الأسهم الأميركية ترتفع وسط جهود وقف الحرب الإسرائيلية

ارتفعت الأسهم الأميركية وانخفضت أسعار السندات وسط جهود دبلوماسية تسعى إلى منع الحرب الإسرائيلية على غزة من التوسع والتحول إلى صراع إقليمي. وانخفضت أسعار النفط بعد صعودها الأسبوع الماضي.

صعد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.1%، مع استعداد المستثمرين لاستقبال مجموعة من تقارير أرباح الشركات. وقفزت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، مرتفعة 9 نقاط أساس إلى 4.7%، بينما تراجع الدولار وفقدت عملة "بتكوين" بعض مكاسبها بعد صعودها بنسبة تصل إلى 10% مع إعلان شركة "بلاك روك" أن طلبها تأسيس صندوق مؤشرات متداول يستثمر مباشرة في العملة المشفرة مازال قيد المراجعة. وانخفضت قيمة الشيكل الإسرائيلي إلى أدنى مستوى منذ 8 أعوام.

اقرأ أيضا: شائعة بحصول "بلاك روك" على رخصة صندوق متداول تُخرج "بتكوين" من سباتها

انحسرت محاولة وول ستريت للبحث عن ملاذ آمن، مع دراسة الرئيس جو بايدن القيام برحلة إلى إسرائيل في محاولة لمنع الحرب من الانتشار. وعاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل أيضاً للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد إجراء محادثات مع الحكومات العربية. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفياً مع قادة مصر وسوريا وإيران والسلطة الفلسطينية، وقال الكرملين إن هناك "رأي بالإجماع" على ضرورة وقف إطلاق النار. وتحدث بشكل منفصل مع نتنياهو.

قال إيان لينغن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "إن حركة الأسعار لا تعكس تحسناً في توقعات المستثمرين بشأن الحرب الإسرائيلية، بل تعكس غياب أي تصعيد كبير".

موسم إعلان الأرباح

بعيداً عن السياسة الخارجية، سيركز المستثمرون أيضاً على نتائج أعمال الشركات هذا الأسبوع. وتضعف توقعات الأرباح ويمكن أن تظل ضعيفة، وفقاً للمحللين من "مورغان ستانلي" و"جيه بي مورغان تشيس" وبنوك أخرى.

مع بدء موسم إعلان نتائج الأعمال، قال مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" إن اتساع مراجعة توقعات الأرباح (في إشارة إلى عدد الشركات التي تشهد مراجعة توقعات أرباحها بالرفع مقارنة مع المراجعة بالخفض) للشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قد انخفض بشدة خلال الأسبوعين الماضيين. ويظهر مؤشر "سيتي غروب" لمراجعة الأرباح أن المراجعة بالخفض قد تجاوزت المراجعة بالرفع لمدة أربعة أسابيع متتالية قبل موسم الإعلان عن الأرباح. ويتوقع المحلل الاستراتيجي ميسلاف ماتيجكا من "جيه بي مورغان" أن يستمر الوضع على ما هو عليه.

ومع ذلك، تظهر حركة أسعار الأسهم أن موسم إعلان الأرباح "بدأ بداية جيدة"، إذ تفوقت شركات مؤشر "رَسل 1000" ، التي تجاوزت التقديرات، على ثاني أعلى معدل في العام ونصف العام الماضيين، وفقاً لمحللي شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets).

اقرأ أيضا: "وول ستريت" تدق ناقوس الخطر بشأن تدهور توقعات أرباح الشركات

عمالقة التكنولوجيا

المستثمرون الذين يتطلعون إلى موسم الإعلان عن الأرباح للحصول على جرعة من الأخبار الجيدة يعلقون آمالهم على مجموعة مألوفة: هي شركات التكنولوجيا العملاقة.

تمثل أكبر خمس شركات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (أبل، ومايكروسوفت، وألفابت، وأمازون، وإنفيديا) حوالي ربع القيمة السوقية للمؤشر. ومن المتوقع أن تقفز أرباح هذه الشركات بنسبة 34% في المتوسط عن العام السابق، وفقاً لتقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

في أثناء ذلك، يقوم الاستراتيجيون في شركة "بلاك روك" بتعديل سياستهم التي تعطي وزناً أقل للاستثمار في سندات الخزانة، وإن لم يكن بدرجة تكفي لإعطاء إشارة شراء إذ أن الارتفاع المستمر في عوائد السندات لأجل 10 سنوات يعد بتحقيق تقلبات يمكن أن تحرك السوق صعوداً أو هبوطاً.

وقالت شركة إدارة الأصول في مذكرتها البحثية الأسبوعية التي نشرت يوم الإثنين: "نحن نتحول إلى موقف محايد من الناحية التكتيكية تجاه سندات الخزانة طويلة الأجل، حيث تراهن الأسواق على ارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة، لكننا نظل مع تخفيض الوزن النسبي لها من الناحية الاستراتيجية. فعوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً تظهر أنها عدلت كثيراً -لكننا لا نعتقد أن العملية قد انتهت".

في الأخبار الاقتصادية، تراجع مؤشر لنشاط المصانع في ولاية نيويورك في أكتوبر، مما يعكس تراجعاً في الطلب. وكرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر التعليقات التي أدلى بها الأسبوع الماضي مؤكداً أن البنك المركزي يمكنه الحفاظ على سعر الفائدة المعياري ثابتاً طالما لم يكن هناك تحول كبير في البيانات الاقتصادية.

ويراقب البنك المركزي الأوروبي سعر النفط لرصد أي تأثير تضخمي للصراع بين إسرائيل وحماس، حسبما قالت الرئيسة كريستين لاغارد لوزراء مالية منطقة اليورو، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.