بلومبرغ
تذبذبت الأسهم الأميركية مسجلة تغيرات طفيفة يوم الخميس، في أواخر تعاملات شهر التحديات، حيث ركّز المتعاملون اهتمامهم على تقييم البيانات الاقتصادية المتباينة، مع ترقبهم لتقرير الوظائف في الولايات المتحدة، للحصول منه على إشارات حول التوجه المقبل لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية فيما سجّل الدولار بعض الارتفاع.
أنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تعاملات الخميس على تراجع طفيف، مسجلاً أول تراجع شهري له منذ فبراير. وإلى جانب تأثير عمليات جني الأرباح؛ أشار متعاملون إلى تأثر السوق أيضاً بوجهة النظر القائلة إن "الاحتياطي الفيدرالي" سيُبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول للحؤول دون تزايد ضغوط الأسعار.
أميركا ترصد 12 مليار دولار لمساعدة مصنعي السيارات على إنتاج مركبات كهربائية
التضخم الأساسي المفضل لدى "الاحتياطي الفيدرالي" لقياس التغير في أسعار المستهلكين، شهد أقل زيادات متتالية منذ أواخر عام 2020، وهو ما شجّع على زيادة الإنفاق الاستهلاكي. وجاء تفاعل الأسواق مع التقرير هادئاً، إذ عكست الأرقام التباين في الاقتصاد الأميركي، وفقاً لما قاله جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في "إل بي إل فايننشال" (LPL Financial).
تستعد "وول ستريت" الآن لبيانات سوق العمل التي ستظهر اليوم الجمعة، التي ستوفر نظرة أكثر وضوحاً بشأن الخطوات التالية التي سيتخذها "الاحتياطي الفيدرالي". يُتوقع أن يظهر التقرير أن أصحاب العمل زادوا عدد الوظائف بما يقرب من 170 ألف وظيفة في أغسطس، في وقت استقر فيه معدل البطالة عند مستواه التاريخي المنخفض البالغ 3.5%.
تباطؤ غير كافٍ
قال جورج ماتيو، رئيس شؤون الاستثمار في "كي برايفت بنك" (Key Private Bank): "مع الأخذ في الاعتبار محافظة سوق العمل على قوتها، وحقيقة أن الاقتصاد ما يزال يحقق معدلات نمو أعلى من الاتجاه السائد؛ سينظر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التضخم على أنه يتباطأ، ولكن ليس بالدرجة الكافية".
جيروم باول: مسار التشديد النقدي مستمر ولكن بحذر
يتوقع أكثر من 60% من المستثمرين الذين شملهم مسح أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن تأتي بيانات الوظائف لشهر أغسطس أقل من التقديرات، بينما يرى 78% منهم أن تضخم الأجور سيأتي عند المستويات المتوقعة أو أقل منها. وفي غضون ذلك؛ قال 49% من المستطلعة آراؤهم إن تقرير الوظائف سيكون "محفزاً للمخاطرة"، بينما توقع 24% فقط أن يكون رد الفعل على التقرير متمثلاً "بالعزوف عن المخاطرة".
قالت كارين كارنيول-تامبور، المديرة التنفيذية المشاركة للاستثمار في شركة "بريدجووتر أسوسياتس" (Bridgewater Associates)، إن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة قد يأتي أبطأ مما يتوقعه الكثير من المتعاملين في السوق.
أشارت في مقابلة ضمن حلقة ستبث لاحقاً من "بلومبرغ ويلث" مع ديفيد روبنشتاين: "عندما تنظر إلى ما يتطلبه الأمر لإجراء خفض سريع في أسعار الفائدة؛ فإنك تحتاج في العادة إلى انهيار الاقتصاد بشكل سريع.. وهذا أبعد ما يمكن عن الوضع الذي نحن فيه اليوم".
وضعت أسواق المقايضة على أسعار الفائدة احتمالات متساوية تقريباً بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة في نوفمبر بمقدار ربع نقطة مئوية.