صندوق الاستثمارات العامة يسيطر على كبرى شركات الحديد السعودية

الصندوق دفع 3.3 مليار دولار مقابل 100% من "حديد" المملوكة لـ"سابك" التي استحوذت بدورها على "حديد الراجحي" بالكامل

time reading iconدقائق القراءة - 9
لفائف من الحديد من انتاج الشركة \"السعودية للحديد والصلب\" (حديد) - المصدر: بلومبرغ
لفائف من الحديد من انتاج الشركة "السعودية للحديد والصلب" (حديد) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

دخل "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي بقوة في صناعة الحديد والصلب في السعودية عبر ضمّه إلى محفظته أكبر شركة لصناعة الحديد في المملكة، "حديد"، التي استحوذت بدورها على شركة "حديد الراجحي" بالكامل، حيث يتجاوز إجمالي إنتاج الشركتين 7.5 مليون طن سنوياً؛ بما "سيؤدي لإنشاء أكبر كيان لصناعة الحديد في الوطن العربي"؛ بحسب وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف تعقيباً على الصفقة.

أعلن الصندوق عن استحواذه على "السعودية للحديد والصلب" (حديد) المملوكة بالكامل للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في صفقة قالت "سابك" إن قيمتها بلغت 12.5 مليار ريال (3.3 مليار دولار)، في وقت أعلن فيه الصندوق أيضاً عن استحواذ "حديد" على شركة الراجحي للصناعات الحديدية (حديد الراجحي) من شركة "الراجحي للاستثمار"، مقابل زيادة رأس المال والاكتتاب على حصص جديدة في شركة "حديد".

جاء الإعلان عن الصفقتين في بيان أصدره صندوق الاستثمارات العامة اليوم الأحد، حيث أشار فيه إلى أن الصفقتين ستدعمان جهوده في المساهمة بتنمية الصناعة المحلية وتلبية الطلب المحلي المتزايد على منتجات الحديد في قطاع التشييد والبناء والمركبات، والمرافق الخدمية، والطاقة المتجددة، والنقل، والخدمات اللوجستية، وذلك بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وقال يزيد الحميّد، نائب المحافظ ورئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "صندوق الاستثمارات العامة" في البيان، إن الصفقتين ستعملان على "الجمع بين القدرات المالية للصندوق وخبراته الاستثمارية في القطاع، مع الخبرات التقنية والتجارية لشركتي (حديد الراجحي) و(حديد)، مما يسهم في تطوير منظومة ريادية وطنية في قطاع الحديد"، مضيفاً أن ذلك يتماشى مع دور الصندوق في إيجاد شراكات استراتيجية تسهم في تمكين القطاع الخاص.

"سابك" تبيع "حديد" لتركز على البتروكيماويات

إن توسّع صندوق الاستثمارات العامة في قطاع التعدين محلياً يتزامن مع توسعه عالمياً أيضاً، حيث كان قد دخل أواخر يوليو الماضي في مشروع مشترك مع شركة التعدين العربية السعودية "معادن" لشراء 10% في وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة "فالي" (Vale SA) البرازيلية، في صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار، علماً أن "فالي" تعتبر أكبر شركة تعدين في البرازيل، وقد منحت السعودية بموجب تلك الصفقة مصالح في مناجم لإنتاج النحاس والنيكل ومعادن صناعية أخرى، من إندونيسيا إلى كندا.

أشارت "سابك" في بيان نُشر على موقع "تداول" إلى أن سبب بيعها لشركة "السعودية للحديد والصلب" التي تأسست عام 1979، التي تنتج نحو 6 ملايين طن متري من الفولاذ سنوياً، يعود إلى أن "حديد" متخصصة في تصنيع منتجات الصلب، وهي اليوم لا تُشكّل جزءاً من الأعمال الأساسية لـ"سابك" التي تركز على الصناعات البتروكيماوية؛ ولذلك؛ فإن الصفقة -بحسب البيان- "ستمكّن (سابك) من التركيز على أعمالها الأساسية وتحسينها.. لتحقيق رؤيتها بأن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في مجال البتروكيماويات".

أضافت "سابك" أنه وفقاً للقيمة العادلة لصافي أصول "حديد"؛ فإن الصفقة يُتوقع أن يكون لها أثر سلبي يتمثل في تكبّد "سابك" خسائر غير نقدية بقيمة تتراوح بين 2 إلى 2.5 مليار ريال (533 - 667 مليون دولار)، إذ من المتوقع أن يظهر الأثر المالي في نتائج الربع الثالث من 2023.

أما شركة "حديد الراجحي"، وهي شركة سعودية خاصة، فقد تأسست عام 1984، وتمتلك اليوم 9 مصانع متخصصة في إنتاج نوعيات مختلفة من منتجات الحديد، كما أن لديها شبكة واسعة من العملاء في السوق المحلية والخليجية، فضلاً عن عدد كبير من الدول العربية، بحسب ما يشير إليه موقع الشركة الإلكتروني. وبحسب "بلومبرغ"؛ فإن إنتاج "حديد الراجحي" من الفولاذ يزيد على مليوني طن سنوياً.


تصنيفات

قصص قد تهمك