بلومبرغ
انضم "روتشيلد آند كو" و"مورغان ستانلي" إلى بنوك الاستثمار التي تفتح مقرات لها في أبوظبي، حيث يواصل رأس المال الضخم في الإمارات العربية المتحدة جذب مزيد من التدفقات الدولية للأموال والشركات المالية.
حصل "روتشيلد آند كو"، البنك المتخصص في تقديم خدماته للأثرياء، ومقره في باريس، على العمل في سوق أبوظبي العالمي الذي يعد حي الأعمال الرئيسي بالإمارة، وفقاً لبيان صدر يوم الخميس.
بشكل منفصل، قال بنك "جيه بي مورغان"، هذا الأسبوع، إنه يعتزم توسيع نشاطه في المدينة، بتقديم خدمات تلقي الودائع ومعالجة المدفوعات لعملاء الخدمات المصرفية للشركات في العاصمة، وإنه يسعى إلى الحصول على ترخيص مصرفي كامل في سوق أبوظبي العالمي. تشير خطط البنك الأميركي الكبير إلى "عزمه والتزامه تجاه الفرصة الكبيرة هنا"، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي، جايمي ديمون، في البيان.
أبوظبي تجذب صناديق التحوط
يأتي توسع "جيه بي مورغان" بعد شهر تقريباً من إطلاع الرئيس التنفيذي لـ"مورغان ستانلي"، جيمس غورمان، المحللين على اعتزام البنك افتتاح مقر في أبوظبي. في وقت سابق من العام الجاري، قال بنك "غولدمان ساكس" إنه يعتزم فتح مقر في العاصمة، سينصب اهتمامه على إدارة الأصول في البداية.
اقرأ أيضاً: أبوظبي تدرس شراء حصة في وحدة "PCCW" للألياف بمليار دولار
حققت بنوك الاستثمار العالمية نجاحاً في أبوظبي، في الوقت نفسه الذي تنجذب فيه صناديق التحوط، وشركات الملكية الخاصة، والعملات المشفرة، وإدارة الأصول إلى المدينة، موطن صندوقي ثروة سياديين يديران أصولاً بأكثر من تريليوني دولار. كما أسس الملياردير راي داليو فرعاً لشركته العائلية في عاصمة دولة الإمارات، وافتتحت شركة "بريفان هوارد أسيت مانجمنت" (Brevan Howard Asset Management)، أحد أكبر صناديق التحوط في العالم، أيضاً مقراً في سوق أبوظبي العالمي.
توسعة بعشرة أضعاف
أدى حضور تلك الشركات الشهيرة إلى أبوظبي لنمو القطاع المالي بنحو 30% على أساس سنوي في الربع الثاني، فيما أصبح سوق أبوظبي العالمي، بعد توسعته، بـ10 أضعاف في الآونة الأخيرة، أحد أكبر الأحياء المالية في العالم حالياً.
تواجه أبوظبي منافسة من مدينتي الرياض ودبي المجاورتين، اللتان توسعان مراكزهما المالية أيضاً ضمن الجهود الرامية إلى تنويع اقتصاديهما المعتمدين على النفط. ففي دبي، افتتحت صناديق التحوط الكبرى، مثل "ميلنيوم مانجمنت" (Millennium Management)، الذي يديره إيزي إنغلاندر، و"إكسودس بوينت" (ExodusPoint)، الذي يديره مايكل غلباند، مقرات لها.
يوم الثلاثاء الماضي، قال الملياردير آلان هوارد، الشريك المؤسس في "بريفان هوارد"، إن أبوظبي بمقدورها أن تصبح مركزاً مالياً عالمياً، ووصف المركز الناشئ لصناديق التحوط بأنه يتميز بأفضل نطاق زمني للتداول بالنسبة لمديري الأموال المعتمدين على استراتيجية الاقتصاد الكلي.
الملياردير آلان هوارد: أبوظبي مركز مالي قوي ومستقبله واعد
في ظهور علني نادر، عدَّ "هوارد" اللوائح التنظيمية الحازمة، وسيادة القانون، والسياسات الضريبية المواتية في المدينة عوامل تجذب شركات الخدمات المالية للتوجه إلى عاصمة دولة الإمارات.
مقرات لشركات أخرى
تعتزم شركة "جي كيو جي بارتنرز" (GQG Partners LLC)، التي أسسها ويديرها المستثمر المخضرم راجيف جاين، بدء نشاطها في سوق أبوظبي العالمي في مطلع العام المقبل، بحسب ما قاله مارك باركر، مدير القسم الدولي بشركة إدارة الأصول، لـ"بلومبرغ" في وقت سابق هذا الأسبوع. وأضاف أن الشركة، التي تدير أصولاً بأكثر من 100 مليار دولار، تعتزم ضم ما بين 10 أشخاص و20 شخصاً، منهم فريق للاستثمار، في المدينة بنهاية 2024.
على صعيد آخر، تلقت "سنتريكوس" (Centricus)، وهي شركة تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار، ومقرها في لندن، الموافقة على فتح مقر في سوق أبوظبي العالمي، وأعربت شركة "تي سي آي فند مانجمنت" (TCI Fund Management)، للاستثمار الناشط، عن عزمها افتتاح مقر في سوق أبوظبي العالمي لتوسيع قاعدة مستثمريها الإقليميين ودعم جهودها في العمل المناخي.