صناديق التحوط الآسيوية تخفف رهاناتها على أسهم الطاقة الخضراء

time reading iconدقائق القراءة - 7
أسهم الطاقة النظيفة تتفوق في 2020 - المصدر: بلومبرغ
أسهم الطاقة النظيفة تتفوق في 2020 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بدأت صناديق التحوط في آسيا في تخفيف مراكزها الاستثمارية في أسهم الطاقة الخضراء في ظل الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسهم تلك الشركات، والتي دفعتها إلى تحقيق عوائد من رقمين في العام الماضي ضمن موجة ارتفاعات أسهم الاستثمارات الخضراء.

قال ياو واني مؤسس "أبيرون كابيتال" Apeiron Capital، إن شركته خفضت حيازتها من أسهم تسلا إلى مستوى منخفض، بعد أن تضاعف سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية ثمانية مرات وحقق عائدا بنسبة 98% لصالح صندوق التحوط بمكاسب وصلت إلى 400 مليون دولار في عام 2020.

كما قلصت يورك كابيتال مانجمنت استثماراتها في أسهم صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات وصناعة الألواح الشمسية، وفقًا لمارك هي، مدير المحفظة المشارك لصناديقها الآسيوية التي تدير أصولا بقيمة 3.4 مليار دولار.

قال هي: "تظل الطاقة النظيفة أحد أهم محاور الاستثمار لسنوات قادمة، وقد استثمرت بها الشركة بصورة كبيرة في العام الماضي"، مضيفاً أن شركته قد تشتري لاحقاً عند الانخفاضات.

رهانات 2020

كان صانعو السيارات الكهربائية وسلاسل التوريدات الخاصة بها بين الأفضل أداء العام الماضي حيث بدأت السيارات الكهربائية في جذب المستهلكين بتكنولوجيا أفضل وأسعار أقل، وفي الوقت نفسه، تم تعزيز أسهم مصادر الطاقة النظيفة، من الطاقة الشمسية إلى الطاقة النووية، وسط تعهد الصين ودول أخرى بالحد من الانبعاثات على مدى العقود القليلة المقبلة.

وساعدت الاستثمارات الجديدة بالقطاع إلى جانب سلوك المستهلك المتغير وسط الوباء، مديري الاستثمار في آسيا في التفوق على أقرانهم حول العالم وتحقيق أفضل أداء لصناديق التحوط العالمية منذ سبع سنوات على الأقل، حيث ارتفع مؤشر بلومبرغ العالمي لصناديق التحوط بنسبة 10% في عام 2020.

ورغم أن العديد من مديري صناديق التحوط في آسيا مازالوا مقتنعين بالتوقعات طويلة الأجل للاستثمارات المستدامة، إلا أن أسعار أسهم القطاع شهدت ارتفاعات كبيرة، ما دفع "أبيرون" إلى خفض حيازاتها من تسلا لأول مرة هذا العام، وكانت الشركة اشترت سندات تسلا القابلة للتحول لأسهم وأسهم الشركة في عام 2019 عندما كان هناك انقسام بين المستثمرين حول جدوى الاستثمار في الشركة.

تعثر سهم تسلا

انخفض سعر سهم تسلا بنسبة 22% من أعلى مستوى في 25 يناير، حيث أدى ارتفاع عائدات السندات العالمية إلى تفاقم المخاوف بشأن تقييمات الأسهم التي حققت ارتفاعات كبيرة. وكذلك فقد سهم "أمبيريكس تكنولوجي" مورد بطاريات تسلا 14% من قيمته السوقية منذ 8 يناير، بعد أن تضاعف أكثر من ثلاث مرات في آخر 14 شهراً.

قال ياو، متحدثاً عن تسلا: "على الرغم من أننا مؤمنون على المدى الطويل بتقييم هذا السهم، بخلاف أفضليته عن باقي شركات صناعة السيارات، لكن أصبح هناك فارق كبير في السعر يتجاوز هذه الأفضلية".

وبدأ للتو فريق "أبيرون" التابع لياو في توجه جديد نحو شركات سلاسل الإمداد لقطع غيار السيارات الكهربائية الذين لديهم حصة كبيرة في السوق العالمية والتي ستستفيد من اتجاه السيارات الكهربائية لعقود قادمة فيما رفضت "أبيرون" تحديد أسماء تلك الشركات.

