أسهم الصين تتخلف عن نظيراتها الآسيوية بعد بيانات تجارية ضعيفة

مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية في هونغ كونغ الأضعف أداءً بين مقاييس المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مشاة في منطقة لوجياتسوي المالية ببودونغ في شنغهاي، الصين  - المصدر: بلومبرغ
مشاة في منطقة لوجياتسوي المالية ببودونغ في شنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت الأسهم الصينية في هونغ كونغ مع تنامي المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن أظهرت أحدث البيانات ضعفاً موسَّعاً في النشاط التجاري، في حين ارتفع الدولار.

انخفض مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية 1.6%، مسجلاً أضعف أداء بين مؤشرات المنطقة، وكانت بقية مؤشرات الأسهم الآسيوية أقوى على نطاق واسع. ارتفع الدولار وسط مخاوف من أن الصين قد تخفّف قبضتها على اليوان، مما دفع إلى العزوف عن المخاطرة، فيما ارتفعت سندات الخزانة.

تراجعت صادرات الصين للشهر الثالث على التوالي في يوليو وسط تراجع في الطلب العالمي، في حين هبطت الواردات إذ أدّت الضغوط المحلية أيضاً إلى تقويض انتعاش الاقتصاد. وزادت البيانات المخاوف مع استمرار بوادر تأثر الشركات الصينية بانكماش الأسعار بسبب ضعف النمو.

ضعف انتعاش الاقتصاد يقوّض النشاط التجاري الصيني في يوليو

إشارات إلى تخفيف الصين قبضتها على اليوان

ارتفع مؤشر يقيس قوة الدولار في ظلّ تزايد العزوف عن المخاطر بعد ورود إشارات إلى أن الصين قد تخفّف قبضتها على اليوان.

وحدّد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي لليوان اليوم الثلاثاء عند 7.1565 للدولار، بعد مراجعة سعر تثبيت سابق أقوى في الصباح عند 7.1365 أمام العملة الأميركية. كان البنك المركزي الصيني يدعم العملة، وهو ما ساند أسعار صرف العملات الأجنبية الأخرى في آسيا.

"بنك أوف أميركا": اليوان قد يتراجع إلى 7.4 مقابل الدولار

قالت فيونا ليم، كبيرة محللي استراتيجيات العملات الأجنبية لدى "مالايان بانكنغ" (Malayan Banking): "التثبيت فوق مستوى 7.15 سيتيح بالتأكيد مجالاً لارتفاع الدولار الأميركي أمام اليوان، كما أنها تُعتبر إشارة إلى إمكانية رفع الحد الأقصى البالغ 7.30 لسعر صرف الدولار أمام اليوان الفوري".

عودة مخاوف تشديد السياسة النقدية

تراجعت عقود الأسهم الأميركية بعد أن وقف مؤشر "إس آند بي 500" يوم الاثنين هبوطه الذي استمر أربعة أيام، وسجّل مؤشر "داو جونز الصناعي" أكبر ارتفاعاته منذ أكثر من سبعة أسابيع. وقوبل التفاؤل في وول ستريت بالتعليقات الأخيرة من مسؤول في مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي ألمحت إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة لترويض التضخم.

الأسهم الأميركية تعود للارتفاع بعد هبوطها أربعة أيام متتالية

خفضت وكالة "موديز انفستورز سيرفيس" (Moody’s Investors Service) في تقرير حديث، التصنيف الائتماني لعشرة بنوك أميركية صغيرة ومتوسطة الحجم، ما أثّر جزئيّاً في المعنويات، بخاصة بعدما قالت وكالة التصنيف إنها قد تخفض تصنيف بنوك كبيرة أيضاً.

استقرّت سندات الخزانة في آسيا بعد أن استأنفت عوائد السندات لأجل 10 أعوام يوم الاثنين الصعود الذي دفعها الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر. وقالت ميشيل بومان محافظة بنك الاحتياطي الفدرالي يوم الاثنين إن زيادات إضافية (للفائدة) "قد تكون مطلوبة"، وأدى ذلك إلى ارتفاع عائدات السندات لأجل عامين قبل تقليص جانب من مكاسبها.

