بلومبرغ
يعتزم عدد قياسي من الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم إجراء طروحات عامة أولية، بعد صعود الأسهم الذي جعل الهند إحدى أكثر أسواق الإدراجات نشاطاً في العالم هذا العام.
حتى الآن في 2023، أجرت 184 شركة طرحاً أوّلياً في الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا، وهو أكبر من أي عام كامل آخر، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". أدرجت 30 شركة أسهمها بالبورصة في الهند خلال شهر أكتوبر، لتتفوق على الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ، وغيرها، بحسب ما توضحه البيانات.
لامست أكبر مؤشرات الأسهم الرئيسية في الهند مستويات قياسية في وقت سابق هذا العام، وسط ارتفاع الأرباح ونمو الاقتصاد، رغم بلوغ أسعار الفائدة أعلى مستوياتها منذ 2018. كما زاد طلب المستثمرين أيضاً في أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم؛ إذ ألقى تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بظله على توجهات المتعاملين هناك.
زيادة في نشاط الطروحات الأولية
قال أدارش رانكا، الشريك في "إس آر باتليبوي آند أسوشياتس" (S.R. Batliboi & Associates)، العضو في شركة "إرنست آند يونغ غلوبال" (EY Global) في الهند: "هناك زيادة في نشاط الطروحات الأولية، تقوده الحاجة إلى الوصول لأسواق رأس المال قبل الانتخابات الهندية العامة أو بعدها، وقوة النشاط الاقتصادي، وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، وتفاؤل المستثمرين الأجانب تجاه الهند".
حذّر محللو "جيفريز" (Jefferies) و"دي بي إس" (DBS) من أن المخاطر السياسية الناجمة عن انتخابات العام المقبل قد تلقي بظلالها على الأسهم الهندية، لتشتد الرياح المعاكسة للطروحات الأولية.
تراجع حصيلة الاكتتابات
أدت الأرباح المخيبة للآمال التي أعلنتها بعض الشركات الكبرى -التي تعد مؤشراً للسوق- إلى موجة بيع كثيفة في السوق الهندية، فيما أضرت مخاوف الحرب بين إسرائيل و"حماس"، وإبقاء أسعار الفائدة المرتفعة لمدة أطول في الولايات المتحدة، الطلب على الأصول الخطرة. فسحبت صناديق الاستثمار الأجنبية 1.5 مليار دولار خلال الأسبوع الذي انتهى في 27 أكتوبر، ما يعد أكبر سحب أسبوعي منذ سبتمبر 2022.
بينما بلغ عدد الطروحات الأولية في الهند مستوى قياسياً، انخفضت حصيلة الاكتتابات 15% على أساس سنوي إلى 4.9 مليارات دولار. ومع ارتفاع أسهم معظم تلك الشركات بعد بدء التداول عليها، فالطروحات الأضخم التي تمت العام الماضي -مثل تلك التي أجرتها شركة "لايف إنشورانس كوربوريشن أوف إنديا" للتأمين وشركة التوصيل الناشئة "ديلهيفري" (Delhivery)- كبدت المستثمرين خسائر بلغت 36% و17% على التوالي.
تتسم التوقعات حيال مصير الطروحات الجديدة بالتخبط. ففيما خفض مالك "هوناسا كونسيومر" (Honasa Consumer) -التي تضم علامات تجارية لمنتجات العناية الشخصية- حجم الطرح الأولي في الشهر الماضي،. وعلى الناحية الأخرى، بلغت نسبة تغطية الطرح الأولي لشركة "سيلو ورلد" (Cello World)، منتجة الأجهزة المنزلية والأدوات المكتبية والأثاث، البالغة قيمته 228 مليون دولار، بنحو 39 مرة بحلول اليوم الأخير من بناء أوامر طلبات الاكتتابات، الأربعاء الماضي.