بلومبرغ
عانت أسواق الغاز الطبيعي في أوروبا من تقلبات شديدة وسط استمرار مخاوف السوق، حيث يراقب المتعاملون الإجراءات التي قد تتخذها أستراليا لدرء الاضطرابات العمالية المحتملة، والتي قد تعطل الإمدادات العالمية.
وتراجعت العقود المستقبلية المعيارية في القارة بنحو 7.7%، ما أدى إلى خسارة المكاسب التي حققتها بعد صعودها بنسبة 28% في الجلسة السابقة، حينما حققت أكبر ارتفاع منذ مارس 2022.
تشير تقلبات الأسعار يوم الخميس إلى أن التجار يواصلون الموازنة بين العوامل الهبوطية التي قد تؤثر على الأسعار، بما في ذلك ارتفاع المخزونات وتباطؤ الطلب الصناعي في أوروبا، مقابل احتمال انقطاع الإمدادات وزيادة المنافسة على الغاز الطبيعي المسال.
اضطرابات تهدد إمدادات أستراليا
الإضرابات العمالية المحتملة في 3 منشآت كبرى للغاز الطبيعي المسال في أستراليا يمكن أن تعطل حوالي 10% من الصادرات العالمية من الوقود. وإذا طال أمد المفاوضات لحل هذه الأزمات؛ فقد يدفع ذلك المشترين الآسيويين إلى البحث عن وجهات تصدير بديلة من خارج المنطقة، ما قد يشعل بدوره المنافسة مع أوروبا على إمدادات الوقود.
كتب زونغ تشيانغ لو، محلل أول في شركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) في مذكرة: "أي إضراب مماثل يمكن أن يعطل نصف طاقة تصدير الغاز الطبيعي المسال تقريباً في أستراليا، ويتسبب في نزوح العديد من المشترين الآسيويين إلى وجهات بديلة. كما يأتي ارتفاع الأسعار على خلفية مخاوف حدوث إضراب، ما يؤثر بدوره على إمدادات الغاز الطبيعي المسال خلال موجات الحرارة المستمرة، رغم مخزونات الغاز الوفيرة في أوروبا".
على الجانب الآخر، تراقب السوق عن كثب المحادثات الجارية بين النقابات العمالية من ناحية وشركة "شيفرون" ومجموعة "وود سايد إنرجي" (Woodside Energy) من الناحية الأخرى. وقد تبدأ الإضرابات بحلول الأسبوع المقبل وفقاً للنقابات.
موجات الحر تقلق المتداولين
ينصب تركيز الأسواق كذلك على موجات الحرارة التي تجتاح نصف الكرة الشمالي في نهاية الصيف، والتي يمكن أن تعزز الطلب على الغاز المستخدم للتبريد. قالت "ريستاد إنرجي" إن إجمالي مخزون الغاز الطبيعي المسال في اليابان ربما يكون انخفض إلى ما دون مستوى العام الماضي بسبب الطلب القوي على الطاقة.
وبالفعل، تراجعت واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية من المستويات المرتفعة التي شهدتها في وقت سابق من هذا العام، وستزداد المنافسة على العرض عندما يحتدم الطلب على غاز التدفئة.
وفي حين تعتمد أوروبا على الغاز الطبيعي المسال لسد الفجوات التي خلّفها وقف تدفقات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، لا يُرجّح أن يكون ذلك كافياً قبل عام 2025، وفقاً لباتريسيو ألفاريز، المحلل الاقتصادي في "بلومبرغ إنتليجنس".
المخزونات لا تضمن هدوء الأسعار
شهدت أسواق الغاز الأوروبية تقلبات كبيرة في الأشهر الأخيرة، حتى مع تراكم المخزونات القوية في المنطقة والتي يمكن أن تحصنها من صدمات العرض. وقد تؤدي أي علامة على اضطراب الإمدادات إلى ارتفاع الأسعار، وقد يتضح ذلك بشكل أكبر عندما يزداد الطلب في فصل الشتاء.
تراجعت العقود المستقبلية للشهر الأقرب في هولندا (معيار سوق الغاز في أوروبا) بنسبة 5.41% إلى 37.67 يورو/ للميغاواط في الساعة في تمام الساعة 9:30 صباحاً بمدينة أمستردام. كما تقلب العقد المعياري المكافئ في المملكة المتحدة.
وقال لو من "ريستارد إنرجي": "باستشراف المستقبل، نتوقع استمرار التوقعات الصعودية لأسعار الغاز مع انخفاض واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، والصيانة المقررة لخطوط الأنابيب النرويجية، واستمرار موجات الحر في عدة مناطق حول العالم".