بلومبرغ
تدرس شركة "شل" عدداً من الخيارات التي تتعلق بوحداتها لإنتاج الطاقة المتجددة العالمية، بما في ذلك احتمال بيع حصة منها لمستثمرين آخرين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
تعمل عملاقة الطاقة البريطانية مع مستشارين لدراسة مجموعة من الفرص قد تتضمن فصل هذا النشاط في وحدة مستقلة بشكل أكبر، حسب هؤلاء الأشخاص. وقد تواصلت الشركة مع عدد من المستثمرين العالميين لتحديد مدى اهتمامهم بشراء حصة، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا لسرية المعلومات عدم الكشف عن هوياتهم.
تأتي المحادثات فيما يركز الرئيس التنفيذي وائل صوّان، استثمارات الشركة على الوقود الأحفوري، في محاولة لزيادة عائدات المساهمين وتضييق فجوة التقييم مع نظراء "شل" من الشركات الأميركية.
لا تزال المحادثات في مرحلة مبكرة، ولم يتأكد هل كانت ستؤدي إلى عقد صفقة أم لا، كما قد تدرس "شل" إدخال مستثمرين خارجيين في بعض الوحدات الأخرى مثل أصول التكرير والكيماويات والتسويق، حسب أحد هؤلاء الأشخاص.
رفض ممثل "شل" التعليق بخلاف ما ورد في العرض التقديمي لـ"يوم أسواق رأس المال" الذي أُقيم في يونيو، عندما أشارت الشركة إلى خطط للتخلّي عن بعض أصول الطاقة حتى نهاية 2025، لكنها ستُجري أيضاً بعض الاستثمارات المنتقاة في المجال.
استحواذات وتركيز على الأرباح
إذا عُقدَت صفقة، فقد يمثّل ذلك تحولاً مهمّاً في استراتيجية "شل" الخضراء، إذ أمضت شركة إنتاج النفط العملاقة أكثر من عقدين تحاول تحديد حجم الدور التي تريد الاضطلاع به في إنتاج الطاقة المتجددة. وعلى مدى السنوات، حدّد بعض الرؤساء التنفيذيين أهدافاً لإنتاج بدائل منخفضة الانبعاثات للنفط والغاز، ليأتي خلفاؤهم ويركزوا مباشرة على أنواع الوقود التي تحقّق معظم أرباح الشركة، لكنها تتسبب أيضاً في تغيُّر المناخ.
قد يُعتبر الأمر تنازلاً للمستثمر الناشط دان لويب، الذي استثمرت شركته "ثيرد بوينت" (Third Point) في حصة كبيرة من أسهم "شل" في 2021، وحثّت الرئيس التنفيذي السابق بن فان بيوردن على تقسيم وحدات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة إلى شركة منفصلة. لتلك الخطوة سابقة، عندما فصلت عملاقة النفط الإيطالية "إيني" أصول الطاقة المتجددة إلى شركة منفصلة اسمها "بلنيتيود" (Plenitude).
تحت إدارة فان بيوردن، زادت "شل" نشاطها في الطاقة الخضراء، وسعت –لفترة وجيزة- لتصبح أكبر شركة منتجة للكهرباء في العالم. ضمّت منتجات الشركة، التي كان لديها 6.4 غيغاواط قيد العمل أو التطوير بنهاية العام الماضي، مزارع رياح بحرية وبرية في أوروبا والولايات المتحدة. كما اشترت الشركة مؤخراً "سبرنغ إنيرجي" (Sprng Energy) الهندية، مطورة مشروعات الطاقة الشمسية، و"نيتشر إنيرجي" (Nature Energy)، شركة إنتاج الوقود الحيوي الدنماركية، وشركة "سافيون" (Savion) الأميركية لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة.
يتعرض مجال الطاقة المتجددة لضغوط مع سعي صوّان لما وصفه بنهج "قاسٍ" لمنح الأولوية للإيرادات، ما يعني إنه على الوحدة تحقيق أرباح، فضلاً عن خفض بصمة الشركة الكربونية. فيما قال صوّان إنه سيستمر في الاستثمار في الطاقة المتجددة، فتعهد بأن يكون أكثر انتقائية، وأن يسعى خلف المشروعات التي تحقّق عائداً كافياً.
بينما تغيرت مقاربة "شل" للطاقة الخضراء في أعلى المستويات الإدارية، استقال بعض مديري الشركة التنفيذيين، فاستقال مدير قطاع الطاقة المتجددة، توماس بروستروم سعياً خلف وظيفة أخرى، ومديرة مزارع الرياح الساحلية في المملكة المتحدة، مليسا ريد.