الأسهم الآسيوية تتراجع بعد انتعاش متأخر في "وول ستريت"

تراجعت الأسهم الآسيوية بعد أن عادت "وول ستريت" إلى الانتعاش في نهاية تداولات الخميس، مما ساعد مؤشر "إس آند بي 500" على تحقيق واحدة من أكبر ارتفاعاته المسجلة في شهر نوفمبر. فيما كانت سندات الخزانة ثابتة.

افتتحت الأسهم الصينية على انخفاض، مما دفع المؤشر القياسي لأسهم البر الرئيسي إلى الاقتراب من أدنى مستوياته لهذا العام، كما انخفضت الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية، مما أثر على مؤشرات الأسهم الآسيوية. وارتفعت المؤشرات اليابانية.

وانخفضت العقود الآجلة الأميركية أيضاً بشكل طفيف بعد أن ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4%، يوم الخميس، مرتفعاً بنسبة 9% تقريباً خلال الشهر الحالي.

هونغ كونغ تطلق أول صندوق متداول في آسيا يتتبع الأسهم السعودية

تجاوزت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين التقديرات التي تشير إلى توسع في النشاط، مما خفف المخاوف بعد أن أظهرت بيانات، أمس الخميس، أن الانتعاش بدأ يفقد زخمه. وارتفعت الصادرات الكورية - التي تعتبر رائدة في التجارة العالمية - بأكثر من المتوقع في نوفمبر.

تكهنات الفائدة الأميركية

كانت مكاسب شهر نوفمبر بنسبة 9.1% لمؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) لجميع دول العالم، ما يعد ثالث أكبر زيادة شهرية في العقد الماضي. وعزز ارتفاع الأسهم التكهنات بأن دورة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي قد بلغت ذروتها، وهي فكرة ألمح إليها مسؤولو البنك المركزي خلال الأسبوع الجاري.

قال رايان ديتريك، كبير استراتيجيي السوق في مجموعة كارسون: "كان الجميع تقريباً في مراكز غير مواتية بحلول شهر نوفمبر"، وأضاف: "لذلك لا تزال هناك فرصة كبيرة للمتداولين لمطاردة المكاسب في ديسمبر أيضاً".

تتنبأ هذه الإشارات بتعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي سيتحدث في وقت لاحق اليوم الجمعة، في مناقشة قد تقدم المزيد من الأدلة.

متداولون يتوقعون خفض الفائدة الأميركية 250 نقطة أساس في 2024

قال بريان روز، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "يو بي إس" لإدارة الثروات العالمية: "لا يزال من السابق لأوانه القضاء على التحيز المتشدد في التوجيهات المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي". وأضاف: "سيظهر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول علناً الجمعة، ونتوقع منه أن يكون حريصاً على تجنب أن يبدو متشائماً للغاية".

تراجع التضخم

كان للبيانات دور أيضاً، وانخفض مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي، مما يشير إلى تخفيف ضغوط الأسعار بما يتماشى مع تقديرات الاقتصاديين. وجاء ذلك في أعقاب أدلة من سوق العمل والإنفاق الاستهلاكي تشير إلى أن النمو يتباطأ تدريجياً.

قال سكوت لادنر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "هوريزون إنفستمنتس" (Horizon Investments)، في حديثه لتلفزيون "بلومبرغ": "لقد رأينا أدلة مستمرة على أن التضخم يتراجع بسرعة في الواقع - إنه نوع من الانهيار في الوقت الحالي". وتابع: "أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في تثبيت الفائدة في ديسمبر".

اقتصاديون: التضخم الأساسي في أميركا قد يبقي الفائدة مرتفعة لفترة أطول

واستقرت سندات الخزانة، اليوم الجمعة، بعد تراجعها أمس الخميس، مضيفة سبع نقاط أساس إلى عائد العشر سنوات. ولم يقدم ذلك سوى القليل لتقليص مكاسب شهر نوفمبر للسندات - الحكومية والشركات - بعد القفزة في الأسابيع القليلة الماضية. وارتفعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية في آسيا.

انخفض الدولار يوم الجمعة، لينهي يومين من المكاسب ويستكمل أسوأ شهر له منذ عام. كما انخفض الوون الكوري، في حين تعزز الين مقابل الدولار. ومع ذلك، كان الضعف المطول في العملة اليابانية هو الدافع وراء قيام شركات التأمين على الحياة بتخفيض تحوط العملة بأكبر قدر منذ أكثر من عقد من الزمن.

سعر الدولار الأميركي ينزلق إلى أقل مستوى في 4 أشهر

ارتفع الذهب بعد انخفاضه في الجلسة السابقة. لم تتغير عملة بتكوين كثيراً عند حوالي 37600 دولار. وانخفضت أسعار النفط الخام حتى مع موافقة مجموعة "أوبك+" من الدول المنتجة للنفط على خفض المعروض بنحو 900 ألف برميل يومياً، في إشارة إلى تشكك التجار في تنفيذ ذلك.

تشمل أبرز أحداث الشركات، إطلاق شركة "تسلا" لنموذج "سايبرتراك" (Cybertruck) بعد عامين من التأخير. وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة "ديل" (Dell Technologies Inc) عن انخفاض إيراداتها بأكثر من المتوقع، متأثرة باستمرار تباطؤ طلب الشركات على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.