اختبار الطلب

توشك المبيعات الكبيرة لسندات الخزانة على تقديم اختبار رئيسي لطلب المستثمرين، وتحديد ما إذا كان لاستمرار البيع مجال في الوقت الذي تستعد فيه السوق لأكبر جولة لمزادات الاستردادات منذ العام الماضي. يتعين على سوق السندات استيعاب 103 مليارات دولار من مزادات السندات لآجال 3 و10 و30 عاماً قبل نهاية الأسبوع، بزيادة قدرها 7 مليارات دولار على شهر مايو.

هبط الينّ بأعلى قدر أمام الدولار بين عملات مجموعة العشر، بعدما أظهرت البيانات في وقت سابق تباطؤ نموّ أجور العمال في اليابان بشكل غير متوقع في يونيو، ما زاد الغموض حيال آفاق هدف التضخم المستدام لبنك اليابان.

محللون: المراهنات على ارتفاع الين الياباني ليست في محلها على الأرجح

في الوقت نفسه، من المنتظَر أن يقدّم مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، المرتقَب صدوره في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، إشارات للمستثمرين إلى آفاق سياسة "الاحتياطي الفيدرالي" النقدية.

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إلى ضرورة الحفاظ على السياسة المقيَّدة "لبعض الوقت"، في حين ألمح إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة قد يكون لها ما يبررها في العام المقبل إذا تباطأ التضخم.

تأثير مضاعف

قال مايكل ويلسون المحلل في "مورغان ستانلي" إن خفض مؤسسة "فيتش"، تصنيف ديون الحكومة الأميركية الأسبوع الماضي، وعمليات بيع السندات التي تلت ذلك، تشير إلى أن "المستثمرين يجب أن يكونوا مستعدين لخيبة أمل محتمَلة" بشأن النمو الاقتصادي والأرباح.

"مورغان ستانلي" يدق جرس الإنذار بالأسواق الأميركية

يتوقع عدد كبير من المستثمرين حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة قبل 2024، مما يدفعهم إلى توقع زوال السوق الصاعدة الحالية في الأسهم سريعاً، ما دفعهم إلى تفضيل سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، وهو ما اتضح في آخر استطلاع لـ"ماركتس لايف بالس" (Markets Live Pulse)، والذي أظهر أن ما يقرب من ثلثي المشاركين البالغ عددهم 410 أشخاص يتوقعون حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم بحلول نهاية العام المقبل.

المشاركون في الاستطلاع يبدو أنهم يتطلعون إلى ما وراء التماسك الحالي للاقتصاد، ويتوقعون تأثيرات مضاعفة متزايدة ناتجة عن التشديد المتراكم للسياسة النقدية الذي يُجريه مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

عاد التركيز يوم الاثنين إلى أرباح الشركات، وسجل سهم "بيركشاير هاثاواي" مستويات قياسية بعد أن فاقت نتائج أعمال الشركة التقديرات. وارتفعت أسهم "أمازون" بعد ورود تقرير بأنها ستجتمع مع لجنة التجارة الفيدرالية لتجنُّب رفع دعوى قضائية ضد الاحتكار، فيما تراجعت أسهم "تسلا" بعد تنحِّي كبير مسؤوليها الماليين في تغيير مفاجئ في الشركة التي يقودها إيلون ماسك، كما سجّل سهم "أبل" أطول سلسلة هبوط له خلال العام الحالي.

من جانب آخر ارتفع النفط قبل نشر بيانات أميركية بشأن الآفاق والمخزونات في ظلّ شحّ السوق العالمية وسط تخفيضات الإمدادات من جانب "أوبك+"، فيما تراجع الذهب.

تصنيفات

قصص قد تهمك