أسهم آسيا تتعافى مع توقعات توقف ماراثون زيادة الفائدة

قفزت الأسهم الآسيوية لتتبع الارتفاعات التي شهدتها "وول ستريت"، كما صعدت أسعار السندات، بعد أن عزز تباطؤ التضخم غير المتوقع الرهانات على أن دورة رفع الاحتياطي الفيدرالي المتشددة قد انتهت.

ارتفع مؤشر آسيا والمحيط الهادئ التابع لـ"مورغان ستانلي" لليوم الثالث، مع ارتفاع المؤشرات القياسية في هونغ كونغ بأكثر من 2% لتقود المكاسب في المنطقة. كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد أن صعد مؤشر "إس أند بي 500" (S&P 500) بنسبة 2% تقريباً يوم الثلاثاء، وهو أكبر ارتفاع منذ أبريل الماضي.

يستعد المتداولون الآن لما قد يكون تغييراً جوهرياً في منظومة الاستثمار. تشير عقود المقايضة إلى أن احتمالات رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة مرة أخرى انخفضت إلى الصفر تقريباً، مع تسعير السوق لخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول يوليو. ورحب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بأحدث البيانات التي تظهر تراجع التضخم، في حين أضافوا أنه لا تزال هناك مسافة طويلة يجب قطعها قبل الوصول إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%.

اقرأ أيضاً: تباطؤ التضخم الأساسي الأميركي في أكتوبر

انتهاء دورة التشديد النقدي

قالت بوجا مالك، الشريكة ورئيسة إدارة المحافظ في شركة "نيبون كابيتال" (Nipun Capital)، لتلفزيون "بلومبرغ": "المؤشرات على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد انتهى من زيادة أسعار الفائدة وأن معدل التضخم تحت السيطرة، تعد أمراً إيجابياً لجميع الأصول الخطرة". أضافت: "ومع ذلك، قد يظل الوضع متقلباً خلال الـ 12 إلى 18 شهراً القادمة".

وأشار أحدث تقرير اقتصادي من الصين إلى انتعاش مختلط، حيث تجاوزت مبيعات التجزئة التقديرات، ولكن تعمق الانكماش في الاستثمار العقاري. وجاءت البيانات في أعقاب قرار البنك المركزي الصيني ضخ أكبر سيولة نقدية منذ عام 2016 في النظام المصرفي في إطار سعيه لتعزيز النمو، مع الحفاظ على سعر الفائدة على القروض لمدة عام واحد.

كما يحظى الاجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي جو بايدن بمتابعة عن كثب بحثاً عن احتمال ذوبان التوترات. ومن المقرر أن تعلن شركة "تينسينت هولدينغز" (Tencent Holdings Ltd) عن أرباحها في وقت لاحق من اليوم.

قالت بيكي ليو، رئيسة استراتيجية الاقتصاد الكلي للصين في بنك "ستاندرد تشارترد": "لقد تجاوز مستوى ضخ السيولة توقعات السوق ولكنه يتماشى مع توقعاتنا". وأضافت أنه مع ذلك "هناك حاجة لمزيد من الدعم نظراً لتجدد الضغوط التي تؤدي إلى الهبوط المشار إليها في بيانات أكتوبر - لذلك ما زلنا نرى إمكانية لخفض نسبة الاحتياطي قبل نهاية العام"، في إشارة إلى نسبة متطلبات الاحتياطي بالقطاع المصرفي.

اقرأ أيضاً: هدوء نسبي في أسهم "وول ستريت" انتظاراً لبيانات التضخم وتوجهات "الفيدرالي"

ارتفعت سندات أستراليا ونيوزيلندا، بعد التحركات في سندات الخزانة من الجلسة السابقة، عندما انخفض العائد على السندات، التي تعد حساسة بالنسبة لسعر الفائدة، لمدة عامين بما يصل إلى 23 نقطة أساس، وتراجع سعر الفائدة القياسي لأجل 10 سنوات بمقدار 21 نقطة أساس. كما انخفض عائد اليابان لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في شهر. واستقر الدولار أيضاً بعد انخفاضه 1.2%، وهو أكبر انخفاض له خلال عام.

واصل الين ضعفه بعد صدور تقرير يفيد بأن الاقتصاد الياباني انكمش بأكثر من المتوقع في الربع الثالث. وارتفعت معظم العملات الآسيوية الناشئة مقابل الدولار، بقيادة الوون الكوري الجنوبي.

ارتفعت الأسهم في نوفمبر الجاري بسبب الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى بالفعل من رفع أسعار الفائدة، ما انعكس في قفزة مؤشر "إس أند بي 500" بأكثر من 7% خلال تلك الفترة، بينما يتجه نحو أفضل شهر له منذ أكتوبر 2022. وقادت شركة "تسلا" (Tesla Inc) المكاسب في فئة الشركات العملاقة يوم الثلاثاء، كما ارتفع سهم شركة "إنفيديا" (Nvidia Corp) للجلسة العاشرة على التوالي.

أظهر استطلاع مديري الصناديق الأخير الخاص بـ"بنك أوف أميركا"، أن المستثمرين أصبحوا أكثر تفاؤلاً تجاه السندات منذ الأزمة المالية العالمية، مع "قناعة قوية" بأن الأسعار ستنخفض في عام 2024.

اقرأ أيضاً: الأسهم الأميركية تسجل أقوى مكاسب أسبوعية في 2023

وقال برايس دوتي، من شركة "سيت فيكسيد إنكوم أدفايزرز" (Sit Fixed Income Advisors): "بقية المستثمرين غير المقتنعين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى، هم على الأرجح يستسلمون الآن". و"من المرجح أن يكون الإجراء التالي الذي يتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي بمثابة خفض في الصيف المقبل، وليس زيادة أخرى في أسعار الفائدة".

في هذه الأثناء، تغلب المشرعون في مجلس النواب الأميركي على خلافاتهم الحزبية يوم الثلاثاء لتمرير مشروع قانون تمويل حكومي مؤقت يقلل بشكل كبير من خطر الإغلاق. ومن المقرر أن يحال التشريع الآن إلى مجلس الشيوخ، حيث من المتوقع أن تدعمه الأغلبية الديمقراطية، على الرغم من أنه لا يشمل المساعدات التي يدعمونها لأوكرانيا وإسرائيل.