ارتفاع أسعار السجائر يلقي بظلاله على توقعات التضخم في مصر

%50 زيادة في الأسعار منذ مارس ..والتبغ يزيد وزنه عن 4% في سلة التضخم المصرية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الشركة الشرقية للدخان في مصر \"إيسترن كومباني\" - المصدر: بلومبرغ
الشركة الشرقية للدخان في مصر "إيسترن كومباني" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتطلب إدراك وطأة التضخم ومشاكل العملة الصعبة في مصر، إلقاء نظرة على العملاء وهم يقفون في طابور أمام أحد الأكشاك بالقاهرة، ويتزاحمون بغية شراء علبة من السجائر.

في دولة يوجد بها 18 مليون مدخن، دفعت التكهنات بشأن الارتفاع الوشيك للأسعار، التجار إلى تخزين منتجات السجائر في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي أدى بدوره إلى نقصها وارتفاع غير مسبوق بأكثر من 50% في أسعار السجائر منذ مارس.

رغم أن وزنه يزيد قليلاً عن 4% في سلة التضخم في مصر، فقد أصبح التبغ إلى جانب الغذاء- مساهماً رئيسياً في نمو الأسعار الذي وصل إلى أرقام قياسية طوال فصل الصيف. يؤدي الارتفاع الشديد إلى وضع قيود أمام التوقعات الخاصة بالتضخم الذي يتجاوز الآن 37% على أساس سنوي. كان العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن يصل التضخم إلى ذروته قبل أشهر.

في اقتصاد يعاني من صدمات السلع المستوردة من الخارج وتطارده مخاوف من خفض آخر لقيمة العملة، فإن أزمة التبغ تثير الحسرة في نفوس المصريين، بسبب تفشي ندرة السجائر، ويتولى أمرها في كثير من الأحيان، موزعون أو تجار تجزئة لرفع الأسعار.

"S&P" تتوقع خفض الجنيه وتفاقم التضخم في مصر خلال 2023

قال محمد أبو باشا، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لدى المجموعة المالية "هيرميس" ومقرها في القاهرة :"كنا نتوقع أن يصل التضخم إلى ذروته في يونيو، وهو ما لم يتحقق، وقد نبع خطأ توقعاتنا في المقام الأول من الارتفاع الحاد في أسعار التبغ، وهذا الصعود طغى على الاتجاه المتباطئ إلى حد ما في التضخم الشهري".

نقص الدولار يؤثر على إنتاج السجائر

يتم تحديد أسعار التبغ غالباً من جانب الحكومة ويتم إدارتها من خلال شركة الشرقية "إيسترن كومباني"، التي كانت حتى وقت قريب خاضعة لسيطرة الدولة بالكامل. رفعت الشركة الأسعار في أبريل ما بين 10% إلى 11%، مما أثار حالة من الاضطراب إزاء رفع الأسعار. كما هو الحال مع السلع الأساسية مثل القمح، الذي تعد مصر واحدة من أكبر مشتريه في العالم، تستورد القاهرة الدخان الخام ولكنها تنتج السجائر محلياً.

تعكس الأزمة في قطاع الصناعة، أيضاً نقص الدولار الذي يضغط على الاقتصاد البالغ حجمه 470 مليار دولار لأكثر من عام. قد يتطلب الوضع خفضاُ كبيراً جديداً في قيمة العملة للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة، لكن مثل هذه الخطوة تظل أكبر خطر على التضخم.

زيادة جديدة بأسعار السجائر الشعبية في مصر

قال ألين سانديب، مدير الأبحاث لدى شركة "النعيم القابضة" في القاهرة، إن قلة توافر العملات الأجنبية، تؤثر على إنتاج بعض السجائر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تجار الجملة يتكهنون بشأن زيادة ضريبة القيمة المضافة ونتيجة لذلك يحتفظون بمخزونهم، بل إنهم قد يرفعون الأسعار مقدماً.

الإمارات تدخل سوق السجائر بمصر

قامت إيسترن كومباني، التي اشترت شركة استثمار إماراتية، مؤخراً حصة 30% فيها مقابل 625 مليون دولار، بزيادة الإنتاج مرتين في الأسابيع الأخيرة في محاولة لكبح جماح الأسعار. تلقي الشركة باللوم على بعض التجار في التلاعب بالعملاء. توصلت الشركة الإماراتية إلى اتفاقيات مع البنوك لتوفير 150 مليون دولار لتمويل واردات المواد الخام. لم تشعر أكشاك بيع السجائر في القاهرة بتأثير ذلك بعد.

السجائر في مصر بقبضة السوق السوداء.. قفزة بالأسعار وشح بالمعروض

"أنت تغضب مني، وتصرخ في وجهي، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟"، هكذا قال بائع يدعى أحمد للعملاء في حي المعادي الراقي مساء أحد الأيام في الآونة الأخيرة. أوضح البائع الذي رفض ذكر اسمه الكامل حتى يتمكن من التحدث بحرية، أن اكتناز الموزعين للمخزون ورفع الأسعار، يجبره على تمرير التكاليف.

قال أبو باشا:" في حين تشير أدلة غير مؤكدة إلى أن الأسعار تتجه نحو التراجع، إلا أن المضاربات لم تتضاءل تماماً، ولا يمكن استبعاد تحريك الأسعار ولكن بوتيرة أقل".

تصنيفات

قصص قد تهمك