بلومبرغ
انسحبت أستراليا للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر من محادثات مع الاتحاد الأوروبي، تستهدف التوصل لاتفاق تجارة حرة.
قال وزير التجارة الأسترالي دون فاريل في بيان أمس الأحد من أوساكا، حيث التقى بممثلين أوروبيين على هامش اجتماع مجموعة السبع: "لم نتمكن من إحراز تقدم" في المحادثات مع أوروبا. وأضاف: "ستستمر المفاوضات، وآمل أن نوقع يوماً ما على اتفاق يفيد أستراليا وأصدقاءنا الأوروبيين".
الزراعة حجر عثرة
يعمل الجانبان على إبرام اتفاقية للتجارة الحرة منذ أكثر من خمس سنوات. رغم وجود توافق واسع النطاق في معظم المجالات، فإن بعض القضايا الزراعية المتبقية تهدد بإخراج الاتفاقية بأكملها عن مسارها.
وتضغط أستراليا من أجل زيادة وصول لحوم البقر والضأن والسكر إلى السوق الأوروبية، في حين يريد الاتحاد الأوروبي وضع حد لاستخدام بعض المواقع الجغرافية على منتجات مثل البروسيكو والفيتا.
وقالت المفوضية في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "تأسف المفوضية الأوروبية لعدم إحراز تقدم خلال المحادثات في أوساكا. أعاد الجانب الأسترالي طرح المطالب الزراعية التي لا تعكس المفاوضات الأخيرة والتقدم المحرز بين كبار المسؤولين. والمفوضية الأوروبية مستعدة لمواصلة المفاوضات".
واعتبرت المحادثات في اليابان الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب، إذ حذر الجانبان سابقاً من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق الآن قد يؤخره لأشهر أو حتى سنوات. وبعد انسحاب فاريل والأستراليين من الجولة الأخيرة من المفاوضات في يوليو، لم يقتنع الجانبان تماماً بإمكان التوصل إلى اتفاق، رغم وجود تفاؤل حذر إزاء تحقيق هذه الغاية في نهاية المطاف.
وفي إشارة إلى أن وجود توقعات بأن الاتفاق جاهز للتنفيذ، أرسل الاتحاد الأوروبي مفوض الزراعة يانوش فويتشيكوفسكي إلى اليابان للمشاركة في المحادثات.
وقال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس للصحفيين في أوساكا يوم السبت إن الاتفاق مع أستراليا "في المتناول" مع بقاء بعض العقبات. وقال فاريل لوسائل الإعلام الأسترالية في وقت سابق من أمس الأحد، إنه تحدث مع الوفد الفرنسي في مطلع الأسبوع في أوساكا لمحاولة التوصل إلى انفراج.
رغبة قوية في التوصل لاتفاق
هناك سبب وجيه لدى الجانبين للتوصل إلى اتفاق. فبالنسبة لأستراليا، تحتاج حكومة حزب العمال التي تنتمي إلى تيار يسار الوسط إلى إنجاز، بعد الهزيمة الثقيلة في الاستفتاء الوطني الذي دعمته لإنشاء هيئة استشارية للسكان الأصليين. وتعرضت لانتقاد شخصيات معارضة لعدم تركيزها بشكل كافٍ على الاقتصاد، ومن شأن اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا أن تتعارض مع هذه الرواية.
ومن ناحية أخرى، تحتاج إدارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تحقيق نصر تجاري بعد المحاولة الفاشلة مع الولايات المتحدة لإزالة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. كما أنها تواجه صعوبة في إبرام اتفاق مع كتلة "السوق المشتركة الجنوبية" المعروفة باسم "ميركوسور"، والتي تضم البرازيل، والأرجنتين، وباراغواي، وأوروغواي.