بلومبرغ
أنهت الأسهم الأميركية أقوى أسبوع لها منذ عام تقريباً، ولكن تكمن أسفل حالة التفاؤل المسيطرة على السوق مخاوف بشأن آفاق أرباح الشركات.
فمن بين الشركات التي أصدرت توقعاتها لأرباحها في موسم نتائج الأعمال الحالي للربع القادم وما بعده، يتزايد عدد الشركات التي تقدم تقديرات أقل من توقعات المحللين. أظهرت البيانات التي جمعتها بلومبرغ إنتليجنس أن مؤشر التوجيهات المستقبلية -الذي يقارن توقعات الشركات مع إجماع توقعات البنوك الأميركية الكبرى- انخفض مرة واحدة فقط منذ عام 2019.
قد ينظر المتفائلون حيال الأسهم إلى ذلك ويستنتجون أن هذه الإشارات التي تهتم بها الإدارات التنفيذية بالشركات ستكون في نهاية المطاف متحفظة للغاية، وهو ما يمهد الطريق لاستمرار التفاؤل في نهاية المطاف. لكن التفسير الأوقع هو أن الشركات تتبنى الحذر بهدوء بينما تتصارع مع التوقعات العالمية المثيرة للقلق والظروف المعاكسة للطلب الناجمة عن زيادات أسعار الفائدة القوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ملامح ضعف
قال آدم فيليبس، المدير الإداري لاستراتيجية المحافظ لدى "إي بي وليث أدفايزورس" (EP Wealth Advisors): "إذا كان هناك الكثير من التفاؤل بناءً على التوقعات المستقبلية، ثم بدأ ذلك فجأة في التحول، فهذا لا يبشر بالخير لأسعار الأسهم..ولكننا نلاحظ المزيد من الدلائل على بدء تشكل علامات ضعف نتيجة تشديد الظروف المالية وتوقعات الأرباح. وكان بعض المحللين أبطأ في التوصل إلى هذا الأمر".
يقدم نحو ربع الشركات المدرجة على مؤشر "إس أند بي 500" فقط توجيهات أرباح ربع سنوية، كما يقدمها ما يزيد قليلاً عن نصفها على أساس سنوي عادةً في قطاعات التكنولوجيا والقطاعات الاستهلاكية. توافقت أرباح معظم شركات التقنية الكبرى مع التوقعات أو تفوقت عليها، على الرغم من أن التقديرات جاءت متحفظة بشكل واسع بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض.
ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 5.9% الأسبوع الماضي بعد أن عززت بيانات الوظائف الأميركية -التي جاءت أضعف من المتوقع- الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من تشديد السياسة النقدية، كما زاد انخفاض عوائد سندات الخزانة.
تراجع مؤشر زخم توجيهات الأرباح
من جهة أخرى، يحوم مؤشر زخم توجيهات الأرباح -الذي يُحتسب بشكل جزئي من خلال نسبة التوقعات التي يتم رفعها، مقابل التي يتم خفضها- عند أدنى مستوى منذ الربع الأول، وباستبعاد تلك الفترة فهو عند أدنى مستوياته منذ 2019، حسبما تظهر بيانات بلومبرغ إنتليجنس.
يشير هذا التقلص إلى أن زيادة الأرباح التي كان المستثمرون يعولون عليها قد لا تحدث بالسرعة المتوقعة. وتشير بيانات بلومبرغ إنتليجنس إلى أن مؤشر "إس أند بي 500" يسير في طريقه نحو تحقيق نمو في الأرباح بنسبة 3.2% في الربع الثالث، ليوقف سلسلة انكماش في الأرباح دامت ثلاثة أرباع متتالية.
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الشركات تشعر بالقلق، بدءاً من الصراع الذي يشهده الشرق الأوسط، إلى التضخم العنيد، إلى عدم وضوح الرؤية بشأن الاقتصاد. ويتوقع نموذج الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التابع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الرابع إلى معدل سنوي 1.2%، مقارنة بنمو بلغ 4.9% في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر.
ويلاحظ محللو صناديق الاستثمار ذلك. فمنذ 6 أكتوبر، خفض المحللون توقعاتهم لنصيب الأسهم من الأرباح (EPS) للربع الرابع بنسبة 1.9%، وفقاً للبيانات التي جمعها "دويتشه بنك". علماً بأنه في هذا الوقت من موسم الأرباح، عادةً ما تتراجع توقعات موسم نتائج الأعمال المقبل بمتوسط 1%، وفق بيانات "دويتشه بنك" التي تعود إلى عام 2010.
يرى جوستين بورجين، مدير أبحاث الأسهم لدى "أميريبرايز فايننشال" (Ameriprise Financial) أن الثقة الضعيفة في توقعات أرباح الشركات هي السبب الرئيسي وراء التفاعل الضعيف مع نتائج أعمال الربع الثالث.
تجدر الإشارة إلى أن الشركات المدرجة على مؤشر "إس أند بي 500" والتي جاءت نتائج أعمالها أقل من توقعات المحللين، تخلف أداء أسهمها عن حركة المؤشر بنسبة 3.8% في المتوسط بعد يوم من ظهور النتائج، وهو أسوأ أداء خلال عام، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس".