"إل نينيو" الأعلى تأثيراً على زيت الطعام الأكثر استهلاكاً عالمياً

يدرس تجار زيت الطهي بدقة بالغة خرائط الطقس وبيانات الإنتاج لإندونيسيا بحثاً عن أدلة حول مدى خطورة تسبب ظاهرة "إل نينيو" في الجفاف في مناطق مزارع نخيل الزيت في أكبر موردة له في العالم.

تُستخدم زيوت النخيل المستخرجة في إندونيسيا في كل شيء بداية من قطع الحلوى إلى الصابون وأحمر الشفاه والوقود، كما أن الإمدادات المستقرة من زيت الطعام الأكثر استخداماً ضرورية للحد من تضخم أسعار الغذاء عالمياً. وعادة ما تحرق ظاهرة "إل نينيو" الجوية الأراضي الزراعية في جنوب شرق آسيا، مما يقلص إنتاج الزيت النباتي الذي يتسم بارتفاع محتواه من أحماض دهنية مشبعة.

إندونيسيا

تأثر إندونيسيا بذلك، والتي تمد العالم بنحو 60% من احتياجاته من زيت النخيل، سيتصدر المحادثات بين مئات المزارعين والتجار الذين يصلون جزيرة بالي الأسبوع الجاري للمشاركة في أحد أكبر مؤتمرات زيت الطهي في العام الحالي.

وفي حين أن ظروف الجفاف أشعلت فعلاً حرائق غابات ونشرت الضباب في منطقة جنوب شرق آسيا هذا العام، فإن التأثير على إنتاج زيت النخيل محدود نوعاً ما حتى الآن، مع انحسار هطول الأمطار بصورة أقل مقارنة بحالات سابقة مشابهة.

أشار جوليان ماكجيل، خبير اقتصاد زراعي ومدير عام شركة "غلينوك إيكونوميكس" للخدمات الاستشارية، إلى إنه بداية من الآن "من المرجح أن يتضرر خُمس الإنتاج الإندونيسي بسبب الجفاف، وأن يسفر هذا عن عدم تحقيق نمو اقتصادي في السنة المقبلة في إندونيسيا، لكنه حتى الآن لا يكفي للتسبب في تدهور الإنتاج بدرجة كبيرة. نحتاج لمواصلة مراقبة نقص رطوبة التربة".

زيت النخيل يسجل أقل سعر في 3 شهور وسط قوة الإنتاج وضعف الطلب

في ماليزيا المجاورة، التي تزود العالم بربع الإنتاج، يعتبر المحصول منخفضاً بشدة فعلاً نظراً لأن مشكلات العمالة عرقلت عمليات صيانة المزارع وأعاقت أعمال الحصاد، بحسب ماكجيل، الذي أضاف أن ذلك سيقلص الاضطرابات الناجمة عن الظروف الجوية الصعبة.

وفي حين أن نخيل الزيت عادة ما يصمد في مواجهة نوبات قصيرة من الجفاف والفيضانات، فإنه يتضرر من جفاف الطقس لفترة زمنية طويلة، وتلحق به الأضرار بالغة القسوة بعد 12 شهراً فقط. يفاقم العدد المقلق للأشجار القديمة وغير المنتجة من مخاطر نقص المعروض، والتي يمكن أن تضر أكثر بالمحصول إذا لم تُعالج بسرعة.

الأسعار

رغم ظهور ظاهرة "إل نينيو"، هبطت الأسعار بنسبة 11% العام الحالي وتراجعت للنصف تقريباً مقارنة بمستوى قياسي يتجاوز 7200 رينغيت (1508 دولارات) للطن في الأيام التالية لغزو روسيا لأوكرانيا السنة الماضية. من المقرر أن يطرح دوراب ميستري من شركة "غودريج إنترناشيونال" (Godrej International ) والمدير التنفيذي لشركة "أويل وورلد" (Oil World ) توماس ميلكي توقعاتهما للأسعار يوم الجمعة.

وتلوح في الأفق الظروف الجيوسياسية وأسعار الوقود الأحفوري وحربي أوكرانيا والشرق الأوسط من حيث كونها عوامل مؤثرة. ويميل صعود أسعار المواد البترولية إلى تحفيز الطلب أكثر على الوقود المشتق من المحاصيل الزراعية على غرار النخيل وفول الصويا. وتقوم إندونيسيا بمهمة زيادة استخدام زيت النخيل في الديزل إلى 35% العام الحالي. قد ترفع زيادة هذا الخليط إلى 40% أو أكثر، أو استخدام النخيل في وقود الطائرات، الأسعار بدرجة أكبر.

على جانب الطلب، بغض النظر عن توقعات كبرى البلدان المستوردة، وهما الهند والصين، سيركز التجار على التهديدات الناجمة عن لوائح مكافحة إزالة الغابات في الاتحاد الأوروبي. أمام شركات زيت النخيل حتى نهاية 2024 للامتثال لخطة الاتحاد الأوروبي لحظر واردات المواد الخام المنتجة على الأراضي التي أُزيلت منها الغابات حديثاً، بجانب مهلة أخرى مدتها 6 شهور للشركات الصغيرة. وتُناقش الأسئلة المتعلقة بتأثير ذلك على الملايين من أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة.