بلومبرغ
يرجح أن تواصل أسعار الصلب في الصين تراجعها حتى 2024، إذ ينحسر نمو الطلب وتؤثر السعة الإنتاجية الزائدة سلباً على السوق، بحسب "كابيتال إيكونوميكس" .
أكدت شركة البحوث التي يقع مقرها في لندن عبر مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء أن أزمة قطاع العقارات الصيني طويلة الأمد تمثل العبء الأكبر على الأسعار. لكن لا يرجح أن تؤثر جهود بكين لتحفيز الاقتصاد إثر التعافي الضعيف من وباء كورونا بأكثر من مجرد الحد من تراجعات سوق الإسكان.
العقارات
بينت "كابيتال إيكونوميكس" أنه على الرغم من أن الإنفاق على البنية التحتية ينبغي له أن يدعم الطلب المرتبط بأعمال البناء، فإن مبيعات المساكن تمر بـ"هبوط طويل الأمد جراء التركيبة السكانية وتباطؤ الهجرة من الريف إلى الحضر أكثر". في هذه الأثناء، قد ينخفض نمو صادرات الصلب مع قرب دخول الأسواق المتقدمة مرحلة ركود اقتصادي.
تستهلك العقارات 37% من إنتاج الصلب في الصين، بحسب مصرف "إيه إن زد غروب هولدينغز" (ANZ Group Holdings)، في حين تستهلك أعمال البناء والتشييد الأوسع نطاقاً 60% تقريباً. توقع المصرف في مذكرة للعملاء الأسبوع الماضي هبوط طلب قطاع العقارات على الصلب 22% خلال السنة الحالية ليبلغ 275 مليون طن. رغم أن جزءاً من نمو الطلب بفضل مشروعات البنية التحتية سيعوض ذلك، إلا أن مصرف "إيه إن زد" توقع تراجع الطلب الإجمالي على الصلب 5% إلى 910 ملايين طن.
شهدت الأسابيع الأخيرة استقرار أسعار الصلب في الصين، بعد أن بلغت مستوى ذروتها في مارس الماضي، في حين ظهرت علامات قوة الإنتاج بوقت تتجهز فيه المصانع للصعود الموسمي لنشاط البناء الذي يعقب فصل الصيف. قد تعزز شركات تصنيع الصلب أيضاً الإنتاج تحسباً لبدء تفعيل قيود فرضتها حكومة بكين بوقت لاحق من السنة الحالية.
خفض الإنتاج
قلصت بكين الإنتاج على مدى السنتين الماضيتين بعد تخطي حجم الإنتاج مليار طن وتعتزم تكرار ذلك مرة ثانية خلال 2023. بينت "كابيتال إيكونوميكس" أنه من المرجح أيضاً تخفيص الإنتاج السنة المقبلة، إذ يفاقم تراجع الطلب وتكدس المخزون من الضغوط على المصنعين.
من المنتظر أن يقلص ذلك فائض سوق الصلب الصيني بصورة محدودة للعامين الجاري والمقبل، لكنه سيبقى مرتفعاً. أشارت شركة البحوث إلى إنه مع هبوط الطلب، ستتراجع الأسعار 4% تقريباً مسجلة 3750 يواناً (515 دولاراً) للطن مع نهاية 2023 و3650 يواناً للطن بنهاية 2024.
بلغ سعر تداول لفائف الصلب المدرفلة علي الساخن 3900 يوان للطن تقريباً، بعد أن بلغت ذروتها في مارس الماضي متجاوزة 4500 يوان.