الرهان على انتهاء التشديد النقدي يدعم الطلب على السندات الأميركية

مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قرب مستويات "ذروة الشراء"

time reading iconدقائق القراءة - 6
بورصة طوكيو للأوراق المالية (TSE)، 28 ديسمبر 2018 - المصدر: بلومبرغ
بورصة طوكيو للأوراق المالية (TSE)، 28 ديسمبر 2018 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

واصلت سندات الخزانة تقدمها القوي في شهر نوفمبر، حيث كان المتداولون يقيّمون مبيعات الديون الحكومية الأميركية مختلفة الآجال، وسط رهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي انتهى من رفع أسعار الفائدة.

وشهد مزاد سندات لأجل خمس سنوات بقيمة 55 مليار دولار طلباً قوياً، بعد بيع سندات لأجل عامين بقيمة 54 مليار دولار. وانخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ثماني نقاط أساس إلى نحو 4.4%.

كافحت الأسهم في بورصة "وول ستريت" بعد الارتفاع الذي دفع السوق نحو واحدة من أكبر قفزات السوق خلال الـ100 عاماً الماضية، مما وضع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بالقرب من مستويات "ذروة الشراء".

وكان أداء الأسهم الصناعية والمالية ضعيفاً. وقادت شركة "أمازون" المكاسب في قطاع تجارة التجزئة مع انطلاق تخفيضات "سايبر مونداي".

شقت أكبر سوق للسندات في العالم طريقها للصعود بعدما أمضت أجزاءً كبيرة من السنة منخفضة، وباتت تتجه نحو أفضل شهر لها منذ مارس. تحول مؤشر "بلومبرغ" لسندات الخزانة الأميركية مؤخراً إلى عائد إيجابي لهذا العام، بعدما أطلقت علامات تباطؤ التضخم ونمو الوظائف، العنان لارتفاع أدَّى إلى تراجع العائدات من أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمن.

قال كريس لاركين من "إي ترايد" (E*Trade) في "مورغان ستانلي": "يبدو أن السوق قد تبنت فكرة أن تباطؤ البيانات الاقتصادية سيعجل بوصول تخفيضات ملائمة للسوق في أسعار الفائدة، على الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي استمر في إرسال رسائل تفيد بخلاف ذلك". أضاف أن هذا الأسبوع "سيوفر الكثير من الفرص للمتداولين ليقرروا ما إذا كان هذا الاتجاه سليماً أم لا".

مراقبة بيانات أخرى

سيراقب المتداولون عن كثب مجموعة أخرى من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، بما في ذلك المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي. وانخفضت مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة في أكتوبر، بعد تعديل هبوطي للشهر السابق، حيث أثرت معدلات الرهن العقاري الأعلى في عقود، على الطلب. جاء مؤشر التصنيع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لشهر نوفمبر أضعف من المتوقع.

أدت الرهانات على أن صناع السياسات قد انتهوا من دورة رفع أسعار الفائدة إلى ارتفاع مؤشر "إس أند بي 500" هذا الشهر، ما ساهم في انخفاض توقعات التقلبات على المدى القصير. وفي حين استغل البعض الفرصة للتحوط بسعر رخيص، إلا أن هذه التحركات غير منتشرة على نطاق واسع، رغم تزايد الدعوات التي تقول إن بيئة السوق أصبحت هادئة للغاية.

قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "مايلر تاباك بلاس كو" (Miller Tabak + Co): "السياق الفني في سوق الأسهم حالياً مهم للغاية، هذا لا يعني أننا على وشك رؤية قمة مهمة في سوق الأسهم"، مشيراً إلى أن هذا "قد يعني أننا سنشهد تراجعاً طفيفاً أو حتى تصحيحاً جانبياً في مرحلة ما خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، بهدف التغلب على حالة ذروة الشراء هذه".

تراجعت التقلبات، واستقرت أسواق السندات والأسهم، في حين انخفض الدولار بشكل كبير، وهو ما ينبغي أن يكون كافياً ليشعر المستثمرون بالتفاؤل الحذر، وفقاً لمارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide).

"هاكيت" أشار إلى أنه "في هذه المرحلة من العام، فإن اتجاه السوق الحالي - وهو أمر إيجابي - مشابه للاتجاه الذي تشهده نهاية العام، نظراً لوجود عدد قليل من المؤشرات التي يمكن أن تغير مساره بشكل جذري".

وأضاف: "لكي يكون هذا صحيحاً، يتعين علينا أن نرى نهجاً معتدلاً من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية، أي ليس ضعيفاً أو قوياً أكثر مما ينبغي".

زيادة التفاؤل

يتوقع أكثر من 60% من المشاركين في استطلاع "أم أل آي في بالس" (MLIV Pulse) الأخير أن توفر الأسهم عوائد أفضل من السندات خلال الشهر المقبل. يعد هذا هو أعلى مستوى من الحماسة بشأن الأسهم سجله الاستطلاع منذ طرح السؤال حول الأصلين (الأسهم والسندات)، لأول مرة في أغسطس 2022. كما أصبح المتنبئون في "وول ستريت" أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات للعام المقبل، مع تحسن معنويات المستثمرين وتراجع توقعات الركود.

كذلك يتوقع الاستراتيجيون في "دويتشه بنك" بقيادة بينكي شادا، أن يصل المؤشر إلى 5100 نقطة بحلول نهاية عام 2024، ما يعني تحقيق مكاسب بنحو 12% من المستويات الحالية، وذلك على خلفية تباطؤ التضخم، وانتعاش أرباح الشركات.

من جهتهم، يتوقع الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" و"بي أم أو كابيتال" أيضاً أن يتقدم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مرة أخرى في عام 2024، مما يدفعه إلى الارتفاع القياسي الذي سجله في أوائل عام 2022.

ولا تزال الدعوات الأقل تفاؤلاً من مجموعة "غولدمان ساكس" و"سوسيتيه جنرال" تتنبأ بأن أسعار الأسهم ستنجرف نحو الارتفاع قليلاً بحلول نهاية عام 2024، حتى لو ظلت قريبة من الذروة السابقة.

وقال جيسون دراهو، من إدارة الثروات العالمية لدى "يو بي إس" إن "الأسواق مجهزة من أجل الهبوط الناعم، وبالتالي صمود الإنفاق الاستهلاكي".

وأضاف: "نعتقد أن هذا الرأي سيكون له ما يبرره في نهاية المطاف. في هذه الأثناء، من المرجح أن يكون المستثمرون مهووسين ببيانات الإنفاق الاستهلاكي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويجب التعامل بحذر مع أي ردة فعل من السوق تجاهها، لحين معرفة كيف انتهى موسم العطلات".

فيما يتعلق بالأرباح، ستسلط شركة "كراودسترايك" (Crowdstrike Holdings Inc.) الضوء على كيفية إعطاء الشركات الأولوية للأمن السيبراني، بعد عمليات اختراق طالت شركات رفيعة المستوى، في حين من المتوقع أن تسجل شركتا "ديل" و"سايل فورس" نمواً أبطأ في المبيعات عندما تعلنان عن النتائج هذا الأسبوع، بالتزامن مع تشديد الإنفاق العام للشركات.

في سياق منفصل، تجاوز الذهب مجدداً 2000 دولار، وانخفض النفط مع انحسار التوترات الجيوسياسية وإشارات وفرة المعروض التي طغت على الآمال في أن تعمق "أوبك" وحلفاؤها تخفيضات الإنتاج يوم الخميس.

تصنيفات

قصص قد تهمك