بلومبرغ
اتسع فائض الحساب الجاري لدى روسيا، مما يؤكد التوقعات التي عدلها بنك روسيا المركزي في الآونة الأخيرة، ويقدم الدعم للروبل، مع استمرار انتعاش صادرات النفط على الرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
بلغ الفائض -الذي يمثل تقريباً الفرق بين الصادرات والواردات– خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، 53.8 مليار دولار، لكنه أقل بنحو أربعة أضعاف من الرقم القياسي المسجل في نفس الفترة من عام 2022، وفقاً للبيانات التي نشرها البنك المركزي يوم الثلاثاء.
تجاوز الفائض في أكتوبر 11 مليار دولار، للشهر الثاني على التوالي، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى منذ بداية 2023 في سبتمبر. أشار البنك المركزي إلى انخفاض طفيف في الصادرات خلال أكتوبر، لكنه رفع تقديراته لفائض الحساب الجاري في الأشهر السابقة بعد احتساب بيانات إضافية.
رفع المركزي الروسي توقعاته للحساب الجاري للعام 2023 بأكمله إلى 60 مليار دولار من 45 مليار دولار قبل أسبوعين فقط. في وقت سابق، قال البنك المركزي الروسي إن تعافي الواردات توقف في الربع الثالث، بينما بدأت الصادرات في الزيادة بفضل ارتفاع أسعار النفط و"تنويع الإمدادات إلى المناطق الجغرافية".
خلال أكتوبر، شحنت روسيا النفط الخام عبر موانئها بمعدل قريب من أعلى مستوياته خلال أكثر من أربعة أشهر. وارتفع إجمالي إيرادات موسكو من النفط والغاز في أكتوبر إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2022 بسبب ارتفاع أسعار النفط ووقف الدعم الحكومي لمصافي التكرير.
الروبل يقلص الخسائر
العقوبات الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا تعني أن عائدات الكرملين من صادرات الطاقة تشكل مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة لموسكو. ساعد التدفق المتجدد للأموال إلى روسيا، الروبل على تقليص بعض خسائره التي تكبدها منذ بداية 2023 وسط تدهور الأوضاع التجارية. أعادت الحكومة الروسية الشهر الماضي، فرض بعض القيود على رأس المال رغم اعتراضات البنك المركزي، حيث طالبت 43 مجموعة من شركات التصدير، بما في ذلك منتجي النفط الرئيسيين في البلاد، بيع عائدات المبيعات بالخارج، في السوق المحلية للروبل لضمان توافر المعروض من العملات الأجنبية.
ساعدت زيادة بيع المصدرين العملات الأجنبية لأن يصبح أكتوبر أفضل شهر للروبل منذ يونيو 2022، حيث ارتفع بنحو 5% مقابل الدولار. واصل الروبل ارتفاعه يوم الثلاثاء إلى أقل من 91 مقابل الدولار خلال التعاملات في موسكو للمرة الأولى منذ أواخر يوليو.