بلومبرغ
بددت أسهم هونغ كونغ مكاسبها، بعدما فشلت خطط الصين لدعم القطاع الخاص في كسب ثقة السوق، الأمر الذي ألقى بظلاله على الأسهم الآسيوية الأخرى أيضاً.
سجل مؤشر "إم إس سي آي" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ تراجعاً طفيفاً، بعدما تخلى مؤشر "هانغ سينغ" في بورصة هونغ كونغ عن كل مكاسبه تقريباً التي وصلت إلى 1.4%. كذلك، هبطت الأسهم اليابانية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية، فيما ارتفع اليوان الصيني في ظل العلامات على سياسات دعم مشجعة وتدخّل أكثر قوة من البنك المركزي.
فشلت تعهدات بكين الأخيرة بتحسين ظروف عمل الشركات الخاصة في إعطاء قوة دفع للأسواق، حيث رأى متعاملون أنه لا توجد تدابير ملموسة في هذا الصدد. فحتى الآن، لم تقدّم جهود الصين لإنعاش النمو -بدءاً من خفض الأسعار وصولاً إلى إنهاء حملة القمع التنظيمية على شركات التكنولوجيا- سوى القليل لدعم النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
أرقام مخيبة للنمو الصيني تعزّز الدعوات لمزيد من التحفيز
قال تشي لو، كبير محللي السوق في "بي إن بي باريبا أسيت مانجمنت (BNP Paribas Asset Management) في مقابلة على تلفزيون بلومبرغ، إنه لكي تبادر السلطات الصينية إلى إدخال سياسة تيسير أوسع نطاقاً في الأشهر المقبلة، "سيكون هناك تحوّل سريع في المعنويات العامة في السوق الصينية، ويمكننا أن نرى تدفقات المحافظ تعود مجدداً إلى الصين بسرعة كبيرة".
تدخّل "المركزي الصيني"
دخل بنك الشعب الصيني على الخط اليوم الخميس بإجراء خاص به، من خلال تحديده أوسع نطاق تذبذب يومي لليوان منذ نوفمبر، في إطار مساعيه لدعم العملة التي انخفضت بأكثر من 3% منذ بداية العام. وقد سجل اليوان الخارجي اليوم أكبر ارتفاع له منذ أكثر من أسبوع، حيث كان العملة الأفضل أداءً في آسيا.
"بنك أوف أميركا": اليوان قد يتراجع إلى 7.4 مقابل الدولار
وقال مينغزو وو، تاجر العملات في "ستون إكس غروب" (StoneX Group) في سنغافورة: "قد يضطر بنك الشعب الصيني إلى التصدي لضعف اليوان لفترة أطول.. الأمر الجيد هو أن السوق الاستهلاكية في الصين كبيرة جداً، وأنهم قادرون على الاعتماد على أنفسهم إذا لزم الأمر. ولذلك، فإنه مقارنة بالعديد من الدول التي تفرض قيوداً على حركة رأس المال، ستكون الصين في موقف أفضل بكثير يمكّنها من النجاح في الدفاع عن اليوان فيما يفشل الآخرون".
الصين تضع خطة لزيادة الاستهلاك تحفيزاً للاقتصاد
تراجع الدولار
انخفض الدولار الأميركي مقابل كل العملات الأخرى في مجموعة العشر الكبار، وواصل مؤشر الدولار تراجعه مسجلاً انخفاضاً بأكثر من 6% خلال الشهر الجاري، وذلك على خلفية التكهنات بأن دورة رفع الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما تكون قد بلغت ذروتها في ظل انحسار التضخم في الولايات المتحدة.
في المقابل، ارتفع الين الياباني بعدما أظهرت بيانات رسمية في وقت سابق تحوّل الميزان التجاري الياباني في يونيو إلى فائض على غير ما كان متوقعاً، مسجلاً بذلك أول فائض منذ يوليو 2021.
وكتب المحللون الاستراتيجيون في "غودكمان ساكس غروب" -بمن فيهم في ذلك جيني غريمبرغ- في مذكرة: "التوقعات بشأن انحسار التضخم وتأثير السياسة النقدية المرتبطة بهذا الأمر، تعني أن عمليات بيع الدولار الأخيرة يمكن أن تستمر في المدى القريب، لا سيما مقابل العملات ذات العائد المرتفع في الأسواق الناشئة". و"مع ذلك، نحافظ على توقعاتنا بأنَّ تراجع الدولار على مدار العام الجاري ككل، سيكون هامشياً ومحدوداً على الأرجح".
تخفيف الضغوط
وجود دلائل على انحسار ضغوط الأسعار في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يعزز آمال المستثمرين بأن دورة تشديد السياسة النقدية شارفت على نهايتها.
استقرت سندات الخزانة الأميركية بعد ارتفاعها يوم الأربعاء، حيث انخفض معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له في 15 شهراً، وهو ما يُعدُّ إشارة جديدة على أن البنوك المركزية قد تبطئ من رفع أسعار الفائدة. ومع ذلك، تراجعت مكاسب السندات مع ارتفاع أسعار السلع، بعد تحذير روسيا بأن أي سفن متجهة إلى أوكرانيا ستعتبرها موسكو سفناً تحمل أسلحة.