مبيض لـ"الشرق": لهذه الأسباب لن يتحرك الفيدرالي الأمريكي لتحجيم أسعار العائد

time reading iconدقائق القراءة - 5
علياء مبيض كبيرة الاقتصاديين في الشرق الأوسط لدى جيفريز مع الإعلامية صبا عودة - المصدر: بلومبرغ
علياء مبيض كبيرة الاقتصاديين في الشرق الأوسط لدى جيفريز مع الإعلامية صبا عودة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

قالت علياء مبيض، كبيرة الاقتصاديين في الشرق الأوسط لدى "جيفريز" إنه من المبكر الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتدخل لتحجيم تحركات أسعار العائد على سندات الخزانة التي ارتفعت الأسبوع الماضي لأعلى مستوى على مدار عام، ورأت أن استفادة الأسواق الناشئة من هذه الأوضاع تواجهها عدة تحديات، ولم تستبعد أن تتبع أبوظبي وقطر خطى السعودية وتصدر سندات ذات عوائد سلبية مقومة باليورو أيضاً.

3 أسباب للتوقعات بعدم تحرك الفيدرالي

وحددت مبيض في لقاء مع الإعلامية صبا عودة على قناة "الشرق للأخبار" 3 أسباب لاستبعاد تدخل الاحتياطي الفيدرالي لتحجيم ارتفاعات أسعار العائد.

1- طبيعة التحرك في العوائد التي حدثت، حيث جاءت على أساس إفراط في التفاؤل بتعافي الاقتصاد العالمي

2- لم نر أية انعكاسات سلبية على الأسواق المالية بشكل عام، فالتذبذبات التي شهدناها في سوقي الأسهم والسندات تبقى في الهوامش المقبولة، وتعد تصحيحا طبيعياً لما رأيناه- خاصة في سوق الأسهم- من ارتفاعات قوية، وهو ما أظهره مؤشر بلومبرغ الذي يقيس ظروف الأعمال في الولايات المتحدة.

3- احتمالات تأثير هذه الارتفاعات على الاقتصاد الحقيقي الأمريكي ضئيلة جداً، لأن العوامل التي ستدفع ارتفاع النمو في المرحلة المقبلة لا ترتبط مباشرة بالاقتراض المصرفي وإنما بإعادة فتح قطاع الخدمات، وهو يعتمد بشكل أكبر على مستوى الادخار لدى المستهلك والأسر الأمريكية، ولأن قرار الإدارة الأمريكية بوضع التحفيز المالي موضع التنفيذ، وقد يعاد النظر في بعض مكونات البرنامج المالي لإدارة بايدن إذا تواصلت ارتفاعات أسعار العائد.

وأوضحت أن الأسواق ترى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قادر على المواءمة بين ارتفاع النمو من جهة والحد من التضخم، كما أن المسؤولين في الفيدرالي لا يظنون أن ذلك لا يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.

تحديات الأسواق الناشئة

على جانب آخر، أكدت على ضرورة العودة للتفكير في التحديات الأساسية التي تواجهها البلدان الناشئة الآن وهي:

1- قدرة الأسواق الناشئة على إعادة التعافي لاقتصادها وتخطي آثار الجائحة، فقد شهد عدد كبير من البلدان في الربع الأخير من العام الماضي 2020 تعافياً واضحاً وانخفاضاً في حدة الانكماش الاقتصادي وهو ما سيستمر.

2- الضغوط التضخمية التي ستعود بعد التعافي الاقتصادي التدريجي، لاسيما مع العوامل الخارجية المرتبطة بارتفاع أسعار المشتقات النفطية وأسعار الأغذية والتي ستؤثر على التضخم في عدد كبير من البلدان، لذلك ستبدأ البنوك المركزية في عدد كبير من البلدان الناشئة في التفكير في رفع أسعار الفائدة تدريجيا وليس بشكل مباشر.

3- ارتفاع الفوائد العالمية على المدى المتوسط، فهناك ضعف في عدد كبير من البدان النامية أقل ارتباطا بميزان المدفوعات، ولكن يرتبط أكثر بمستوى الديون التي زادت بشكل كبير في العام الماضي، وهناك احتياجات كبيرة لإعادة التمويل في 2021، مما سيؤثر على بعض البلدان لا سيما التي لديها احتياجات تمويلية كبيرة والمنكشفة على ارتفاعات أسعار النفط خاصة.

المصدرون بالشرق الأوسط

وبالنسبة لمصدري الديون في الشرق الأوسط، تعد السعودية آخر طرح، ووصلت إلى أسعار سلبية على سندات اليورو، بينما كانت سلطنة عمان أولى دول الخليج التي وصلت إلى أسواق الديون في 2021.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في الشرق الأوسط لدى "جيفريز" إنه ستكون هناك عودة حذرة للشهية للأسواق الناشئة، ولو استمر استقرار الفائدة الأمريكية ستعود البلدان التي أعلنت عن خطط إصدارات من قبل، فقطر الآن في جولة تسويق، وأبوظبي قالت إنها تريد إصدار سندات، حتى السعودية ستعود للأسواق في النصف الثاني من العام، حيث يتوقع منها إصدارات بقيمة 15 مليار دولار خلال العام الحالي، كما أن عمان أمّنت قرضا بقيمة 2.2 مليار دولار، بالإضافة للإصدار الذي تم في يناير، ومن المنتظر أن تعود بإصدار صكوك، فضلا عن إصدارات متوقعة لشركة النفط التي أسستها مؤخراً.

وتابعت علياء مبيض: "ننتظر إصدارات أخرى من مصر والمغرب، فيما وافقت الأردن مؤخراً على موازنة 2021 وتريد إصدار حوالي مليار دولار، إلا أننا نفضل الآن سندات البلدان النفطية في ظل ارتفاع الأسعار من جهة وتلك التي تقوم بإصلاحات هيكلية أساسية مثل عمان.

وتوقعت مبيض أن تتمكن أبوظبي وقطر من السير على خطى دبي وإصدار سندات مقومة باليورو ذات فوائد سلبية.

تصنيفات