بلومبرغ
ما زالت درجات الحرارة القياسية والظواهر الجوية المتطرفة والحرب تثير التقلبات في أسواق السلع الأساسية العالمية. يستمر سعر الأرز -عنصر غذائي أساسي لنحو نصف سكان العالم- في الصعود، بينما تزداد تكاليف الطاقة أيضاً. رصدت كبرى شركات النفط حول العالم أرباحها حالياً في دفاتر الموازنة، لكن من المقرر الإعلان عن عدد كبير من نتائج شركات تشغيل النفط الصخري الأميركية المستقلة في غضون الأيام المقبلة. باتت أيضاً أرباح الربع الثاني لشركة "كاتربيلر" على وشك الظهور.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في الأسبوع الحالي:
شركات النفط الكبرى
رغم هبوط أرباح شركات النفط الكبرى من نتائج مرتفعة للغاية خلال الفترات الربع سنوية السابقة، ما زالت هذه الشركات تقدم عوائد كبيرة للمساهمين بواسطة عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح ووسائل أخرى. رغم ذلك، فإن المخاوف متواصلة إزاء أداء الحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسسية بالقطاع، وخطر انحسار الطلب على الوقود الأحفوري خلال العقود المقبلة، مما أثار حالة من التوتر لدى مستثمرين كثيرين في القطاع .
ومنذ بداية السنة وحتى الوقت الحالي، يحتل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500 إنرجي" للطاقة المرتبة الثانية على قائمة الأسوأ أداءً بين 11 مجموعة مقسمة حسب القطاع في السوق الأوسع نطاقاً، ما يعد تغيراً ملحوظاً في المشهد مقارنة بالسنة السابقة عندما تفوق المقياس على نظرائه. وسيتجه تركيز المستثمرين الأسبوع الجاري صوب نتائج شركات تشغيل النفط الصخري بما فيها " كونوكو فيليبس" و"دياموندباك إنرجي" و"إي إو جي ريسورسز".
المناخ
تتفاقم درجات الحرارة الحارقة في اليونان بفعل حرائق الغابات المدمرة، التي أتت على أحواض الكربون الطبيعية بالبلاد. اندلع منذ شهر بداية يوليو وحتى الآن ما يتجاوز 100 حريق في غابات البلاد ما خلف انبعاثات تفوق مليون طن من الكربون بالغلاف الجوي هي الأضخم خلال عقدين على أقل تقدير، بحسب خدمة "كوبرنيكوس لمتابع تغير المناخ".
رغم أن هذه الانبعاثات تمثل نسبة صغيرة من إجمالي التلوث في اليونان، فإن التطور الحالي يعد أحدث علامة على المخاطر الناجمة عن الطقس المتطرف بصورة متنامية، وحرائق الغابات التي لولا تدميرها لكانت ساعدت في التخلص من الكربون بطريقة طبيعية.
يتكرر نفس السيناريو في كندا، إذ بلغت الانبعاثات العام الحالي مستويات "تفوق المعدلات المعتادة" جراء حرائق غابات لم يسبق لها مثيل ويرجح أن تضاعف ناتج التلوث عبر كافة قطاعات الاقتصاد الأخرى مجتمعة بالبلاد.
الزراعة
لا تتعرض جودة الهواء بمفردها للخطر حيث تواجه الإمدادات الغذائية تهديدات من سوء الأحوال الجوية وتفاقم القتال في أوكرانيا، ما يرفع التكاليف على المستهلكين ويزيد من احتمالات استمرار التضخم المستفحل لمدة أطول. تصعد أسعار الأرز، العنصر الحيوي للنظم الغذائية لمليارات البشر في آسيا وأفريقيا، بعد حظر الهند، أكبر دولة مصدرة، لجزء كبير من صادراتها. من المتوقع أن يحفز ارتفاع سعر الأرز -علاوة على الزيادات في سعر القمح والذرة والسلع الزراعية الأخرى حتى الآن من يوليو الحالي- تفاقم تكاليف الغذاء العالمية بعد مدة طويلة من التراجعات. في غضون ذلك، يتحول في إندونيسيا بعض مزارعي الأرز إلى زراعة الذرة والمحاصيل الأخرى التي تحتاج كميات أقل من المياه إذ تتأهب البلاد لاستقبال موسم جفاف هو الأشد حدة منذ 2019، ويعزى ذلك جزئياً لعودة ظاهرة طقس "إل نينيو".
البنزين
تستمر أسعار النفط في الصعود عبر كافة أنحاء العالم، وكذلك الأسعار في محطات الوقود. على صعيد الولايات المتحدة الأميركية، تجاوز البنزين أكبر زيادة أسبوعية له منذ أكثر من سنة، بحسب بيانات الجمعية الأميركية للسيارات جمعتها بلومبرغ. يأتي ذلك في وقت بلغت فيه أسعار العقود المستقبلية أعلى مستوياتها في 9 شهور في بورصة نيويورك.
يتكرر نسق مشابه في آسيا وأوروبا، إذ يزداد الطلب على وقود المحركات. ويضاعف هذا فعلياً من شح الإمدادات بالأسواق العالمية التي تواجه ضغوطاً جراء أعطال غير متوقعة بمصافي التكرير، والمخزونات المتراجعة لأسباب غير موسمية في مراكز التخزين الأساسية الواقعة على ساحل الخليج الأميركي وفي سنغافورة.
التعدين والبناء
يرجح أن تعلن شركة "كاتربيلر"، التي يعد أداؤها مؤشراً اقتصادياً للقطاع، عن أرباحها غداً الثلاثاء. كان نمو مبيعات التجزئة في كافة مناطق العالم للآلات الشهيرة باللون الأصفر للشركة في صعود تدريجي بطيء منذ السنة الماضية، على أساس دوري لمدة 3 شهور.
ورغم أن ذلك ساعد على تعزيز الأسهم في ظل بوادر تعافي أحد أكبر شركات تصنيع معدات البناء والتعدين على مستوى العالم، يترقب المستثمرون معلومات تتعلق بحجم الطلبات وتراكمها خلال النصف الأول من العام الجاري، خصوصاً في الصين التي لم تبلغ مرحلة التعافي الاقتصادي حتى الآن.