بلومبرغ
صعدت الأسهم الآسيوية كما قفزت سندات الخزانة بعد التعليقات الصادرة عن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة، والتي دعمت التكهنات بأن البنك المركزي الأميركي قد يُبقي على المعدلات الحالية دون تغيير حتى نهاية العام.
قفز مؤشر الأسهم الآسيوية بأكبر نسبة خلال ستة أسابيع مع ارتفاع المؤشرات القياسية لدول المنطقة. وتفوقت الأسهم اليابانية على المنطقة الأوسع نطاقاً بعد تسجيلها مكاسب تفوق 2%. كما صعدت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية عقب صعود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.6% يوم الاثنين. وتأتي هذه التحركات بينما يضع المستثمرون الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس في اعتبارهم لتقييم تأثيراته المحتملة.
ارتفعت سندات الخزانة، مع تراجع العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 16 نقطة أساس إلى 4.63% يوم الثلاثاء. كما انخفض العائد على السندات لأجل عامين -الحساسة لتحركات السياسة النقدية- بنحو 16 نقطة أساس، حيث عزز المستثمرون رهاناتهم على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير حتى نهاية عام 2023. وتراجعت عائدات السندات الأسترالية والنيوزيلندية كذلك.
عوائد سندات الخزانة الأميركية
قال نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، إن المسؤولين يمكن أن "يواصلوا عملهم بحذر" بعد الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة، فيما يرى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، أن الارتفاع في عوائد السندات طويلة الأجل قد يعني تقليل الحاجة إلى مزيد من التشديد.
من جانبه، رجح هيديوكي إيشيجورو، كبير الاستراتيجيين في مؤسسة "نومورا أسيت مانجمنت": "تلقي الأسهم دفعة بفضل اللهجة المخففة حول التشديد النقدي في أميركا وأوروبا. كما أن عدم وجود ذعر في السوق بسبب القتال بين حماس وإسرائيل يؤدي بدوره إلى ارتياح المستثمرين".
وفي نهاية الأسبوع الماضي، عزز المتداولون رهاناتهم على رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، حيث أظهرت البيانات ارتفاع التوظيف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في سبتمبر. لكن هذه التوقعات تغيرت يوم الاثنين بعدما قلص مسؤولو البنك المركزي التكهنات حول تطبيق زيادة أخرى على سعر الفائدة في عام 2023.
أداء العملات والنفط
على صعيد العملات، استقر الدولار الأميركي بعد صعوده في وقت سابق مع تراجع احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية مرة أخرى. فيما صعد سعر اليوان خارج الصين.
ومع ذلك، فإن التوترات في الشرق الأوسط قد تتصاعد أكثر بعدما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز": أن جنرالاً أميركياً كبيراً حذر إيران من "عدم التورط" في الصراع بين إسرائيل وحماس.
في الوقت نفسه، تراجع سعر النفط في آسيا بعدما سجل أكبر زيادة خلال ستة أشهر يوم الاثنين عقب هجوم حماس، وواصل الذهب صعوده لليوم الثالث.
بماذا نوصي المستثمرين؟
وفقاً لسوليتا مارسيلي، مديرة الاستثمار في الأميركتين بمؤسسة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management) يأتي الصراع الأخير في الشرق الأوسط في وقت تسود فيه المخاوف الجيوسياسية المستمرة، حيث تواجه الأسواق أيضاً فترة من النمو الاقتصادي العالمي المعتدل.
وأضافت مارسيلي: "في ظل هذه الخلفية، نواصل تفضيل الدخل الثابت على الأسهم". "إننا نرى صورة أفضل للمخاطر والمكافآت بالنسبة للدخل الثابت، ونوصي المستثمرين بالتفكير في شراء سندات عالية الجودة في نطاق استحقاق يتراوح بين خمس وعشر سنوات. نتوقع المزيد من تباطؤ التضخم وتباطؤ النمو العالمي".