وأضاف ياو قائلاً: "المشكلة أن سهم تسلا باهظ الثمن، كما أن كافة أسهم سلسلة التوريد بأكملها ليست رخيصة". "ولم يحن الوقت لضغط الزناد – تحديد بوصلة الاستثمار - قد نحتاج إلى الانتظار".

وقالت غريس لو، كبيرة مسؤولي الاستثمار في "لي جي أتش كابيتال" التي تدير أصولا قيمتها 500 مليون دولار، إن الشركة ومقرها سنغافورة وجهت حوالي 40% من استثماراتها للطاقة النظيفة، وعززت العام الماضي من حيازات موردي قطع غيار السيارات الكهربائية، حيث تكون المنافسة أقل حدة. وقالت لو إن أكثر من ثلثي عائدات شهر يناير البالغة 7.5% لصندوق التحوط الخاص بها جاءت من مجالات متعلقة بالسيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، بعد أن حققت 32% في العام الماضي.

رهانات "" CATL

وتتضمن أفضل خيارات مسؤولة الاستثمار غريس لو، لموردي صناعة السيارات الكهربائية، شركة صناعة معدات مراقبة الطاقة الحرارية "زينغانغ شانهاو انتيلجينس كنترول كو" Zhejiang Sanhua Intelligent Controls Co. و "كونتيمبروري أمبيريكس تكنولوجي" Contemporary Amperex مورد البطاريات لشركة تسلا، والمعروفة أيضا باسم "CATL". وكذلك تفضل لو شركات صناعة بطاريات الليثيوم.

وقالت غريس لو: "نزيد من الأوزان النسبية لتلك القطاعات في محافظنا الاستثمارية بناء على رؤيتنا لآفاق النمو طويلة الأجل". وأضافت "لا نعتقد أن الاضطرابات الأخيرة في السوق أو ارتفاع أسعار الفائدة من مستويات منخفضة للغاية سيعرقل النمو"

وأضافت يورك كابيتال في آسيا "سينوهيتك" Sinohytec الصينية المصنعة لخلايا الوقود الهيدروجينية إلى استثماراتها، في الوقت الذي قلصت فيه من حيازات التكنولوجيا النظيفة الأخرى، بما في ذلك CATL، نتيجة مخاوف ارتفاع تقييماتها.

وقال مارك هي من يورك كابيتال "الصين تريد بطلاً وطنياً في صناعة مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية، وليس فقط في السيارات الكهربائية". وأضاف أن نشاط الشركة قد يتحول إلى أسهم منفصلة في وقت لاحق من هذا العام.

انتعاش اليورانيوم

تتحول صناديق تحوط أخرى إلى اليورانيوم كاستثمار صديق للبيئة، إذ قال الرئيس التنفيذي لآسيا في شركة تريبيكا إنفستمنت بارت، بن كليري، إن شركته خصصت نحو ربع أصول صندوق التحوط الرئيسي لديها لليورانيوم، وتراهن على أن الأسعار ستتضاعف في العام المقبل.

يتم تداول المعدن عند أسعار تصل إلى نحو 80% من قيمته السوقية عند ذروة عام 2007، أو حوالي 30 دولاراً للرطل، مما دفع الشركات المصنعة إلى وقف عمل المناجم غير المربحة. وقال بن كليري إن مخزون اليورانيوم العالمي قد تضاءل لما يكفي نحو عام، على عكس المعتاد بنحو ثلاث سنوات.

ووصف كل من مايكل بيري، مدير صندوق التحوط والشهير بـ "بيج شورت" وبيل غيتس، الطاقة النووية بأنها المصدر الخالي من الكربون للطاقة اللامحدودة التي يمكن أن تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم.

وحقق صندوق تريبيكا الذي خصص 100 مليون دولار للاستثمار في اليورانيوم عائدات بنسبة 55% منذ بداية العام، بعد مكاسب بلغت 195% في عام 2020 من الاستثمارات في المعادن والشركات، فيما تبدي تفاؤلها بالرهانات على شركة إنرجي فيولز الأمريكية وشركة بوس إنيرجي الأسترالية.

وقال: "نتوقع أن يتحرك سعر اليورانيوم إلى 60 دولارا على الأقل للرطل على مدى 12 إلى 18 شهرا القادمة لتحفيز تمويل الإنتاج الجديد"، وأضاف "نظرا لتراجع الاستثمار في استخراج اليورانيوم انخفض المعروض الجديد في السنوات الأخيرة، لذا هناك احتمال أن تنفجر الأسعار نحو 100 دولار للرطل الواحد".

تصنيفات