المصدر:
بلومبرغ
قد تعاني سوق الأسهم في كوريا الجنوبية من اضطرابات أكبر، في ظل رهانات المستثمرين الهبوطية على العقود المستقبلية للأسهم الفردية، وهي نتيجة سلبية لم تكن متوقعة لقرار البلاد بحظر البيع على المكشوف خلال الشهر الماضي.
وفقاً لبيانات البورصة، يجري تداول العقود المستقبلية لبعض الشركات الكورية بخصم يصل إلى 6% مقارنة بسعر أسهمها، حيث يحاول المستثمرون التحوط من المخاطر المحتملة. وتهدد هذه الخطوة بإثارة تقلبات أعنف في السوق، في ظل تفاقم التحديات التي يواجهها المستثمرون الذين يبحثون عن عوائد ثابتة بعد الحملة الحكومية المباغتة على بيع الأسهم المقترضة.
يُعزى انخفاض العقود المستقبلية مقارنة بالأسعار الفورية إلى "استيعاب الأسواق طلب البيع على المكشوف" بحسب سانغيون بارك، المحلل في شركة "كليبسيدرا كابيتال" (Clepsydra Capital)، كما توقع بارك ارتفاع عمليات المراجحة للعقود المستقبلية والأسهم، مما يساهم في زيادة تقلبات الأسعار بالسوق الفورية في نهاية المطاف".
تقود الصناديق الخارجية عمليات بيع العقود المستقبلية للأسهم الفردية، حيث تخلصت مما قيمته 185 مليار وون (142 مليون دولار) منذ الحظر، وفقاً لبيانات البورصة. واستهدف البائعون على المكشوف كذلك عقود الأسهم التي تتداول بأقل من السعر الفوري، ومعظمهم من المستثمرين الأجانب.
عواقب حظر كوريا البيع على المكشوف
تظهر بيانات البورصة أن العقود المستقبلية للأسهم الفردية في شركتي "بي جي أف ريتيل" (BGF Retail) و"بوسكو دي إكس" (Posco DX)، والتي تُستحق في ديسمبر، جرى تداولها بخصم 10% على الأقل مقارنة بسعر سهم الشركة في وقت سابق من هذا الشهر قبل أن تقلص خسائرها إلى 6% في 21 نوفمبر.
بالمقارنة مع ذلك، وقبل صدور قرار حظر البيع على المكشوف، شهدت شركة واحدة فقط، وهي "هانوا أوشن" (Hanwha Ocean) خصماً كبيراً في ظل طرح الشركة لحقوق الاكتتاب.
كانت الحكومة الكورية قد حظرت البيع على المكشوف لحماية المستثمرين الأفراد قبل انطلاق ماراثون الانتخابات خلال العام المقبل. وارتفعت التقلبات في مؤشر "كوسبي" القياسي إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2020 بعد هذه الخطوة، مما أثار مخاوف بشأن جاذبية البلاد في أعين المستثمرين العالميين، فضلاً عن محاولتها للدخول على قائمة الأسواق المتقدمة في مؤشرات "إم إس سي آي". وتراجعت التقلبات منذ ذلك الحين لكنها ظلت أعلى من معظم أقرانها.
التقلبات تحاصر سوق الأسهم الكورية
من جانبه، قال لي هيو سيوب، زميل أول للأبحاث في معهد كوريا لسوق رأس المال: "قد ترتفع التقلبات في السوق عند انتهاء صلاحية العقود المستقبلية، حيث يمكن أن تشهد السوق وقتها مجموعة كبيرة من أوامر البيع المبرمجة".
ويحذر بعض المحللين من أن التحوط بالعقود المستقبلية لا يكون دائماً خياراً مثالياً للصناديق الباحثة عن بدائل أثناء حظر البيع على المكشوف، لأنه يتزامن مع ارتفاع التكاليف ومجموعة من المخاطر الأخرى.
فيما يرى جون جيون، المحلل في شركة "سامسونغ سيكيورتيز" (Samsung Securities) أن "هناك خطراً من تكبد خسائر بسبب هذه الخطوة". وقال إن عقود خيارات الأسهم الفردية ستكون أفضل من بيع العقود المستقبلية.
تصنيفات
