بلومبرغ
ارتبطت إحدى الشركات اليابانية بموجة صعود العملات المشفرة بشكل لا مثيل له، و يفوق غيرها من الشركات. وتزامن تحسُّن أداء سهم "مونيكس غروب" (Monex Group Inc) مع صعود البتكوين، فقد تضاعفت أسعار أسهم الشركة ثلاث مرات منذ بدء موجة ارتفاع العملة المشفرة في أكتوبر الماضي.
وتمتلك شركة السمسرة اليابانية منصة "كوينتشيك" لتداول العملات المشفرة (crypto exchange Coincheck Inc) التي ارتفعت أرباحها بالتزامن مع تدفُّق العملاء على شراء الأصول المشفرة.
وقال الرئيس التنفيذي أوكي ماتسوموتو: "بدأ الناس إعادة تقييمنا" من خلال إدراك أنَّ "مونيكس" لا تعتمد فقط على نشاط وساطة التداولات في البورصة، فقد ذكر الشريك السابق في "غولدمان ساكس غروب" في مقابلة يوم 18 فبراير: "لقد كان سهم الشركة يتداول بأقل من قيمته الحقيقية".
وأقبل المستثمرون على شراء أسهم الشركات المرتبطة بشكل وثيق بالعملات المشفرة حول العالم، بدءاً من شركة تعدين البتكوين الأمريكية "ماراثون بيشنت غروب" إلى شركة "أونلاين بلوكتشين" في بريطانيا، وذلك بالتزامن مع تضاعف سعر بتكوين خمس مرات خلال العام الماضي وسط تدفق أموال التحفيز التي ضخَّها النظام المالي العالمي خلال جائحة كورونا.
3 أضعاف القيمة
وحتى مع تراجع السهم بالتزامن مع عمليات البيع التي شهدها بتكوين في الأيام الأخيرة، يظل سهم "مونيكس" الأعلى بين الأسهم المدرَجة في مؤشر شركات الأوراق المالية اليابانية، إذ يزيد سعر السهم عن ثلاثة أضعاف قيمته الدفترية.
وانخفض السهم 6.4 % بالتداولات الصباحية في بورصة طوكيو صباح اليوم الأربعاء ليقلص مكاسبه إلى 136 % منذ بداية العام، ويبقى صاحب ثاني أفضل أداء بين أسهم مؤشر "توبيكس" القياسي.
وكتب تاكايوكي هارا المحلل في "إس إم بي سي نيكو" في مذكرة بحثية بتاريخ 22 فبراير: "ارتفعت أرباح "كوينتشيك" بشكل حادٍّ" مما أدَّى إلى زيادة السعر المستهدف لسهم "مونيكس"، وأضاف: "أدَّى ارتفاع سعر بتكوين إلى تحفيز نشاط التداول، وتشجيع المزيد من المستثمرين الأفراد على الدخول إلى موجة الصعود".
وفي إطار سعيها لتنويع أعمالها اتجهت "مونيكس" إلى العملات المشفرة وسط المنافسة الشديدة التي تشهدها أعمال الوساطة المالية التقليدية، فقد اشترت "كوينتشيك" في العام 2018 في الوقت الذي شهد فيه السوق مرحلة إعادة ترتيب الأوراق بعد تراجعات حادَّة، وقد حصلت على ترخيص التداول منذ عامين.
وقال ماتسوموتو، إنَّ نمو أعمال الشركة في الوقت الحالي يعتمد على "ثلاث ركائز أساسية"، وهي نشاط العملات المشفرة، وخدمات الوساطة المالية محلياً، وعمليات التداول في الولايات المتحدة.
ووفقاً لإفصاحات الشركة، فقد حقَّق قطاع الأصول المشفرة أرباحاً قبل خصم الضرائب بقيمة 2.4 مليار ين (23مليون دولار) في الربع المنتهي في 31 ديسمبر، ليعوِّض خسائره خلال العام الماضي، ويساهم بنصف أرباح المجموعة.
رأي بلومبرغ إنتليجنس
حقَّقت أسهم "مونيكس"، و"ريميكسبوينت" منذ بداية العام مكاسب تفوق "إس بي أي"، و"جي إم أو فاينانشال"، وباقي الأسهم اليابانية المرتبطة بالبتكوين، مما يرجع بشكل كبير إلى الأداء القوي لمنصات تداول "كوينتشيك"، و"بي أي تي بوينت". لكنَّ المنافسة أصبحت أكثر شراسة، إذ يقدِّم وسيط التداول عبر الإنترنت "إس بي أي" مجموعة واسعة من خدمات العملات الرقمية، كما تسعى المزيد من منصات التداول العالمية إلى دخول السوق الياباني.
فرانسيس تشان كبير محللي بلومبرغ إنتليغنس
في حين قال ماتسوموتو البالغ من العمر 57 عاماً، إنَّه من الصعب استمرار نمو أرباح "كوينتشيك"، كما استبعد أن يتكبَّد القطاع خسائر حتى مع تراجعات السوق في ظل استراتيجية الشركة التي اعتمدت خلال السنوات الماضية على خفض التكاليف، وما اتخذته من خطوات أخرى.
وقال كينغو ساكاغوتشي المحلِّل في وكالة التصنيف الائتماني اليابانية الذي أعطى "مونيكس" تصنيفاً ائتمانياً عند BBB بدرجتين استثماريتين أعلى من التوصية بعدم الاستثمار: "اذا أصبحوا قادرين على الوصول لحجم جيد من طلبات العملاء لتداول العملات الرقمية حتى لو تباطأ أداؤها بشكل عام، سيكونوا قد نجحوا فعلياً في تنويع إيراداتهم".