بلومبرغ
حصل ليكس غرينسل على لقب جديد هو: الملياردير السابق، وتكافح شركة "غرينسل كابيتال" من أجل البقاء، ويعني ذلك أن ثروة مؤسسها ورئيسها التنفيذي قد تراجعت بشدة، بعد شهورٍ فقط من سعي شركته، التي تتخذ من لندن مقراً لها، للحصول على تقييم بنحو 7 مليارات دولار.
أسس "غرينسل"، البالغ من العمر 44 عاماً، والذي نشأ بمزرعة في أستراليا، شركته قبل عقد من الزمان، بعد أن بدأ حياته المهنية المالية في "مورغان ستانلي"، و"سيتي غروب".
وانضم "غرينسل" لصفوف أصحاب الثراء الفاحش من خلال تجديد الأعمال الرتيبة لتمويل سلاسل التوريد، وهي ديون الشركات قصيرة الأجل، التي تساعد على تسريع المدفوعات بين الشركات.
وضخ صندوق "فيجن"، التابع لمجموعة "سوفت بنك" مبلغاً قدره 1.5 مليار دولار في الشركة خلال عام 2019.
وفي ذروتها، بلغت قيمة الشركة أكثر من 3.5 مليار دولار، مع عملاء فيما يقرب من 200 دولة، وأسطول من الطائرات شمل "غلف ستريم جي 650"، واثنين من محركات "بياغيو" التوربينية.
وامتلك "غرينسل" وعائلته ما لا يقل عن ثلث الشركة في نهاية عام 2019، وفقاً لإيداعاته لدى الجهات التنظيمية.
صعود سريع
وفتح صعود غرينسل السريع أبواب النجاح، حيث عقد ممثلو الشركة أكثر من عشرة اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين في بريطانيا منذ عام 2016، وفقاً للملفات، كما عيَّنت الحكومة الائتلافية بزعامة ديفيد كاميرون، "غرينسل" لمساعدتها على خفض الإنفاق المهدر، وشغل رئيس الوزراء السابق منصب المستشار في شركته لاحقاً.
ورغم جهود "غرينسل" لدخول جزء متخصص من التمويل العالمي بشكل مختلف، خرجت شركته عن مسارها مع انتهاء تأمين الائتمان الذي يدعم بعض قروض شركته، ما أجبر مجموعة "كريدي سويس" في نهاية المطاف على تجميد 10 مليارات دولار من صناديق مجموعة من العملاء التي اشترت الدين، وقال البنك السويسري يوم الجمعة إنه سيغلقها.
وقام صندوق "فيجن" بتخفيض قيمة حصته في شركة "غرينسل" في نهاية عام 2020، كما يدرس تخفيض التقييم إلى الصفر تقريباً، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر. فيما تضغط مشاكل الشركة على الصناعي "سانجيف غوبتا"، الذي وسع إمبراطوريته العالمية بسرعة بمساعدة تمويلية من "غرينسل".
وأوضحت المصادر المطلعة على الأمر أن الشركة تستعد الآن إلى تقديم طلب إفلاس في بريطانيا، في الوقت الذي قامت فيه هيئة الرقابة المالية في ألمانيا "بافين"BaFin ، بإغلاق ذراعها المصرفي، وطلبت من مسؤولي إنفاذ القانون التحقيق في المخالفات المحاسبية لدى الشركة.
وفي بيان بوقت متأخر من يوم الأربعاء، قال غرينسل إنه تلقى "مشورة مكثفة" من مكاتب محاماة في بريطانيا وألمانيا التي "أطلعته على الطريقة التي تم بها تصنيف الأصول".
وقالت الشركة أيضاً إنها امتثلت على الفور بعد أن أبلغتها "بافين" في أواخر العام الماضي وأوائل هذا العام بأنها لا توافق على حساباتها.
وفي الشهور الأخيرة من العام الماضي، كانت شركة "غرينسل" تتحدث عن خطط نموها مستهدفة إدراجها كشركة عامة في نهاية المطاف.
وبينما شكلت الشركة التي تحمل اسمه الجزء الأكبر من ثروته، إلا أن "غرينسل" وعائلته لا يزالون يمتلكون شركة زراعية، وهي تعد واحدة من أكبر مزارع البطاطا الحلوة في أستراليا. وساعده شقيقه بيتر في توفير الأموال لإنشاء شركة "غرينسل كابيتال".
وفي مقابلة العام الماضي مع "وورتون فينتيك بودكاست" (Wharton Fintech Podcas)، قال غرينسل: "لقد أدركت أن المؤسسات الكبيرة لا يمكنها تبني التكنولوجيا سريعاً بالضرورة، وأن العالم لن ينتظر البنوك لمعرفة كل شيء. قررت أنه يمكنني القيام بذلك بشكل أفضل".