الأسهم الأميركية تنحني ولا تنكسر بعد صعودها 30% تقريباً

صعود الأسهم، الذي قاد السوق إلى الارتفاع بنسبة 30% تقريباً عن أدنى مستوى لها في أكتوبر الماضي، دخل في هدنة قصيرة في بداية الشهر الجديد وسط دعاوى تشير إلى تراجع الأسعار في المدى القريب.

قبل أيام قليلة فقط من صدور تقرير الوظائف شديد الأهمية، تكشف البيانات بعض الهدوء في مستوى الطلب على العمال في سوق عمل مازالت تعاني نقصاً في المعروض.

لم تكن الأرقام كافية لإغراء المستثمرين، الذين يتعاملون أيضاً مع حزمة متضاربة من أرباح الشركات.

أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" جلسة التداول بخسارة طفيفة. وانخفضت أسعار السندات، مع ارتفاع عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر مع استعداد وزارة الخزانة لزيادة الإصدارات من الأوراق المالية طويلة الأجل.

قال فواد رزاق زاده، محلل السوق في "سيتي إندكس" و"فوركس دوت كوم": "يبدو أن الأسهم في وول ستريت تأخذ استراحة من ارتفاعها المتواصل". وفي حين أن كثيراً من المستثمرين يخشون الوقوف في طريق الارتفاع، فقد نرى بعض التحركات الهبوطية - حيث من المرجح ألا يتخذ المستثمرون أي خطوات في الفترة التي تسبق بيانات التوظيف والأرباح من عملاقتي التكنولوجيا "أبل" و"أمازون".

الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة تهبط إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2021

في نهاية التعاملات، حققت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" (Advanced Micro Devices) مكاسب بعد أن تجاوزت تقديرات الربع الثاني وقالت إنها تحقق المزيد من النجاحات في حوسبة الذكاء الاصطناعي.

انخفض سهم "ستاربكس" إذ جاءت مبيعاتها الفصلية أقل من تقديرات المحللين، في إشارة إلى أن الزخم قد يتباطأ بالنسبة لعملاق القهوة وسط ارتفاع الأسعار وانخفاض الإنفاق.

إشارات جانب البيع

أشارت سافيتا سوبرامانيان، الاستراتيجية في "بنك أوف أميركا"، إلى أنه لا يوجد سبب للقلق حتى الآن بشأن سوق الأسهم. لا يزال مؤشر جانب البيع الخاص بـ"بنك أوف أميركا" - الذي يتتبع مخصصات الأسهم الموصى بها من جانب البيع - في المنطقة المحايدة على الرغم من زيادة المخصصات ويقف أقرب إلى إشارة "شراء" بدلا من إشارة "بيع".

وأضاف سوبرامانيان: "يمثل ارتفاع مخصصات الأسهم وانخفاض مخصصات السندات تحولاً في سياسة حب السندات وكراهية الأسهم التي نشأت خلال عام 2022".

قطعت الأسهم شوطاً طويلاً في فترة زمنية قصيرة، ولكن بالنظر إلى الأطر الزمنية المختلفة، فإن المكاسب لا تبدو مثيرة للإعجاب، وفقاً لمجموعة "بيسبوك انفستمنت غروب". في حالة مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، فعلى مدى الاثني عشر شهراً الماضية، استمر مرتفعاً بنحو 11%، ولكن على أساس عامين، يبدو الأداء أقل جاذبية عند ما يزيد قليلاً عن 4%.

كتب استراتيجيو "بيسبوك": "هذا لا يشبه تقريباً أي سوق أصبحت منزوعة الصلة بالواقع".

رفع جون ستولتزفوس من شركة "أوبنهايمر أسيت مانجمنت" هدفه على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى أعلى مستوى، بعد يوم من تبني مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي"، أحد المتشائمين البارزين في السوق، موقفاً أقل تشاؤماً من المعتاد.

يرى ستولتزفوس الآن أن المؤشر سيصل إلى 4900 نقطة بحلول نهاية العام، مما يفتح مجالا لتحقيق مكاسب أخرى بنسبة 7%. سيمثل الهدف رقماً قياسياً جديداً للمؤشر المعياري، وهو رقم يلعب ضد التوقعات الهبوطية لأسماء بارزة في وول ستريت مثل ويلسون وماركو كولانوفيك من "جيه بي مورغان"، ومايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا".

أبرز أخبار الشركات

شركة "تسلا" تخضع لتحقيق آخر من قبل الهيئات التنظيمية الأميركية، وهذه المرة يركز التحقيق على شكاوى السائقين من المركبات التي قد تكون معرضة لخطر فقدان السيطرة على عجلة القيادة. وقد انخفض سهم الشركة.

اقرأ أيضا: "إكسون" تجري محادثات مع "فورد" و"تسلا" و"فولكس واجن" لتوريد الليثيوم

أعلنت شركة "أوبر تكنولوجيز" عن أول أرباح تشغيلية لها على الإطلاق، ولكن هذا الإنجاز طغت عليه وتيرة النمو التي تباطأت من أعلى مستوياتها في الوباء، مما أدى إلى انخفاض الأسهم بأكبر قدر في تسعة أشهر.

خفضت شركة "جيت بلو إيروايز" توقعاتها لأرباح العام بأكمله بسبب علامات على تباطؤ الطلب المحلي، لتصبح أحدث شركة طيران تحذر من التحول نحو الطرق الدولية وتجدد الأسئلة حول استدامة نمو حركة السفر بالولايات المتحدة بعد الوباء.

تراجعت أسهم شركة "نورويجيان كروز لاين هولدينغز" (Norwegian Cruise Line Holdings) بعد أن أصدرت توجيهات للربع الثالث خالفت توقعات وول ستريت.

ارتفعت أسهم شركة "كاتربيلر" إلى مستوى قياسي بعد أن تحدت الشركة مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي من خلال الإعلان عن أرباح أعلى من المتوقع وقوة الطلب على آلاتها الشهيرة.