بلومبرغ
يبدو أن التقلب المنتظر في سوق العملات لن يحدث، ما يجعل الاحتفاظ باستراتيجيات التحوط مكلفاً للبعض.
مع استمرار مسيرة التقشف والتشدد من جانب البنوك المركزية و قوة نمو الاقتصاد العالمي بطريقة تثير الدهشة، لم تتحقق حتى الآن تلك التقلبات التي اشترى المستثمرون عقود خيارات لحماية أنفسهم منها.
تحطمت موجات التقلب في العملات وانهارت، ولم تنجح استراتيجيات محاولة تحديد موعد عودتها، وأظهر مؤشر يصدر عن "جيه بي مورغان تشيس" يتتبع التقلبات الضمنية لمدة ستة أشهر في عملات مجموعة السبع أنها تقترب من أدنى مستوى لها في أكثر من عام.
بسبب ذروة الفائدة.. صناديق التحوط تراهن على هبوط الدولار
وفي هذا الصدد، قال جوليان ويس، مدير عقود الخيارات العالمية في دول مجموعة العشر لدى "بنك أوف أميركا": "نرى طلباً أقل بشكل متزايد على (التحوط) من تقلبات أسعار الصرف… وفي نهاية المطاف، اضطر المستثمرون الذين اشتروا أدوات تحوط وعدلوا مراكزهم استعداداً لبيئة من التقلبات المرتفعة في وقت سابق من العام الجاري إلى التوقف لأن رهاناتهم ببساطة لم تنجح".
لا مبرر لزيادة التحوط
تعطي عقود الخيارات المستخدمة في التحوط المستثمرين الحق في شراء أو بيع أصل إذا وصلت الأسعار في السوق إلى مستوى معين، لكن إذا لم تصل، فإنهم يخسرون العلاوة المدفوعة مقابل عقد الخيار وتصبح الاستراتيجية غير مربحة.
في ظل تداول اليورو في أضيق نطاق سنوي أمام الدولار منذ استحداث العملة الموحدة، وكذلك مع تذبذب التقلبات الضمنية للعملتين معاً خلال الأشهر الستة المقبلة قرب أدنى مستوى في 17 شهراً، يقول مارك دراغتين، مدير محفظة في "إنسايت إنفستمنت" (Insight Investment) إن السوق لا توفر سبباً لزيادة الاستثمار في عقود التحوط.
صناديق التحوط بصدد التخلي عن رهاناتها على صعود الدولار
حتى تظهر علامات ملموسة أكثر على تغير الخلفية الأوسع، يتحمل المستثمرون "مخاطرة غير ضرورية عبر استخدام ميزانية المخاطر كاملة"، وفق دراغتين الذي أضاف أن التقلبات عند متوسطاتها التاريخية ما يشير إلى أن أدوات التحوط الرخيصة قد تصبح أرخص.
في الوقت ذاته تحاول بعض الشركات تحقيق أرباح من استمرار الهبوط.
قال دومينيك شنايدر، مدير السلع والعملات الأجنبية في ذراع إدارة الأصول في "يو بي إس ويلث مانجمنت": "إن العالم لن ينهار". ويبيع شنايدر أدوات تحوط في الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي والين، ويراهن على أن التقلبات ستهدأ أكثر في الربع الجاري.
[object Promise]بيئة تداول أكثر تعقيداً
حتى بعض المراهنين على زيادة التقلب يتبنون نهجاً أكثر دقة، فبعد أن أوصى استراتيجيو "بي إن بي باريبا" في مايو المستثمرين ببناء مراكز تحوط عامة على نطاق واسع، يرون الآن بيئة أكثر تعقيداً تتطلب نهجاً يراعي كل حالة على حدة.
قال أوليفر برينان، من "بي إن باريبا": "أصبحت سوق التقلب أكثر إثارة للاهتمام الآن عما كانت عليه قبل أشهر قليلة"، مشيراً إلى وجود فرصة أمام المستثمرين في مواصلة بيع أدوات التحوط من تقلبات زوج اليورو-دولار قصيرة الأجل وفي نفس الوقت التحوط من التقلبات الأعلى في أزواج العملات الأكثر تعرضاً لتباين السياسات النقدية للبنوك المركزية وارتفاع مخاطر الركود.
اليوان الصيني يكافح بينما يتحسن أداء الوون والدولار الأسترالي
لكن شركات أخرى، من بينها "إنفسكو أسيت مانجمنت" (Invesco Asset Management)، و"آر بي سي بلوباي" (RBC Bluebay)، تلتزم بالرهان على أن هدوء السوق غير مبرر، وأنه من السابق لأوانه التخلي عن استراتيجيات التحوط في وقت تقترب به البنوك المركزية من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.
مخاطر مؤجلة
قالت جورجينا تايلور، مديرة الأصول المتعددة في "إنفسكو"، والتي تتحوط من زيادة التقلبات منذ الربيع: "هناك حالة طاغية من الرضا عن الذات في هذه السوق".
تقول تايلور إن استمرار صانعي السياسة في رفع أسعار الفائدة يؤجل المخاطر خلال الصيف ولا يلغيها. أضافت أن اجتماعات البنوك المركزية خلال الأشهر القليلة المقبلة وتركيز السوق على البيانات الاقتصادية يبرر التمسك بالخيارات التي ستُثمر حال ارتفاع التقلبات.
توقعات تقلب عملات الأسواق الناشئة تهبط لمستويات ما قبل غزو أوكرانيا
أيضاً يقول غواتام كالاني، مدير محفظة عملات في "بلوباي": "من الصعب تحديد الحدث الخطير المتوقع في المستقبل تحديداً دقيقاً، لكن هذا في حد ذاته وجه واحد فقط من الصورة". واستشهد بالتراجع الحاد في السيولة، والتدهور الشديد للنمو العالمي وزيادة مخاطر أن يتسبب الاحتياطي الفيدرالي في "إفساد الوضع" مع استمراره في سياسته التقشفية، كأحداث خطيرة متوقعة، مؤكداً أن: "الاتجاه يمكن أن يتغير بسهولة".