بلومبرغ
تتجه صادرات روسيا من الوقود المكرر إلى تسجيل أدنى مستوى لها في 15 شهراً، وسط طلب محلي قوي على وقود النقل وتجاوز أسعار بعض المنتجات الحد الأقصى للأسعار التي حددتها مجموعة الدول السبع.
شحنت البلاد 2.24 مليون برميل من المنتجات النفطية يومياً في أول 20 يوماً في أغسطس، أي بتراجع 14% عن إجمالي الشحنات في يوليو، وفقاً للبيانات الصادرة عن "فورتيكسا" (Vortexa) التي جمعتها "بلومبرغ". يُعتبر هذا المعدل هو الأدنى منذ مايو 2022 ونحو 5% أقل من مستويات العام السابق، عندما كانت أوروبا لا تزال تشكل أكبر سوق للوقود الروسي.
تتم مراقبة الصادرات الروسية عن كثب بحثاً عن أدلة على إنتاجها من النفط الخام بعد أن قررت موسكو حجب البيانات الرسمية. ولمساعدة الإمدادات المحلية، أوصت الحكومة منتجي النفط بإعادة توجيه البنزين والديزل من التصدير إلى السوق المحلية. وفي الوقت نفسه، تخطت العديد من أنواع الوقود المكرر الروسية سقف الأسعار الذي حددته مجموعة الدول السبع، ما يعقد وصول التجار إلى خدمات الشحن والتأمين.
تراجع الصادرات
تراجعت كذلك تدفقات المنتجات النفطية هذا الشهر على الرغم من ارتفاع معدلات معالجة وتكرير النفط الخام في النصف الأول من أغسطس. كما تراجعت صادرات الخام الروسية إلى أدنى مستوياتها منذ يناير بعد تباطؤ غير مبرر في ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود إلى جانب خفض الإنتاج الذي تعهدت به البلاد.
قال ديفيد ويتش، كبير الاقتصاديين في"فورتيكسا": "حالياً لا نزال في ذروة موسم الطلب داخل روسيا".
فيما يلي تفصيل لصادرات الوقود المشحونة بحراً من موانئها الغربية والشرقية للفترة الممتدة من 1 إلى 20 أغسطس، وفقاً لبيانات "فورتيكسا" التي جمعتها بلومبرغ اعتباراً من يوم الخميس:
- تراجعت شحنات الديزل وزيت الغاز -التي تمثل نحو 45% من صادرات النفط الروسية- إلى أقل بقليل من مليون برميل يومياً في البيانات المرصودة، وهو أدنى مستوى منذ مايو.
- تراجعت التدفقات إلى معظم المناطق -باستثناء أفريقيا، حيث صمدت الصادرات إلى ليبيا. وانخفضت تدفقات البنزين ومكونات المزج بنسبة 43% لتصل إلى 66 ألف برميل يومياً.
- تراجعت صادرات "النافتا" إلى 371 ألف برميل يومياً، أي بانخفاض 22% عن المستويات المسجلة لنفس الشهر من العام الماضي، مع انخفاض كبير في الشحنات المتجهة إلى آسيا والشرق الأوسط. وارتفعت تدفقات وقود الطائرات إلى ما يقرب من 30 ألف برميل يومياً.
- شهدت تدفقات زيت الوقود، التي تشكل نحو ثلث إجمالي صادرات المنتجات، تراجعاً لتصل إلى 624 ألف برميل يومياً فقط. ما يُعتبر أدنى معدل منذ مارس 2022، عندما حظرت الولايات المتحدة -التي كانت آنذاك أكبر مشترٍ للمنتج- واردات النفط الروسية بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
أشار ويتش إلى أن تراجع صادرات المنتجات منخفضة القيمة مثل زيت الوقود والنافتا التي يبلغ الحد الأقصى لها 45 دولاراً للبرميل "يثير التساؤل عما إذا كان اللاعبون الروس قد يكافحون للعثور على سفن الشحن". وقال إن روسيا ربما "تقلل مؤقتاً من أولوية هذه الصادرات، كما فعلت خلال الأشهر الأولى التي أعقبت الحرب".
واصلت صادرات المواد الأولية لمصافي التكرير مثل زيت الغاز الفراغي "vacuum" انتعاش يوليو، حيث شُحن 148 ألف برميل يومياً حتى الآن. يُرجح أن يتم تعديل أحجام الشحنات مع ملاحظة شحنات جديدة لبقية الشهر.