بلومبرغ
ارتفعت الأسهم الصينية واليوان بحدّة بعدما ألمحت بكين إلى دعم جديد للاقتصاد المتعثر، بما في ذلك مزيد من تخفيف قيود السياسة المتبعة في قطاع العقارات المضطرب.
ارتفع مؤشر "هانغ سنغ تشاينا إنتربرايزس" الذي يتتبع الشركات الصينية الكبرى المدرجة في هونغ كونغ، بنسبة 4.4% مسجلاً أكبر ارتفاع منذ الثاني من يونيو، كما ارتفع اليوان المحلي بنسبة 0.6%، في حين ارتفعت أيضاً السندات المقوَّمة بالدولار الخاصة بشركات التطوير العقاري الصينية.
تعهّد كبار قادة الصين أمس الاثنين بتعزيز الاستهلاك، وتقديم مزيد من الدعم لقطاع العقارات المتعثر، بهدف مساعدة الاقتصاد المتباطئ على الإنتعاش. ورغم أن هذه التعهدات لم تصل إلى حدّ إعلان إجراءات تحفيزية واسعة النطاق، فإن البيان الصادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم المكوَّن من 24 عضواً، كشف عن اعتراف أقوى من جانب السلطات بالتحديات الاقتصادية، إذ يقول خبراء استراتيجيون إن بكين تُظهِر مزيداً من العزم على تعزيز النمو.
قال ويلر تشين، المحلل في شركة "فورسيث بار إيشا" (Forsyth Barr Asia): "الأمر كله يتعلق بالاجتماع، النبرة جاءت أفضل مما كانت تخشاه الأسواق، مع وجود إيجابيات لجهة التصدّي لواقع الدورة الاقتصادية الراهن وتعديله بقوة، فضلاً عن تعزيز ثقة المستثمرين وتحسين السياسات العقارية".
الصين تلتقي مستثمرين عالميين لتهدئة مخاوفهم التنظيمية
في البر الرئيسي، ارتفع "مؤشر شنغهاي شنزن" (CSI 300) بنسبة 2.2%، مسجّلاً بذلك أكبر ارتفاع منذ 20 فبراير. وجاءت تعاملات المستثمرين الأجانب مشتريات صافية بنحو 10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار) من أسهم البر الرئيسي، عبر روابط التداول مع هونغ كونغ، وذلك حتى وقت كتابة هذا التقرير من جلسة اليوم الثلاثاء.
تعهدات بكين الأخيرة بإخراج قطاع الإسكان من الركود الحادّ أنعشت أيضاً السندات المقوَّمة بالدولار للمطورين العقاريين بقيادة السندات الخاصة بشركة "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings)، وهي إحدى أكبر شركات البناء في البلاد.
في المقابل ارتفعت العوائد على السندات الحكومية القياسية لأجل 10 سنوات إلى 2.65%، وهو أعلى مستوى لها في نحو شهر، إذ لجأ المتداولون إلى بيع أصول الملاذ الآمن وسط موجة الارتفاعات واسعة النطاق.
لقي اليوان دعماً أيضاً بالسعر المرجعي القوي الذي حدّده البنك المركزي، فيما أفاد متعاملون بأن البنوك المملوكة للدولة كانت تبيع الدولار مقابل اليوان في السوق الداخلية.
قال شاوجيا شي رئيس الأبحاث لدى "كريدي أجريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB) في هونغ كونغ: "يتعامل المكتب السياسي مباشرة مع مخاوف السوق، وتوجد رسائل جديدة قد تكون مهمة جدّاً، رغم أن التأثير الفعلي سيعتمد على الإجراءات التي ستُتّخَذ لمتابعة تنفيذ السياسات".