الخاصة بتلك الشركات، حيث تسيطر على أكثر من نصف الاكتتابات الأولية لشركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص منذ بداية 2020، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. والتي تظهر حصولهم على رسوم إجمالية بقيمة 2.35 مليار دولار من تلك الاكتتابات.
وبحسب تلك البيانات، يستحوذ مورغان ستانلي على حصة سوقية 5.4% من الاكتتابات العامة الأولية لشركات SPAC ووصلت إيراداتها من الرسوم 292 مليون دولار، بينما حصلت إيفركور على رسوم بقيمة 16 مليون دولار مع حلولها في المرتبة العشرين من حيث القيمة السوقية.
أسهم التحفيز
قام مورغان ستانلي الرائد في إدارة عمليات الإدراج المباشر كبديل للاكتتابات العامة الأولية التقليدية، بإنشاء نموذج يمنح مؤسسي شركة الاستحواذ ذات الغرض الخاص أولوية الحصول على أسهم الإدراج في نظام يعرف باسم SAIL كما يحصل المؤسسون على أسهم تحفيز إضافية خاصة بهم في حالة تسجيل ارتفاعات لأسهم الشركة المدمجة بمرور الوقت.
قال بينيت شاتشتر، رئيس إدارة حلول رأس المال البديلة العالمية في مورغان ستانلي: "هيكل تحفيز شركة الاستحواذ ذات الغرض الخاص ليس بالضرورة أن يكون بطريقة واحدة وبشكل جيد باستمرار". وأضاف، أن هيكل أسهم تحفيز المؤسسين يوفر حوافز للصفقات لتصبح أكثر انتظاماً واستمرارية على المدى الطويل.
وقال شاتشتر: "نظام التحفيز يصب في مصلحة الجميع بحيث يرغب الجميع في رؤية سعر السهم يرتفع ليس لمدة عام أو عامين بل بشكل طويل الأجل".
المساواة مع المساهمين
تم استخدام الأسهم التحفيزية في عدد قليل من الصفقات بالفعل. حيث استخدمته شركة الوساطة العقارية التجارية "سي بي أر إي" CBRE في ديسمبر مع إحدى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص التي جمعت أكثر من 400 مليون دولار.
وتقدمت جنرال كاتاليست بارتنرز التي ساعدت في تطوير نظام أسهم التحفيز يوم الاثنين، بطلب لإدراج شركة استحواذ ذات غرض خاص ثانية باستخدام نفس النموذج في الوقت الذي تسعى فيه إلى جمع 500 مليون دولار.
قال العضو المنتدب لشركة الاستثمار هيمانت تانيغا، إن مؤسسي شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص لن يحصلوا على مكاسب حتى يحصل باقي المساهمون على مكاسب أيضاً.
رسملة إيفركور
تطبق إيفركور على شركات الاستحواذ ذات الغرض نموذج CAPS الخاص بها. أو نظام رأس المال الذي يعطي شراكة للمؤسسين ويربط مكاسبهم بترويج أسهم الشركة المندمجة بنجاح. وبحسب ذلك النموذج، يحصل المؤسسون على 5% من أسهم التحفيز الخاصة بهم عند إغلاق الصفقة. بعد ذلك يحصل المؤسسون على 20% وفق الارتفاع السنوي لمتوسط سعر السهم المرجح.
تبنى رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق بول رايان هذا النموذج مع شركته للاستحواذ ذات الغرض الخاص "إكسيكتيف نتورك" Executive Network Partnering Corp. كذلك أيضا فعلت شركة "بريفاز كابيتال" Periphas Capital Partnering Corp للاستحواذ ذات الغرض الخاص التي أسسها سانغيف ميهرا المدير التنفيذي السابق لجولدمان ساكس.
قال نيل شاه العضو المنتدب في إيفركور في مقابلة، إن النماذج الجديدة يمكنها إصلاح الاختلال بين مؤسسي شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص وكيفية تعويضهم مقارنة بباقي المستثمرين.
وقال شاه: "تساءل البعض لماذا لا يكون لدينا نموذج نحصل فيه على تحفيز أقل مقدماً ثم يكون الباقي بناءً على أداء سعر السهم؟".
من المؤكد أن البنوك الأخرى تستخدم ترتيبات مماثلة. حيث استخدمت جولدمان ساكس نموذج دفع تعويضات لشركتها الثانية للشيكات الفارغة التي تربط ترويج الأسهم بأداء أسهم الشركة المندمجة بمرور الوقت.
تميز نايت دراغون
هناك طريق طويل سيقطعه الجميع قبل أن تصبح نماذج التحفيز سائدة، وإذا حدث ذلك، فيمكن بسهولة تطبيقها من قبل البنوك المنافسة. من الممكن أيضًا أن يبحث بعض مؤسسي العديد من شركات الاستحواذ ذات الغرض عن عوائد سريعة بدلاً من تجربة نموذج غير مؤكد.
إحدى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص التي استخدمت هيكلاً جديداً هذا الأسبوع كانت نايت دراغون للاستحواذ والتي أسسها مديرون تنفيذيون بمجال الأمن السيبراني بما في ذلك ديف ديولت الرئيس التنفيذي السابق لشركة فاير أي. وبدلاً من حصولهم على العروض التحفيزية بناء على الأداء، تم تقسيمها إلى 20% يحصلون عليها على مدار عدة سنوات لتجنب إضعاف أداء الشركة فور طرحها.
قال ديولت: "يمنح ذلك النموذج ميزة كبيرة للمؤسسين الذين ترتبط مكاسبهم بعمل فريق الإدارة". وأضاف "من الصعب على أي شركة استحواذ ذات غرض خاص أخرى التنافس مع هذا النموذج الذي نعمل به".
وقال شاتشر من مورغان ستانلي، الذي وافق على ذلك النموذج، إنه قد تم تصميمه على غرار ما استخدمه فريق الإدارة عندما كانوا يديرون شركاتهم. بدلاً من نموذجها الآخر SAIL، أطلق مورغان ستانلي على ذلك النموذج الجديد اسم SCALE، أو التحفيز المرتبط بأصحاب المصالح للشركة المدرجة.